145
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج7

ورَوى الأَعمَشُ عَن أبي صالحٍ قالَ : قيلَ لَنا : قَد قَدِمَ رَجُلٌ مِن أصحابِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، فَأَتَيناهُ فَإِذا هُوَ سَمُرَةُ بنُ جُندَبٍ ، وإذا عِندَ إحدى رِجلَيهِ خَمرٌ وعِندَ الاُخرى ثَلجٌ ! فَقُلنا : ما هذَا ؟ ! قالوا : بِهِ النِّقرِسُ ۱ ، وإذا قَومٌ قَد أتَوهُ ، فَقالوا : يا سَمُرَةُ ! ما تَقولُ لِرَبِّكَ غَدا ؟ تُؤتى بِالرَّجُلِ فَيُقالُ لَكَ : هُوَ مِنَ الخَوارجِ ، فَتَأمُرُ بِقَتلِهِ ، ثُمَّ تُؤتى بِآخَرَ فَيُقالُ لَكَ : لَيسَ الَّذي قَتَلتَهُ بِخارِجِيٍّ ، ذاكَ فَتىً وجَدناهُ ماضِيا في حاجَتِهِ ، فَشُبِّهَ عَلَينا ، وإنَّمَا الخارِجِيُّ هذَا ، فَتَأمُرُ بِقَتلِ الثّاني ! فَقالَ سَمُرَةُ : وأيُّ بَأسٍ في ذلِكَ ؟ إن كانَ مِن أهلِ الجَنَّةِ مَضى إلَى الجَنَّةِ ، وإن كانَ مِن أهلِ النّارِ مَضى إلَى النّارِ ! !
ورَوى واصِلٌ مَولى أبي عُيَينَةَ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ بن عَلِيٍّ عليه السلام عَن آبائِهِ ، قالَ : كانَ لِسَمُرَةَ بنِ جُندَبٍ نَخلٌ في بُستانٍ رَجُلٍ مِن الأَنصارِ ، فَكانَ يُؤذيهِ ، فَشَكَا الأَنصارِيُّ ذلِكَ إلى رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، فَبَعَثَ إلى سَمُرَةَ فَدَعاهُ فَقالَ لَهُ : بِع نَخلَكَ مِن هذَا وخُذ ثَمَنَهُ . قال : لا أفعَلُ ! قالَ : فَخُذ نَخلاً مَكانَ نَخلِكَ . قالَ : لا أفعَلُ ! قالَ : فَاشتَرِ مِنهُ بُستانَهُ . قالَ : لا أفعَلُ ! قالَ : فَاترُك لي هذَا النَّخلَ ولَكَ الجَنَّةُ . قالَ : لا أفعَلُ . فَقالَ صلى الله عليه و آله لِلأَنصارِيِّ : اِذهبَ فَاقطَع نَخلَهُ ؛ فَإِنَّهُ لا حَقَّ لَهُ فيهِ .
وروى شَريَكُ قالَ : أخَبَرنا عَبدُ اللّهِ بنُ سَعدٍ عَن حُجرِ بنِ عَدِيٍّ قالَ : قَدِمتُ المَدينَةَ فَجَلَستُ إلى أبي هُرَيرَةَ ، فَقالَ : مِمِّنَ أنتَ ؟ قُلتُ : مِن أهَلِ البَصرَةِ . قالَ : ما فَعَلَ سَمُرَةُ بنُ جُندَبٍ ؟ قُلتُ : هُوَ حَيٌّ . قالَ : ما أحَدٌ أحَبُّ إليَّ طولَ حَياةٍ مِنهُ . قُلتُ : ولِمَ ذاك ؟ قالَ : إنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله قالَ لي ولَهُ ولِحُذيفَةَ بنِ اليَمانِ : «آخِرُكُم مَوتا فِي النّارِ» فَسَبَقَنا حُذَيفَةُ ، وأنَا الآن أتَمَنّى أن أسبِقَهُ . قالَ : فَبَقِيَ سَمُرَةُ بنُ جُندَبٍ حَتّى شَهِدَ مَقتَلَ الحُسَينِ .

