71
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج4

سَمِعتُم بِمَنسِرٍ ۱ مِن مَناسِرِ أهلِ الشّامِ أظَلَّكُم وأغلَقَ بابَهُ انجَحَرَ كُلُّ امرِئٍ مِنكُم في بَيتِهِ انجِحارَ الضَّبِّ في جُحرِهِ ، وَالضَّبُعِ في وِجارِها ! المَغرورُ مَن غَرَرتُموهُ ، ولَمَن فازَ بِكُم فازَ بِالسَّهمِ الأَخيَبِ .
لا أحرارٌ عِندَ النِّداءِ ، ولا إخوانٌ ثِقَةٌ عِندَ النَّجاءِ ۲ ، إنّا للّهِِ وإنّا إلَيهِ راجِعونَ . ماذا مُنِيتُ بِهِ مِنكُم ! عُميٌ لا تُبصِرونَ ، وبُكمٌ لا تَنطِقونَ ، وصُمٌّ لا تَستَمِعونَ ، إنّا للّهِِ وإنّا إلَيهِ راجِعونَ ۳ .

۲۷۶۲.عنه عليه السلام :أمّا بَعدُ يا أهلَ الكوفَةِ ! أكُلَّما أقبَلَ مَنسِرٌ مِن مَناسِرِ أهلِ الشّامِ أغلَقَ كُلُّ امرِئٍ بابَهُ ، وَانجَحَرَ في بَيتِهِ انجِحارَ الضَّبِّ ، وَالضَّبُعِ الذَّليلِ في وِجارِه ؟ اُفٍّ لَكُم ! لَقَد لَقيتُ مِنكُم ، يَوما اُناجيكُم ، ويوما اُناديكُم ؛ فَلا إخوانٌ عِندَ النَّجاءِ ، وَلا أحرارٌ عِندَ النِّداءِ ۴ .

۲۷۶۳.عنه عليه السلامـ لَمّا بَلَغَهُ إغارَةُ أصحابِ مُعاوِيَةٍ عَلَى الأَنبارِ ، فَخَرَجَ بِنَفسِهِ ماشِيا حَتّى أتَى النُّخَيلَةَ فَأَدرَكَهُ النّاسُ ، وقالوا : يا أميرَ المُؤمِنينَ ، نَحنُ نَكفيكَهُم فَقالَ ـ: ما تَكفونَني أنفُسَكُم ، فَكَيفَ تَكفونَني غَيرَكُم ؟ إن كانَتِ الرَّعايا قَبلي لَتَشكو حَيفَ رُعاتِها ، وإنَّنِي اليَومَ لَأَشكو حَيفَ رَعِيَّتي ، كَأَنَّنِي المَقودُ وهُمُ القادَةُ ، أوِ المَوزوعُ وهُمُ الوَزَعَةُ ۵۶ .

1.المَنسِر : القِطعة من الجيش تَمُرّ قُدّام الجيش الكبير (النهاية : ج۵ ص۴۷) .

2.النَّجوى : السِّر، وناجَى الرجلَ مناجاةً ونِجاءً : سارّه (لسان العرب : ج۱۵ ص۳۰۸) .

3.تاريخ الطبري : ج۵ ص۱۳۴ ، الكامل في التاريخ : ج۲ ص۴۲۵ ، البداية والنهاية : ج۷ ص۳۲۰ كلاهما نحوه .

4.تاريخ اليعقوبي : ج۲ ص۱۹۵ ، نهج البلاغة : الخطبة ۶۹ وفيه إلى «وجاره» ؛ أنساب الأشراف : ج۳ ص۲۰۷ ، النهاية في غريب الحديث : ج۵ ص۴۷ وفيه إلى «بابه» وكلاهما نحوه .

5.الوَزَعة : جمع وازِع ؛ وهو الذي يكفّ الناس ويحبس أوّلهم على آخرهم (النهاية : ج۵ ص۱۸۰) .

