97
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج4

لا كَليلُ الظُّبَةِ ۱ ، ولا نابِي ۲ الضَّريبَةِ ، فِإِن أمَرَكُم أن تَنفِروا فَانفِروا ، وإن أمَرَكُم أن تُقيموا فَأقيموا ؛ فَإِنَّهُ لا يُقدِمُ ولا يُحجِمُ ولا يُؤَخِّرُ ولا يُقَدِّمُ إلّا عَن أمري ، وقَد آثَرتُكُم بِهِ عَلى نَفسي ؛ لِنَصيحَتِهِ لَكُم ، وشِدَّةِ شَكيمَتِهِ ۳ عَلى عَدُوِّكُم ۴ .

۲۸۰۰.الأمالي للمفيد عن هشام بن محمّد :قَدَّمَ أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام أمامَهُ [أي مالِكٍ ]كِتابا إلى أهلِ مِصرَ :
بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ ، سَلامٌ عَلَيكُم ، فَإِنّي أحمَدُ إلَيكُمُ اللّهَ الَّذي لا إلهَ إلّا هُوَ ، وأسأَلُهُ الصَّلاةَ عَلى نَبِيِّهِ مُحَمَّدٍ وآلِهِ ، وإنّي قَد بَعَثتُ إلَيكُم عَبدا مِن عِبادِ اللّهِ ، لا يَنامُ أيّامَ الخَوفِ ، ولا يَنكُلُ عَنِ الأَعداءِ حِذارَ الدَّوائِرِ ۵ ، مِن أشَدِّ عَبيدِ اللّهِ بَأسا ، وأكرَمِهِم حَسَبا ، أضَرَّ عَلَى الفُجّارِ مِن حَريقِ النّارِ ، وأبعَدَ النّاسَ مِن دَنَسٍ أو عارٍ ، وهُوَ مالِكُ بنُ الحارِثِ الأَشتَرُ ، لا نابِي الضِّرسِ ، ولا كَليلُ الحَدِّ ، حَليمٌ فِي الحَذَرِ ، رَزينٌ فِي الحَربِ ، ذو رَأيٍ أصيلٍ ، وصَبرٍ جَميلٍ ؛ فَاسمَعوا لَهُ ، وأطيعوا أمرَهُ ، فَإن أمَرَكُم بالنَّفيرِ فَانفِروا ، وإن أمَرَكُم أن تُقيموا فَأقيموا ؛ فَإِنَّهُ لا يُقدِمُ ولا يُحجِمُ إلّا بِأَمري ، فَقَد آثَرتُكُم بِهِ عَلى نَفسي ؛ نَصيحَةً لَكُم ، وشِدَّةَ شَكيمَةٍ عَلى عَدُوِّكُم ، عَصَمَكُمُ اللّهُ بِالهُدى ، وثَبَّتَكُم بِالتَّقوى ، ووَفَّقَنا وإيّاكُم لِما يُحِبُّ ويَرضى . وَالسَّلامُ عَلَيكُم ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَكاتُهُ ۶ .

1.الظُّبَة : حدّ السيف والسنان والنصل والخَنجر وما أشبه ذلك (لسان العرب : ج۱۵ ص۲۲) .

2.نَبا السيفُ عن الضريبة : كَلَّ ولم يَحِك فيها (لسان العرب : ج۱۵ ص۳۰۱) .

3.الشكيمةُ : قوّةُ القلب ، وإنّه لشديدُ الشكيمةِ : إذا كان شديد النفس أنِفاً أبيّاً (لسان العرب : ج۱۲ ص۳۲۴) .

4.نهج البلاغة : الكتاب ۳۸ ، الغارات : ج۱ ص۲۶۶ عن فضيل بن خديج عن مولى الأشتر ، الاختصاص : ص۸۰ عن عبد اللّه بن جعفر ، بحار الأنوار : ج۳۳ ص۵۹۵ ح۷۴۱ ؛ تاريخ الطبري : ج۵ ص۹۶ عن فضيل بن خديج عن مولى الأشتر ، تاريخ دمشق : ج۵۶ ص۳۹۰ ح۷۱۶۵ كلّها نحوه وراجع تاريخ اليعقوبي : ج۲ ص۱۹۴ .

5.الدوائر : الموت أو القتل (لسان العرب : ج۴ ص۲۹۷) .

