349
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج7

فِي المَسجِدِ ، فَقالَ : ألا أُعَجِّبُكَ مِن أميرِ المُؤمِنينَ وما لَقيتُ مِنهُ مِنَ التَّبكيتِ وَالتَّوبيخِ ؟
فَقالَ لَهُ الحَسَنُ : إنَّما يُعاتَبُ مَن تُرجى مَوَدَّتَهُ ونَصيحَتُهُ .
فَقالَ : إنَّهُ بَقِيَت اُمورٌ سَيَستَوسِقُ فيهَا القَنا ، ويُنتَضى فيهَا السُّيوفُ ، ويَحتاجُ فيها إلى أشباهي ، فَلا تَستَغِشّوا عَتبي ، ولا تَتَّهِموا نَصيحَتي .
فَقالَ لَهُ الحَسَنُ : رَحِمَكَ اللّهُ ! ما أنتَ عِندَنا بِالظَّنينِ ۱ .

45

سُلَيمُ بنُ قَيسٍ الهِلالِيُّ

سليم بن قيس الهلالي العامري يكنى أبا صادق ، كان من محدّثي التابعين ، وعلمائهم ، وعظمائهم ، وهو من أصحاب أمير المؤمنين ۲ ، والحسن ۳ ، والحسين ۴ ، وزين العابدين ۵ ، والباقر ۶ ، عليهم السلام أجمعين . وكان في أصحاب الإمام أمير المؤمنين من «شرطة الخميس ۷ » ۸ . وعُدّ من السبّاقين في التأليف وضبط

1.وقعة صفّين : ص۶ .

2.رجال الطوسي : ص۶۶ الرقم ۵۹۰ ، الاختصاص : ص۳ ، رجال البرقي : ص۴ وفيه «من أولياء أصحابه» .

3.رجال الطوسي : ص۹۴ الرقم ۹۳۴ ، رجال البرقي : ص۷ .

4.رجال الطوسي : ص۱۰۱ الرقم ۹۸۴ ، الاختصاص : ص۸ ، رجال البرقي : ص۸ .

5.رجال الطوسي : ص۱۱۴ الرقم ۱۱۳۶ .

6.رجال الطوسي : ص۱۳۶ الرقم ۱۴۲۸ ، رجال البرقي : ص۹ .

7.الشُرطَةُ ـ بسكون الراء وفتحها ـ : الجند . والجمع شُرَط ، وهم أعوان السلطان والولاة ، وأوّل كتيبة تشهد الحرب وتتهيّأ للموت، سُمّوا بذلك؛ لأنّهم جعلوا لأنفسهم علامات يعرفون بها للأعداء (مجمع البحرين: ج۲ ص۹۴۲). الخَميسُ : الجيش ، سُمّي به لأ نّه مقسوم بخمسة أقسام : المقدّمة ، والساقة ، والميمنة ، والميسرة ، والقلب . وقيل : لأ نّه تُخَمّس فيه الغنائم (النهاية : ج۲ ص۷۹) .

8.الاختصاص : ص۳ .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج7
348

۶۵۴۵.الإمام عليّ عليه السلامـ في كِتابِهِ إلى سُليمانَ بنِ صُرَدٍ وهُوَ بِالجَبَلِ ـ: ذَكَرتَ ما صارَ في يَدَيكَ مِن حُقوقِ المُسلِمينَ ، وإنَّ مَن قِبَلَكَ وقِبَلَنا فِي الحَقِّ سَواءٌ ، فَأَعلِمني مَا اجتَمَعَ عِندَكَ مِن ذلِكَ ، فَأَعطِ كُلَّ ذي حَقٍّ حَقَّهُ ، وَابعَث إلَينا بِما سِوى ذلِكَ لِنَقسِمَهُ فيمَن قِبَلِنا إن شاءَ اللّهُ ۱ .

۶۵۴۶.وقعة صفّين عن عون بن أبي جحيفة :بَعدَ كِتابَةِ صَحيفَةِ التَّحكيمِ في حَربِ صِفّينَ ، أتى سُلَيمانُ بنُ صُرَدٍ عَلِيّا أميرَ المُؤمِنينَ بَعدَ الصَّحيفَةِ ، ووَجهُهُ مَضروبٌ بِالسَّيفِ ، فَلَمّا نَظَرَ إلَيهِ عَلِيٌّ قالَ : «فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَ مِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَ مَا بَدَّلُواْ تَبْدِيلاً»۲ فَأَنتَ مِمَّن يَنتَظِرُ ومِمَّن لَم يُبَدِّل .
فَقالَ : يا أميرَ المُؤمِنينَ ، أما لَو وَجَدتُ أعوانا ما كُتِبَت هذِهِ الصَّحيفَةُ أبَدا . أمَا وَاللّهِ لَقَد مَشيتُ فِي النّاسِ لِيَعودوا إلى أمرِهِمُ الأَوَّلِ فَما وَجَدتُ أحَدا عِندَهُ خَيرٌ إلّا قَليلاً ۳ .

۶۵۴۷.وقعة صفّين عن عبد الرحمن بن عبيد بن أبي الكنود :إنَّ سُلَيمانَ بنَ صُرَدٍ الخُزاعِيَّ دَخَلَ عَلى عَلِيٍّ بنِ أبي طالِبٍ بَعدَ رَجعَتِهِ مِنَ البَصرَةِ ، فَعاتَبَهُ وعَذَلَهُ وقالَ لَهُ : اِرتَبتَ وتَرَبَّصتَ وراوَغتَ ، وقَد كُنتَ مِنَ أوثَقِ النّاسِ في نَفسي وأسرَعِهِم ـ فيما أظُنُّ ـ إلى نُصرَتي ، فَما قَعَدَ بِكَ عَن أهلِ بَيتِ نَبِيِّكَ ، وما زَهَّدَكَ في نَصرِهِم ؟ !
فَقالَ : يا أميرَ المُؤمِنينَ ، لا تَرُدَّنَّ الاُمورَ عَلى أعقابِها ، ولا تُؤَنِّبني بِما مَضى مِنها ، وَاستَبقِ مَوَدَّتي يَخلُص لَكَ نَصيحَتي ، وقَد بَقِيتَ اُمورٌ تَعرِفُ فيها وَلِيَّكَ مِن عَدُوِّكَ . فَسَكَتَ عَنهُ وجَلَسَ سُلَيمانُ قَليلاً ، ثُمَّ نَهَضَ فَخَرَجَ إلَى الحَسَنِ بنِ عَلِيٍّ وهُوَ قاعِدٌ

1.أنساب الأشراف : ج۲ ص۳۹۳ .

2.الأحزاب : ۲۳ .

3.وقعة صفّين : ص۵۱۹ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج7
    المساعدون :
    الطباطبائي، السيد محمد كاظم؛ الطباطبائي نجاد، السيد محمود
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الثانية
عدد المشاهدين : 201696
الصفحه من 532
طباعه  ارسل الي