541
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج4

قالَ : وَالَّذي فَلَقَ البَحرَ لِبَني إسرائيلَ ، وأنزَلَ التَّوراةَ عَلى موسى عليه السلام ، لَئِن أجَبتُكَ لَتُسلِمَنَّ ؟ قالَ : نَعَم . فَقالَ لَهُ عَلِيٌّ عليه السلام : إنَّ اللّهَ عَزَّ وجَلَّ يَمتَحِنُ الأَوصِياءَ في حَياةِ الأَنبِياءِ في سَبعَةِ مَواطِنَ ؛ لِيَبتَلِيَ طاعَتَهُم ، فَإِذا رَضِيَ طاعَتَهُم ومِحنَتَهُم أمَرَ الأَنبِياءَ أنَ يَتَّخِذوهُم أولِياءَ في حَياتِهِم ، وأوصِياءَ بَعدَ وَفاتِهِم ، ويَصيرُ طاعَةُ الأَوصِياءِ في أعناقِ الاُمَمِ مِمَّن يَقولُ بِطاعَةِ الأَنبِياءِ . ثُمَّ يَمتَحِنُ الأَوصِياءَ بَعدَ وَفاةِ الأَنبِياءِ عليهم السلام في سَبعَةِ مَواطِنَ ؛ لِيَبلُوَ صَبرَهُم ، فَإِذا رَضِيَ مِحنَتَهُم خَتَمَ لَهُم بِالسَّعادَةِ لِيُلحِقَهُم بِالأَنبِياءِ ، وقَد أكمَلَ لَهُمُ السَّعادَةَ .
قالَ لَهُ رَأسُ اليَهودِ : صَدَقتَ يا أميرَ المُؤمِنينَ . فَأَخبِرني كَمِ امتَحَنَكَ اللّهُ في حَياةِ مُحَمَّدٍ مِن مَرَّةٍ ؟ وكَمِ امتَحَنَكَ بَعدَ وَفاتِهِ مِن مَرَّةٍ ؟ وإلى ما يَصيرُ آخِرُ أمرِكَ ؟ فَأَخَذَ عَلِيٌّ عليه السلام بِيَدِهِ ، وقالَ : اِنهَض بِنا اُنبِئكَ بِذلِكَ . فَقامَ إلَيهِ جَماعَةٌ مِن أصحابِهِ فَقالوا : يا أميرَ المُؤمِنينَ ، أنبِئنا بِذلِكَ مَعَهُ ، فَقالَ : إنّي أخافُ أن لا تَحتَمِلَهُ قُلوبُكُم . قالوا : ولِمَ ذاكَ يا أميرَ المُؤمِنينَ ؟ قالَ : لِاُمورٍ بَدَت لي مِن كَثيرٍ مِنكُم . فَقامَ إلَيهِ الأَشتَرُ فَقالَ : يا أميرَ المُؤمِنينَ ، أنبِئنا بِذلِكَ ، فَوَاللّهِ إنّا لَنَعلَمُ أنَّهُ ما عَلى ظَهرِ الأَرضِ وَصِيُّ نَبِيٍّ سِواكَ ، وإنّا لَنَعلَمُ أنَّ اللّهَ لا يَبعَثُ بَعدَ نَبِيِّنا صلى الله عليه و آله نَبِيّا سِواهُ ، وأنَّ طاعَتَكَ لَفي أعناقِنا ، مَوصولَةً بِطاعَةِ نَِبيِّنا .
فَجَلَسَ عَلِيٌّ عليه السلام وأقبَلَ عَلَى اليَهودِيِّ فَقالَ : يا أخَا اليَهودِ ، إنَّ اللّهَ عَزَّ وجَلَّ امتَحَنَني في حَياةِ نَبِيِّنا مُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله في سَبعَةِ مَواطِنَ ، فَوَجَدَني فيهِنَّ ـ مِن غَيرِ تَزكِيَةٍ لِنَفسي ـ بِنِعمَةِ اللّهِ لَهُ مُطيعا . قالَ : وفيمَ وفيمَ يا أميرَ المُؤمِنينَ ؟ قالَ : أمّا أوَّلُهُنَّ فَإِنَّ اللّهَ عَزَّ وجَلَّ أوحى إلى نَبِيِّنا صلى الله عليه و آله وحَمَّلَهُ الرِّسالَةَ ، وأنَا أحدَثُ أهلِ بَيتي سِنّا ، أخدِمُهُ في بَيتِهِ ، وأسعى في قَضاءٍ بَينَ يَدَيهِ في أمرِهِ ۱ ، فَدَعا صَغيرَ بَني عَبدِ المُطَّلِب

