الفصل الأوّل: عصيان الجيش
1 / 1
العَزمُ عَلى قِتالِ مُعاوِيَةَ بَعدَ الفَراغِ مِنَ الخَوارِجِ
۲۷۴۸.تاريخ الطبري عن أبي الدرداء :كانَ عَلِيٌّ لَمّا فَرَغَ مِن أهلِ النَّهرَوانِ حَمِدَ اللّهَ وأثنى عَلَيهِ ، ثُمَّ قالَ : إنَّ اللّهَ قَد أحسَنَ بِكُم ، وأعَزَّ نَصرَكُم ، فَتَوَجَّهوا مِن فَورِكُم هذا إلى عَدُوِّكُم .
قالوا : يا أميرَ المُؤمِنينَ ، نَفِدَت نِبالُنا ، وكَلَّت سُيوفُنا ، ونَصَلَت أسِنَّةَ رِماحِنا ، وعادَ أكثَرُها قَصدا ، فَارجِع إلى مِصرِنا ، فَلنَستَعِدَّ بِأَحسَنِ عُدَّتِنا ، ولَعَلَّ أميرَ المُؤمِنينَ يَزيدُ في عِدَّتِنا عِدَّةَ مَن هَلَكَ مِنّا ؛ فَإِنَّهُ أوفى لَنا عَلى عَدُوِّنا .
وكانَ الَّذي تَوَلّى ذلِكَ الكَلامَ الاَشعَثُ بنُ قَيسٍ .
فَأَقبَلَ حَتّى نَزَلَ النُّخَيلَة ۱ ، فَأَمَرَ النّاسَ أن يَلزَموا عَسكَرَهُم ، ويُوَطِّنوا عَلَى الجِهادِ أنفُسَهُم ، وأن يُقِلّوا زِيارَةَ نِسائِهِم وأبنائِهِم حَتّى يَسيروا إلى عَدُوِّهِم .
فَأقاموا فيهِ أيّاما ، ثُمَّ تَسَلَّلوا مِن مُعَسكَرِهِم ، فَدَخَلوا إلّا رِجالاً مِن وُجوهِ النّاسِ قَليلاً ، وتُرِكَ العَسكَرُ خالِيا ، فَلَمّا رَأى ذلِكَ دَخَلَ الكوفَةَ ، وَانكَسَرَ عَلَيه