9
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج4

تُفسِدوا فِي الأَرضِ ؛ فَإِنّي غَيرُ هائِجِكُم ما لَم تُحدِثوا حَدَثا .
فَساروا حَتّى أتَوُا النَّهرَوانَ ، وأجمَعَ عَلِيٌّ عَلى إتيانِ صِفّينَ ، وبَلَغَ مُعاوِيَةَ فَسارَ حَتّى أتى صِفّينَ .
وكَتَبَ عَلِيٌّ إلَى الخَوارِجِ ـ بِالنَّهرَوانِ ـ : أمّا بَعدُ ، فَقَد جاءَكُم ما كُنتُم تُريدونَ ، قَد تَفَرَّقَ الحَكَمانِ عَلى غَيرِ حُكومَةٍ ولَا اتِّفاقٍ ، فَارجِعوا إلى ما كُنتُم عَلَيهِ ، فَإِنّي اُريدُ المَسيرَ إلَى الشّامِ .
فَأَجابوهُ : أنَّهُ لا يَجوزُ لَنا أن نَتَّخِذَكَ إماما وقَد كَفَرتَ حَتّى تَشهَدَ عَلى نَفسِكَ بِالكُفرِ ، وتَتوبَ كَما تُبنا ، فَإِنَّكَ لَم تَغضَب للّهِِ ، إنَّما غَضِبتَ لِنَفسِكَ .
فَلَمّا قَرَأَ جَوابَ كِتابِهِ إلَيهِم يَئِسُ مِنهُم ، فَرَأى أن يَمضِيَ مِن مُعَسكَرِهِ بِالنُّخَيلَةِ ـ وقَد كانَ عَسكَرَ بِها حينَ جاءَ خَبرُ الحَكَمَينِ ـ إلَى الشّامِ ، وكَتَبَ إلى أهلِ البَصرَةِ فِي النُّهوضِ مَعَهُ ۱ .

4 / 3

نُزولُ عَسكَرِ الإِمامِ بِالنُّخَيلَةِ

۲۶۹۴.الأخبار الطوالـ بَعدَ ذِكرِ رِسالَةِ الإِمامِ عليه السلام إلَى الخَوارِجِ وجَوابِهِم لَهُ ـ: لَمّا قَرَأَ عَلِيٌّ كِتابَهُم يَئِسَ مِنهُم ، ورَأى أن يَدَعَهُم عَلى حالِهِم ، ويَسيرَ إلَى الشّامِ ؛ لِيُعاوِدَ مُعاوِيَةَ الحَربَ ، فَسارَ بِالنّاسِ حَتّى عَسكَرَ بِالنُّخَيلَةِ ، وقالَ لِأَصحابِهِ : تَأَهَّبوا لِلمَسيرِ إلى أهلِ الشّامِ ، فَإِنّي كاتِبٌ إلى جَميعِ إخوانِكُم لِيَقدَموا عَلَيكُم ، فَإِذا وافَوا شَخَصنا إن شاءَ اللّهُ .
ثُمَّ كَتَبَ كِتابَهُ إلى جَميعِ عُمّالِهِ أن يُخَلِّفوا خُلفاءَهُم عَلى أعمالِهِم ،

1.أنساب الأشراف : ج۳ ص۱۴۱ .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج4
8

وأصبِحوا في مُعَسكَرِكُم إن شاءَ اللّهُ يَومَ الإِثنَينِ ۱ .

4 / 2

اِستِنصارُ الإِمامِ الخَوارِجَ في قِتالِ مُعاوِيَةَ

۲۶۹۲.تاريخ الطبري عن عبد الملك بن أبي حرّة :كَتَبَ [عَلِيٌّ عليه السلام ] إلَى الخَوارِجِ بِالنَّهرِ :
بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ . مِن عَبدِ اللّهِ عَلِيٍّ أميرِ المُؤمِنينَ إلى زَيدِ بنِ حُصَينٍ ، وعَبدِ اللّهِ بنِ وَهبٍ ، ومَن مَعَهُما مِنَ النّاسِ .
أمّا بَعدُ ، فَإنَّ هذَينِ الرَّجُلَينِ اللَّذَينِ ارتَضَينا حُكمَهُما قَد خالَفا كِتابَ اللّهِ ، وَاتَّبَعا أهواءَهُما بِغَيرِ هُدىً مِنَ اللّهِ ، فَلَم يَعمَلا بِالسُّنَّةِ ، ولَم يُنفِذا لِلقُرآنِ حُكما ، فَبَرِئَ اللّهُ ورَسولُهُ مِنهُما وَالمُؤمِنونَ ، فَإِذا بَلَغَكُم كِتابي هذا فَأَقبِلوا ؛ فَإِنّا سائِرونَ إلى عَدُوِّنا وعَدُوِّكُم ، ونَحنُ عَلَى الأَمرِ الأَوَّلِ الَّذي كُنّا عَلَيهِ . وَالسَّلامُ .
وكَتَبوا إلَيهِ : أمّا بَعدُ ، فَإِنَّكَ لَم تَغضَب لِرَبِّكَ ، إنَّما غَضِبتَ لِنَفسِكَ ، فَإِن شَهِدتَ عَلى نَفسِكَ بِالكُفرِ وَاستَقبَلتَ التَّوبَةَ نَظَرنا فيما بَينَنا وبَينَكَ ، وإلّا فَقَد نابَذناكَ عَلى سَواءٍ ، إنَّ اللّهَ لا يُحِبُّ الخائِنينَ .
فَلَمّا قَرَأَ كِتابَهُم أيِسَ مِنهُم ، فَرَأى أن يَدَعَهُم ويَمضِيَ بِالنّاسِ إلى أهلِ الشّامِ حَتّى يَلقاهُم فَيُناجِزَهُم ۲ .

۲۶۹۳.أنساب الأشراف عن أبي مجلز :بَعَثَ عَلِيٌّ إلَى الخَوارِجِ أن سيروا إلى حَيثُ شِئتُم ، ولا

1.تاريخ الطبري : ج۵ ص۷۷ ، الكامل في التاريخ : ج۲ ص۴۰۰ ، أنساب الأشراف : ج۳ ص۱۴۰ عن عامر الشعبي وجبر بن نوف وغيرهما ، مروج الذهب : ج۲ ص۴۱۲ ، البداية والنهاية : ج۷ ص۲۸۷ عن الشعبي وفيه إلى «ضحى الغد» ؛ نهج البلاغة : الخطبة ۳۵ وفيه من «الحمد للّه » إلى «ضحى الغد» والأربعة الأخيرة نحوه .

2.تاريخ الطبري : ج۵ ص۷۷ ، الكامل في التاريخ : ج۲ ص۴۰۱ ، الأخبار الطوال : ص۲۰۶ نحوه وراجع البداية والنهاية : ج۷ ص۲۸۷ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج4
    المساعدون :
    الطباطبائي، السيد محمد كاظم؛ الطباطبائي نجاد، السيد محمود
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الثانية
عدد المشاهدين : 158124
الصفحه من 684
طباعه  ارسل الي