6.نهج البلاغة : الحكمة ۲۶۱ .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج4
70

۲۷۶۰.عنه عليه السلامـ في ذَمِّ العاصينَ مِن أصحابِهِ ـ: أحمَدُ اللّهَ عَلى ما قَضى مِن أمرٍ ، وقَدَّرَ مِن فِعلٍ ، وعَلَى ابتِلائي بِكُم أيَّتُهَا الفِرقَةُ الَّتي إذا أمَرتُ لَم تُطِع ، وإذا دَعَوتُ لَم تُجِب . إن اُمهِلتُم خُضتُم ، وإن حورِبتُم خُرتُم . وإنِ اجتَمَعَ النّاسُ عَلى إمامٍ طَعَنتُم . وإن اُجِئتُم إلى مُشاقَّةٍ نَكَصتُم . لا أبا لِغَيرِكُم ! ما تَنتَظِرونَ بِنَصرِكُم وَالجِهادِ عَلى حَقِّكُم ؟ المَوتَ أوِ الذُّلَّ لَكُم ؟ فَوَاللّهِ لَئِن جاءَ يَومي ـ ولَيَأتِيَنّي ـ لَيُفَرِّقَنَّ بَيني وبَينَكُم وأنَا لِصُحبَتِكُم قالٍ ، وبِكُم غَيرُ كَثيرٍ . للّهِِ أنتُم ! أ ما دينٌ يَجمَعُكُم ؟ ولا حَمِيَّةٌ تَشحَذُكُم ۱ ؟ أ وَلَيسَ عَجَباً أنَّ مُعاوِيَةَ يَدعُو الجُفاةَ الطَّغامَ ۲ فَيَتَّبِعونَهُ عَلى غَيرِ مَعونَةٍ ولا عَطاءٍ . وأنَا أدعوكُم ـ وأنتُم تَريكَةُ الإِسلامِ وبَقِيَّةُ النّاسِ ـ إلَى المَعونَةِ أو طائِفَةٍ مِنَ العَطاءِ فَتَفَرَّقونَ عَنّي ، وتَختَلِفونَ عَلَيَّ ؟ !
إنَّهُ لا يَخرُجُ إلَيكُم مِن أمري رِضىً فَتَرضَونَهُ ، ولا سُخطٌ فَتَجتَمِعونَ عَلَيهِ ، وإنَّ أحَبَّ ما أنَا لاقٍ إلَيَّ المَوتُ .
قَد دارَستُكُم الكِتابَ ، وفاتَحتُكُمُ الحِجاجَ ، وعَرَّفتُكُم ما أنكَرتُم ، وسَوَّغتُكُم ما مَجَجتُم ، لَو كانَ الأَعمى يَلحَظُ ، أوِ النّائِمُ يَستَيقِظُ . وأقرِب بِقَومٍ مِنَ الجَهلِ بِاللّهِ قائِدُهُم مُعاوِيَةُ ، ومُؤَدِّبُهُمُ ابنُ النّابِغَةِ ! ۳

3 / 2

مُنيتُ بِشِرارِ خَلقِ اللّهِ

۲۷۶۱.الإمام عليّ عليه السلامـ لَمّا تَثاقَلَ النّاسُ عَنِ المَسيرِ إلى جَيشِ مُعاوِيَةَ ـ: يا أهلَ الكوفَةِ ! كُلَّما

1.الشَّحْذ : السَّوق الشديد (تاج العروس : ج۵ ص۳۷۲) .

2.الطَّغام : من لا عقل له ولا معرفة ، وقيل : هم أوغاد الناس وأراذلهم (النهاية : ج۳ ص۱۲۸) .

3.نهج البلاغة : الخطبة ۱۸۰ ، الغارات : ج۱ ص۲۹۱ نحوه إلى «ولا عطاء» .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج4
    المساعدون :
    الطباطبائي، السيد محمد كاظم؛ الطباطبائي نجاد، السيد محمود
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الثانية
عدد المشاهدين : 149558
الصفحه من 684
طباعه  ارسل الي