1.كذا ، وفي بحار الأنوار نقلاً عن المصدر : «وأسعى بين يديه في أمره» .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج4
540

۳۶۶۰.عنه عليه السلام :كانَت لي مِن رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله عَشرُ خِصالٍ ، ما يَسُرُّني بِإِحداهُنَّ ما طَلَعَت عَلَيهِ الشَّمسُ ، وما غَرَبَت . فَقيلَ لَهُ : بَيِّنها لَنا يا أميرَ المُؤمِنينَ .
فَقالَ عليه السلام : قالَ لي رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : يا عَلِيُّ ، أنتَ الأَخُ ، وأنتَ الخَليلُ ، وأنتَ الوَصِيُّ ، وأنتَ الوَزيرُ ، وأنتَ الخَليفَةُ فِي الأَهلِ وَالمالِ وفي كُلِّ غَيبَةٍ أغيبُها ، ومَنزِلَتُكَ مِنّي كَمَنزِلَتي مِن رَبّي ، وأنتَ الخَليفَةُ في اُمَّتي ، وَلِيُّكَ وَلِيّي ، وعَدُوُّكَ عَدُوّي ، وأنتَ أميرُ المُؤمِنينَ وسَيِّدُ المُسلِمينَ مِن بَعدي ۱ .

3 / 5 ـ 5

قَد وَفَّيتُ سَبعا وسَبعا وبَقِيَتِ الاُخرى

۳۶۶۱.الإمام الباقر عليه السلام :أتى رَأسُ اليَهودِ عَلِيَّ بنَ أبي طالِبٍ عليه السلام عِنَد مُنصَرَفِهِ عَن وَقعَةِ النَّهرَوانِ وهُوَ جالِسٌ في مَسجِدِ الكوفَةِ ، فَقالَ : يا أميرَ المُؤمِنينَ ، إني اُريدُ أن أسأَلَكَ عَن أشياءَ لا يَعلَمُها إلّا نَبِيٌّ أو وَصِيُّ نَبِيٍّ . قالَ : سَل عَمّا بَدا لَكَ يا أخَا اليَهودِ .
قالَ : إنّا نَجِدُ فِي الكِتابِ أنَّ اللّهَ عَزَّ وجَلَّ إذا بَعَثَ نَبِيّا أوحى إلَيهِ أن يَتَّخِذَ مِن أهلِ بَيتِهِ مَن يَقومُ بِأَمرِ اُمَّتِهِ مِن بَعدِهِ ، وأن يَعهَدَ إلَيهِم فيهِ عَهدا يُحتَذى عَلَيهِ ويُعمَلُ بِهِ في اُمَّتِهِ مِن بَعدِهِ ، وأنَّ اللّهَ عَزَّ وجَلَّ يَمتَحِنُ الأَوصِياءَ في حَياةِ الأَنبِياءِ ، ويَمتَحِنُهُم بَعدَ وَفاتِهِم ، فَأَخبِرني كَم يَمتَحِنُ اللّهُ الأَوصِياءَ في حَياةِ الأَنبِياءِ ؟ وكَم يَمتَحِنُهُم بَعدَ وَفاتِهِم مِن مَرَّةٍ ؟ وإلى ما يَصيرُ آخِرُ أمرِ الأَوصِياءِ إذا رَضِيَ مِحنَتَهُم ؟
فَقالَ لَهُ عَلِيٌّ عليه السلام : وَاللّهِ الَّذي لا إلهَ غَيرُهُ ، الَّذي فَلَقَ البَحرَ لِبَني إسرائيلَ ، وأنزَلَ التَّوراةَ عَلى موسى عليه السلام ، لَئِن أخبَرتُكَ بِحَقٍّ عَمّا تَسأَلُ عَنهُ لَتُقِرَّنَّ بِهِ ؟ قالَ : نَعَم .

1.كتاب سليم بن قيس : ج۲ ص۸۳۰ ح۴۰ وراجع الخصال : ص۴۲۹ ح۶ و ح۸ و ۹ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج4
    المساعدون :
    الطباطبائي، السيد محمد كاظم؛ الطباطبائي نجاد، السيد محمود
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الثانية
عدد المشاهدين : 149355
الصفحه من 684
طباعه  ارسل الي