1.النِّقرِس : ورم يحدُث في مفاصل القدَم ، وفي إبهامها أكثر (المصباح المنير : ص۶۲۱) .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج7
144

د : كَعبُ الأَحبارِ

رَوى جَماعَةٌ مِن أهلِ السِّيَرِ أنَّ عَلِيّا عليه السلام كانَ يَقولُ عَن كَعبِ الأَحبارِ : إنَّهُ لَكَذَّابٌ . وكانَ كَعبٌ مُنحَرِفا عَن عَلِيٍّ عليه السلام ، وكانَ النُّعمانُ بنُ بَشيرٍ الأَنصارِيُّ مُنحَرِفا عَنهُ وعَدُوّا لَهُ ، وخاضَ الدِّماءَ مَعَ مُعاوِيَةَ خَوضا ، وكانَ مِن اُمرَاءِ يَزيدَ ابنِهِ حَتّى قُتِلَ وهُوَ عَلى حالِهِ .

ه : عِمرانُ بنُ الحُصَينِ

رُوِيَ أنّ عِمرانَ بنَ الحُصَينِ كانَ مِنَ المُنحَرِفينَ عَنهُ عليه السلام ، وأَنَّ عَلِيّا سَيَّرَهُ إلَى المَدائِنِ ۱ ، وذلِكَ أنَّهُ كانَ يَقولُ : إن ماتَ عَلِيٌّ فَلا أدري ما مَوتُهُ ، وإن قُتِلَ فَعَسى أنّي إن قُتِلَ رَجَوتُ لَهُ . ومِنَ النّاسِ مَن يَجعَلُ عِمرانَ فِي الشّيعَةِ .

و : سَمُرةُ بنُ جُندَبٍ

وكان سَمُرَةُ بنُ جُندَبٍ مِن شَرَطَةِ زِيادٍ . رَوى عَبدُ المَلِكِ بنُ حَكيمٍ عَنِ الحَسَنِ قالَ : جاءَ رَجُلٌ مِن أهلِ خُراسانَ إلَى البَصرَةِ ، فَتَرَكَ مالاً كانَ مَعَهُ في بَيتِ المالِ ، وأخَذَ بَراءَةً ، ثُمَّ دَخَلَ المَسجِدَ فَصَلّى رَكعَتَينِ ، فَأَخَذَهُ سَمُرَةُ بنُ جُندَبٍ وَاتَّهَمَهُ بِرَأيِ الخَوارِجِ ، فَقَدَّمَهُ فَضَرَبَ عُنُقَهُ ، وهُوَ يَومَئِذٍ عَلى شُرَطَةِ زِيادٍ ، فَنَظَروا فيما مَعَهُ فَإِذَا البَراءَةُ بِخَطِّ بَيتِ المالِ ، فقال أبو بَكرَةَ : يا سَمُرَةُ ! أما سَمِعتَ اللّهَ تَعالى يَقولُ : «قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّى وَ ذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى»۲ فَقالَ : أخوكَ ۳ أمَرَني بِذلِكَ .

1.المَدَائِن : أصل تسميتها هي : المدائن السبعة ، وكانت مقرّ ملوك الفرس . وهي تقع على نهر دجلة من شرقيّها تحت بغداد على مرحلة منها . وفيها إيوان كسرى . فُتحت هذه المدينة في (۱۴ ه . ق) على يد المسلمين (راجع تقويم البلدان : ص۳۰۲) .

2.الأعلى : ۱۴ و ۱۵ .

3.يريد زيادَ بن أبيه ، وكان أخا أبي بكرة لاُمّه سميّة .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج7
    المساعدون :
    الطباطبائي، السيد محمد كاظم؛ الطباطبائي نجاد، السيد محمود
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الثانية
عدد المشاهدين : 203333
الصفحه من 532
طباعه  ارسل الي