رُؤوسٍ وألياتٍ قَد وُضِعَت في التَّنّورِ مِن أوَّلِ اللَّيلِ فَأصبَحَت قَد أينَعَت وتَهَرَّأَت ؟ قالَ : وَيحَكَ ! في أوَّلِ يَومٍ مِن رَمَضانَ ؟ ! قالَ : دَعنا مِمّا لا نَعرفُ ، قالَ : ثُمَّ مَه ؟ قالَ : ثُمَّ أسقيكَ مِن شَرابٍ كَالوَرسِ ۱ ، يُطَيِّبُ النَّفسَ ، ويَجري فِي العِرقِ ، ويَزيدُ فِي الطَّرقِ ، يهَضِمُ الطَّعامَ ، ويُسَهِّلُ لِلفَدمِ ۲ الكَلامَ .
فَنَزَلَ فَتَغَدَّيا ثُمَّ أتاهُ بِنَبيذٍ فَشَرِباهُ ، فَلَمّا كانَ مِن آخِرِ النَّهارِ عَلَت أصواتُهُما ، ولَهُما جارٌ يَتَشَيَّعُ مِن أصحابِ عَلَيٍّ عليه السلام ، فَأَتى عَلِيّا عليه السلام فَأَخبَرَهُ بِقِصَّتِهِما ، فَأَرسَلَ إلَيهِما قَوما فَأَحاطوا بِالدّارِ ، فَأَمّا أبو سَمّالٍ فَوَثَبَ إلى دورِ بَني أسَدٍ فَأَفَلَت ، وأمَّا النَّجاشِيُّ فَاُتِيَ بِهِ عَلِيّا عليه السلام ، فَلَمّا أصبَحَ أقامَهُ في سَراويلَ فَضَرَبَهُ ثَمانينَ ، ثُمَّ زادَهُ عِشرينَ سَوطا ، فَقالَ : يا أميرَ المُؤمِنينَ ! أمَّا الحَدُّ فَقَد عَرَفتُهُ ، فَما هذِهِ العِلاوَةُ الَّتي لا تُعرَفُ ؟ قالَ : لِجُرأَتِكَ عَلى رَبِّكَ ، وإفطارِكَ في شَهرِ رَمَضانَ .
ثُمَّ أقامَهُ في سَراويلِهِ لِلنّاسِ ، فَجَعَلَ الصِّبيانُ يَصيحونَ بِهِ : خَرِى ءَ النَّجاشِيُّ ، فَجعَلَ يَقولُ : كَلّا وَاللّهِ إنَّها يَمانِيَّةٌ وِكاؤُها شَعرٌ . . . ثُمَّ لَحِقَ بِمُعاوِيَةَ وهَجا عَلِيّا عليه السلام ۳ .
4 / 2
طارِقُ بنُ عَبدِ اللّهِ
۲۷۸۱.الغارات عن أبي الزناد :لَمّا حَدَّ عَلِيٌّ عليه السلام النَّجاشِيَّ غَضِبَ لِذلِكَ مَن كانَ مَعَ عَلِيٍّ مِنَ اليَمانِيَّةِ ، وكانَ أخَصُّهُم بِهِ طارِقَ بنَ عَبدِ اللّهِ بنِ كَعبِ بنِ اُسامَةَ النَّهدي ، فَدَخَل
1.الوَرْس : نبت أصفر يُصبَغ به (النهاية : ج۵ ص۱۷۳) .
2.الفَدْم من الناس : العييُّ عن الحجّة والكلام مع ثقل ورخاوة وقلّة فَهْم (لسان العرب : ج۱۲ ص۴۵۰) .
3.الغارات : ج۲ ص۵۳۳ ؛ شرح نهج البلاغة : ج۴ ص۸۸ وراجع ج۱۰ ص۲۵۰ والإصابة : ج۶ ص۳۸۷ ح۸۸۷۶ .