6.الأمالي للمفيد : ص۸۱ ح۴ عن هشام بن محمّد ، الغارات : ج۱ ص۲۶۰ عن صعصعة نحوه وزاد فيه «لا ناكلٌ عن قدمٍ ولا واهٍ في عزم» بعد «لا ينكل عن الأعداء» .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج4
96

غُلامٌ حَدَثٌ لَيسَ بِذي تَجرِبَةٍ لِلحَربِ ، ولا بِمُجَرِّبٍ لِلأَشياءِ ، فَاقدِم عَلَيَّ ؛ لِنَنظُرَ في ذلِكَ فيما يَنبَغي ، وَاستَخلِف عَلى عَمَلِكَ أهلَ الثِّقَةِ وَالنَّصيحَةِ مِن أصحابِكَ . وَالسَّلامُ .
فَأَقبَلَ مالِكٌ إلى عَلِيٍّ حَتّى دَخَلَ عَلَيهِ ، فَحَدَّثَهُ حَديثَ أهلِ مِصرَ ، وخَبَّرَهُ خَبَرَ أهلِها ، وقالَ : لَيسَ لَها غَيرُكَ ، اخرُج رَحِمَكَ اللّهُ ، فِإِنّي إن لَم اُوصِكَ اكتَفَيتُ بِرَأيِكَ ، وَاستَعِن بِاللّهِ عَلى ما أهَمَّكَ ، فَاخلِطِ الشِّدَّةَ بِاللّينِ ؛ وَارفُق ما كانَ الرفِّقُ أبلَغَ ، وَاعتزِم بِالشِّدَّةِ حينَ لا يُغني عَنكَ إلَا الشِّدَّةُ ۱ .

6 / 3

كِتابُ الإِمامِ إلى أهلِ مِصرَ قَبلَ إشخاصِ مالِكٍ

۲۷۹۹.الإمام عليّ عليه السلامـ مِن كِتابٍ لَهُ إلى أهلِ مِصرَ لَمّا وَلّى عَلَيهِمُ الأَشتَرَ ـ: مِن عَبدِ اللّهِ عَلِيٍّ أميرِ المُؤمِنينَ إلَى القَومِ الَّذينَ غَضِبُوا للّهِِ حينَ عُصيَ في أرضِهِ وذُهِبَ بِحَقِّهِ ، فَضَرَبَ الجَورُ سُرادِقَهُ عَلَى البَرِّ وَالفاجِرِ ، وَالمُقيمِ وَالظّاعِنِ ۲ ، فَلا مَعروفٌ يُستَراحُ إلَيهِ ، ولا مُنكَرٌ يُتَناهى عَنهُ .
أمّا بَعدُ ، فَقَد بَعَثتُ إلَيكُم عَبدا مِن عِبادِ اللّهِ ؛ لا يَنامُ أيّامَ الخَوفِ ، ولا يَنكُلُ ۳ عَنِ الأَعداءِ ساعاتِ الرَّوعِ ۴ ، أشَدَّ عَلَى الفُجّارِ مِن حَريقِ النّارِ ، وهُوَ مالِكُ بنُ الحارِثِ أخو مَذحِجٍ ، فَاسمَعوا لَهُ ، وأطيعوا أمرَهُ فيما طابَقَ الحَقَّ ، فَإِنَّهُ سَيفٌ مِن سُيوفِ اللّهِ ،

1.تاريخ الطبري : ج۵ ص۹۵ ؛ الأمالي للمفيد : ص۷۹ ح۴ نحوه عن هشام بن محمّد ، وفيه إشارة إلى شهادة محمّد بن أبي بكر ، الغارات : ج۱ ص۲۵۷ عن المدائني وراجع أنساب الأشراف : ج۳ ص۱۶۷ والكامل في التاريخ : ج۲ ص۴۱۰ .

2.الظاعن : الشاخِص لسفَر في حجّ أو غزوٍ أو مسيرٍ من مدينةٍ إلى اُخرى ، وهو ضدّ الخافِض ؛ يقال : أظاعنٌ أنت أم مُقيم (تاج العروس : ج۱۸ ص۳۶۲) .

3.نَكَلَ : نكص ؛ يقال : نكل عن العدوّ : أي جَبُن (لسان العرب : ج۱۱ ص۶۷۷) .

4.الرَّوع : الفَزَع (لسان العرب : ج۸ ص۱۳۵) .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج4
    المساعدون :
    الطباطبائي، السيد محمد كاظم؛ الطباطبائي نجاد، السيد محمود
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الثانية
عدد المشاهدين : 152710
الصفحه من 684
طباعه  ارسل الي