43
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج4

الفصل التاسع : خروج الخِرّيت بن راشد

۲۷۴۳.اُسد الغابة عن الزبير :كانَ الخِرّيتُ عَلى مُضَرَ يَومَ الجَمَلِ مَعَ طَلحَةَ وَالزُّبَيرِ ، وكانَ عَبدُ اللّهِ بنُ عامِرٍ قَد استَعمَلِ الخِرّيتَ بنَ راشِدٍ عَلى كورَةٍ مِن كُوَرِ فارِسٍ ، ثُمَّ كانَ مَعَ عَلِيٍّ ، فَلَمّا وَقَعَتِ الحُكومَةُ فارَقَ عَلِيّا إلى بِلادِ فارسٍ مُخالِفا ، فَأَرسَلَ عَلِيٌّ إلَيهِ جَيشا ، وَاستَعمَلَ عَلَى الجَيشِ مَعقِلَ بنَ قَيسٍ وزِيادَ بنَ خَصَفَةَ ، فَاجتَمَعَ مَعَ الخِرّيتِ كَثيرٌ مِنَ العَرَبِ ونَصارى كانوا تَحتَ الجِزيَةِ ، فَأَمَرَ العَرَبَ بِإِمساكِ صَدَقاتِهِم وَالنَّصارى بِإِمساكِ الجِزيَةِ ، وكانَ هُناكَ نَصارى أسلَموا ، فَلَمّا رَأَوُا الاِختِلافَ ارتَدّوا وأعانوهُ ، فَلَقوا أصحابَ عَلِيٍّ وقاتَلَهُم ، فَنَصَبَ زِيادُ بنُ خَصَفَةَ رايَةَ أمانٍ ، وأمَرَ مُنادِيا فَنادى : مَن لَحِقَ بِهذِهِ الرّايَةِ فَلَهُ الأَمانُ ، فَانصَرَفَ إلَيها كَثيرٌ مِن أصحابِ الخِرّيتِ ، فَانهَزَمَ الخِرّيتُ فَقُتِلَ ۱ .

۲۷۴۴.تاريخ اليعقوبي :خَرَجَ الخِرّيتُ بنُ راشِدٍ النّاجِيُّ في جَماعَةٍ مِن أصحابِهِ ، فَجَرَّدُوا السُّيوفَ بِالكوفَةِ ، فَقَتَلوا جَماعَةً ، وطَلَبَهُمُ النّاسُ ، فَخَرَجَ الخِرّيتُ وأصحابُهُ مِنَ الكوفَةِ ، فَجَعَلوا لا يَمُرّونَ بِبَلَدِ إلَا انتَهَبوا بَيتَ مالِهِ حَتّى صاروا إلى سِيفِ عُمانَ .

1.اُسد الغابة : ج۲ ص۱۶۵ الرقم۱۴۳۷ ، الإصابة : ج۲ ص۲۳۵ الرقم۲۲۴۹ وفيه إلى «مع عليّ» عن سيف بن عمر ومن «فلمّا وقعت . . .» عن الزبير بن بكّار .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج4
42

ثُمَّ خَرَجَ سَعيدُ بنُ قُفلٍ التَّيمِيُّ ـ مِن تَيمِ اللّهِ بنِ ثَعلَبَةَ ـ في رَجَبٍ بِالبَندَنيجَينِ ومَعَهُ مِئَتا رَجُلٍ فَأَتى دَرزِنجانَ ۱ ـ وهِيَ مِنَ المَدائِنِ عَلى فَرسَخَينِ ـ فَخَرَجَ إلَيهِم سَعدُ بنُ مَسعودٍ فَقَتَلَهُم في رَجَبٍ سَنَةَ ثَمانٍ وثَلاثينَ .
ثُمَّ خَرَجَ أبو مَريَمَ السَّعدِيُّ التَّميمِيُّ ، فَأَتى شَهرَزورَ ۲ ، وأكثَرُ مَن مَعَهُ مِنَ المَوالي ، وقيلَ : لَم يَكُن مَعَهُ مِنَ العَرَبِ غَيرُ سِتَّةِ نَفَرٍ هُوَ أحَدُهُم ، وَاجتَمَعَ مَعَهُ مِئَتا رَجُلٍ ، وقيلَ : أربَعُمِائَةٍ ، وعادَ حَتّى نَزَلَ عَلى خَمسَةِ فَراسِخَ مِنَ الكوفَةِ .
فَأَرسَلَ إلَيهِ عَلِيٌّ يَدعوهُ إلى بَيعَتِهِ ودُخولِ الكوفَةِ ، فَلَم يَفعَل ، وقالَ : لَيسَ بَينَنا غَيرُ الحَربِ .
فَبَعَثَ إلَيهِ عَلِيٌّ شُرَيحَ بنَ هانِئٍ في سَبعِمِئَةٍ ، فَحَمَلَ الخَوارِجُ عَلى شُرَيحٍ وأصحابِهِ فَانكَشَفوا ، وبَقِيَ شُرَيحٌ في مِائَتَينِ ، فَانحازَ إلى قَريَةٍ ، فَتَراجَعَ إلَيهِ بَعضُ أصحابِهِ ودَخَلَ الباقونَ الكوفَةَ .
فَخَرَجَ عَلِيٌّ بِنَفسِهِ وقَدَّمَ بَينَ يَدَيهِ جارِيَةَ بنَ قُدامَةَ السَّعدِيَّ ، فَدَعاهُم جارِيَةُ إلئ طاعَةِ عَلِيٍّ وحَذَّرُهُم القَتلَ فَلَم يُجيبوا ، ولَحِقَهُم عَلِيٌّ أيضا فَدَعاهُم فَأَبَوا عَلَيهِ وعَلى أصحابِهِ ، فَقَتَلَهُم أصحابُ عَلِيٍّ ولَم يَسلَم مِنهُم غَيرُ خَمسينَ رَجُلاً استَأمَنوا فَآمَنَهُم .
وكانَ فِي الخَوارِجِ أربَعونَ رَجُلاً جَرحى ، فَأَمَرَ عَلِيٌّ بِإِدخالِهِمُ الكوفَةَ ومُداواتِهِم حَتّى بَرِؤوا ، وكانَ قَتلُهُم في شَهرِ رَمَضانَ سَنَةَ ثَمانٍ وثَلاثينَ ؛ وكانوا مِن أشجَعِ مَن قاتَلَ مِنَ الخَوارِجِ ، ولِجُرأَتِهِم قارَبُوا الكوفَةَ ۳ .

1.كذا في المصدر ، والصحيح كما في أنساب الأشراف ومعجم البلدان «دَرْزِيْجان» : وهي قرية كبيرة تحت بغداد على ثلاثة فراسخ منها على دجلة بالجانب الغربي ، وهي من مدن الأكاسرة ، وإحدى المدائن السبع . وأصل اسمها درزبندان (راجع معجم البلدان : ج۲ ص۴۵۰).

2.شَهْرُزُور : بلدة بين الموصل وهمدان بناها زور بن الضحّاك، وتعرف اليوم باسم زور في جنوب شرقي السليمانيّة قرب الحدود العراقيّة الإيرانيّة (راجع تقويم البلدان : ص۴۱۳).

3.الكامل في التاريخ : ج۲ ص۴۲۳ ، أنساب الأشراف : ج۳ ص۲۳۹ ـ ۲۴۸ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج4
    المساعدون :
    الطباطبائي، السيد محمد كاظم؛ الطباطبائي نجاد، السيد محمود
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الثانية
عدد المشاهدين : 149494
الصفحه من 684
طباعه  ارسل الي