83
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج4

عَلى أميرِ المُؤمِنينَ عليه السلام فَقالَ : يا أميرَ المُؤمِنينَ ! ما كُنّا نَرى أنَّ أهلَ المَعصِيَةِ وَالطّاعَةِ ، وأهلَ الفِرقَةِ وَالجَماعَةِ ، عِندَ وُلاةِ العَدلِ ومَعادِنِ الفَضلِ سِيّانُ فِي الجَزاءِ ، حَتّى رَأَيتُ ما كانَ مِن صَنيعِكَ بِأخِيَ الحارِثِ ، فَأَوغَرتَ صُدورَنا ، وشَتَّتَّ اُمورَنا ، وحَمَلتَنا عَلَى الجادَّةِ الَّتي كُنّا نَرى أنَّ سَبيلَ مَن رَكِبَهَا النّارُ .
فَقالَ عَلِيٌّ عليه السلام : «إِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَا عَلَى الْخَـشِعِينَ»۱ يا أخا بَني نَهدٍ ، وهَل هُوَ إلّا رَجُلٌ مِنَ المُسلِمينَ انتَهَكَ حُرمَةَ مَن حَرُمَ اللّهُ، فَأَقَمنا عَلَيهِ حَدّا كانَ كَفّارَتَهُ ! إنَّ اللّهَ تَعالى يَقولُ: «وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَـئانُ قَوْمٍ عَلَى أَلَا تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى»۲ .
قالَ : فَخَرَجَ طارِقٌ مِن عِندِ عَلِيٍّ وهُوَ مُظهِرٌ بِعُذرِهِ قابِلٌ لَهُ ، فَلَقِيَهُ الأَشتَرُ النَّخَعِيُّ ؛ فَقالَ لَهُ : يا طارِقُ أنتَ القائِلُ لِأَميرِ المُؤمِنينَ : إنَّكَ أوغَرتَ صُدورَنا وشَتَّتَّ اُمورَنا ؟ قالَ طارِقٌ : نَعَم أنَا قائِلُها . قالَ لَهُ الأَشتَرُ : وَاللّهِ ما ذاكَ كَما قُلتَ ، وإنَّ صُدورَنا لَهُ لَسامِعَةٌ ، وإنَّ اُمورَنا لَهُ لَجامِعَةٌ .
قالَ : فَغَضِبَ طارِقٌ وقالَ : سَتَعلَمُ يا أشتَرُ أنَّهُ غَيرُ ما قُلتَ ! فَلَمّا جَنَّهُ اللَّيلُ هَمَسَ ۳ هُوَ وَالنَّجاشِيُّ إلى مُعاوِيََة ۴ .

4 / 3

حَنظَلَةُ الكاتِبُ

۲۷۸۲.وقعة صفّين عن النضر بن صالح :بَعَثَ عَلِيٌّ عليه السلام إلى حَنظَلَةَ بنِ الرَّبيعِ المَعروفِ بِحَنظَلَة

1.البقرة : ۴۵ .

2.المائدة : ۸ .

3.الهَمْس : السَّير بالليل بلا فُتور (تاج العروس : ج۹ ص۴۵) .

4.الغارات : ج۲ ص۵۳۹ ، المناقب لابن شهر آشوب : ج۲ ص۱۴۷ نحوه إلى «فخرج طارق» ، بحار الأنوار : ج۳۳ ص۳۷۳ ح۵۳۷ ؛ شرح نهج البلاغة : ج۴ ص۸۹ .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج4
82

رُؤوسٍ وألياتٍ قَد وُضِعَت في التَّنّورِ مِن أوَّلِ اللَّيلِ فَأصبَحَت قَد أينَعَت وتَهَرَّأَت ؟ قالَ : وَيحَكَ ! في أوَّلِ يَومٍ مِن رَمَضانَ ؟ ! قالَ : دَعنا مِمّا لا نَعرفُ ، قالَ : ثُمَّ مَه ؟ قالَ : ثُمَّ أسقيكَ مِن شَرابٍ كَالوَرسِ ۱ ، يُطَيِّبُ النَّفسَ ، ويَجري فِي العِرقِ ، ويَزيدُ فِي الطَّرقِ ، يهَضِمُ الطَّعامَ ، ويُسَهِّلُ لِلفَدمِ ۲ الكَلامَ .
فَنَزَلَ فَتَغَدَّيا ثُمَّ أتاهُ بِنَبيذٍ فَشَرِباهُ ، فَلَمّا كانَ مِن آخِرِ النَّهارِ عَلَت أصواتُهُما ، ولَهُما جارٌ يَتَشَيَّعُ مِن أصحابِ عَلَيٍّ عليه السلام ، فَأَتى عَلِيّا عليه السلام فَأَخبَرَهُ بِقِصَّتِهِما ، فَأَرسَلَ إلَيهِما قَوما فَأَحاطوا بِالدّارِ ، فَأَمّا أبو سَمّالٍ فَوَثَبَ إلى دورِ بَني أسَدٍ فَأَفَلَت ، وأمَّا النَّجاشِيُّ فَاُتِيَ بِهِ عَلِيّا عليه السلام ، فَلَمّا أصبَحَ أقامَهُ في سَراويلَ فَضَرَبَهُ ثَمانينَ ، ثُمَّ زادَهُ عِشرينَ سَوطا ، فَقالَ : يا أميرَ المُؤمِنينَ ! أمَّا الحَدُّ فَقَد عَرَفتُهُ ، فَما هذِهِ العِلاوَةُ الَّتي لا تُعرَفُ ؟ قالَ : لِجُرأَتِكَ عَلى رَبِّكَ ، وإفطارِكَ في شَهرِ رَمَضانَ .
ثُمَّ أقامَهُ في سَراويلِهِ لِلنّاسِ ، فَجَعَلَ الصِّبيانُ يَصيحونَ بِهِ : خَرِى ءَ النَّجاشِيُّ ، فَجعَلَ يَقولُ : كَلّا وَاللّهِ إنَّها يَمانِيَّةٌ وِكاؤُها شَعرٌ . . . ثُمَّ لَحِقَ بِمُعاوِيَةَ وهَجا عَلِيّا عليه السلام ۳ .

4 / 2

طارِقُ بنُ عَبدِ اللّهِ

۲۷۸۱.الغارات عن أبي الزناد :لَمّا حَدَّ عَلِيٌّ عليه السلام النَّجاشِيَّ غَضِبَ لِذلِكَ مَن كانَ مَعَ عَلِيٍّ مِنَ اليَمانِيَّةِ ، وكانَ أخَصُّهُم بِهِ طارِقَ بنَ عَبدِ اللّهِ بنِ كَعبِ بنِ اُسامَةَ النَّهدي ، فَدَخَل

1.الوَرْس : نبت أصفر يُصبَغ به (النهاية : ج۵ ص۱۷۳) .

2.الفَدْم من الناس : العييُّ عن الحجّة والكلام مع ثقل ورخاوة وقلّة فَهْم (لسان العرب : ج۱۲ ص۴۵۰) .

3.الغارات : ج۲ ص۵۳۳ ؛ شرح نهج البلاغة : ج۴ ص۸۸ وراجع ج۱۰ ص۲۵۰ والإصابة : ج۶ ص۳۸۷ ح۸۸۷۶ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج4
    المساعدون :
    الطباطبائي، السيد محمد كاظم؛ الطباطبائي نجاد، السيد محمود
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الثانية
عدد المشاهدين : 155769
الصفحه من 684
طباعه  ارسل الي