41
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج4

الفصل الثامن : خروج بقايا من الخوارج

۲۷۴۲.الكامل في التاريخ :لَمّا قُتِلَ أهلُ النَّهرَوانِ ، خَرَجَ أشرَسُ بنُ عَوفٍ الشَّيبانِيُّ عَلى عَلِيٍّ ـ بِالدَّسكَرَةِ ـ في مِئَتَينِ ، ثُمَّ سارَ إلَى الأَنبارِ ، فَوَجَّهَ إلَيهِ عَلِيٌّ الأَبرَشَ بنَ حَسّانٍ في ثَلاثِمِئَةٍ فَواقَعَهُ ، فَقُتِلَ أشرَسُ في رَبيعِ الآخِرِ سَنَةَ ثَمانٍ وثَلاثينَ .
ثُمَّ خَرَجَ هِلالُ بنُ عُلَّفَةَ ـ مِن تَيمِ الرِّبابِ ـ ومَعَهُ أخوهُ مُجالِدٌ ، فَأَتى ماسَبَذانَ ۱ ، فَوَجَّهَ إلَيهِ عَلِيٌّ مَعقِلَ بنَ قَيسٍ الرِّياحِيَّ فَقَتَلَهُ وقَتَلَ أصحابَهُ ، وهُم أكثَرُ مِن مِئَتَينِ ، وكانَ قَتَلُهُم في جُمادَى الاُولى سَنَةَ ثَمانٍ وثَلاثينَ .
ثُمَّ خَرَجَ الأَشهَبُ بنُ بِشرٍ ، وقيلَ : الأَشعَثُ ـ وهُوَ مِن بَجيلَةَ ـ في مِئَةٍ وثَمانينَ رَجُلاً ، فَأَتَى المَعرَكَةَ الَّتي اُصيبَ فيها هِلالٌ وأصحابُهُ ، فَصَلّى عَلَيهِم ودَفَنَ مَن قَدِرَ عَلَيهِ مِنهُم .
فَوَجَّهَ إلَيهِم عَلِيٌّ جارِيَةَ بنَ قُدامَةَ السَّعدِيَّ ، وقيلَ : حُجرَ بنَ عَدِيٍّ ، فَأَقبَلَ إلَيهِمُ الأَشهَبُ ، فَاقتَتَلا بِجَرجَرايا ۲ مِن أرضِ جوخا ۳ ، فَقُتِلَ الأَشهَبُ وأصحابُهُ في جُمادَى الآخِرَةِ سَنَةَ ثَمانٍ وثَلاثينَ .

1.ماسَبَذان : مدينة من مدن پيشكوه في محافظة لرستان الإيرانيّة ويقال لها سِيْرَوان، وهي مدينة قديمة بين جبال وشعاب، وفيها عيون ماء تجري وسط المدينة (راجع تقويم البلدان : ص۴۱۵).

2.جَرْجَرايا : بلدة قريبة من دجلة بين بغداد وواسط ، من توابع النهروان السفلى (راجع تقويم البلدان : ص۳۰۵).

3.جُوخا : اسم نهر عليه كورة واسعة في سواد بغداد، وهو بين خانقين وخوزستان (معجم البلدان : ج۲ ص۱۷۹).


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج4
40

7 / 11

خُطبَةُ الإِمامِ لَمّا فَرَغَ مِن قِتالِ الخَوارِجِ

۲۷۴۱.كنز العمّال عن عبد الملك بن قريب :سَمِعتُ العَلاءَ بنَ زِيادٍ الأَعرابِيَّ يَقولُ : سَمِعتُ أبي يَقولُ : صَعِدَ أميرُ المُؤمِنينَ عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ مِنبَرَ الكوفَةَ بَعدَ الفِتنَةِ وفَراغِهِ مِنَ النَّهرَوانِ فَحَمِدَ اللّهَ وخَنَقَتهُ العِبرَةُ ، فَبَكى حَتَّى اخضَلَّت لِحيَتُهُ بِدُموعِهِ وجَرَت ، ثُمَّ نَفَضَ لِحيَتَهُ فَوَقَعَ رَشاشُها عَلى ناسٍ مِن اُناسٍ ، فَكُنّا نَقولُ : إنَّ مَن أصابَهُ مِن دُموعِهِ فَقَد حَرَمَهُ اللّهُ عَلى النّارِ ، ثُمَّ قالَ :
يا أيُّهَا النّاسُ ! لا تَكونوا مِمَّن يَرجُو الآخِرَةَ بِغَيرِ عَمَلٍ ، ويُؤَخِّرُ التَّوبَةَ بِطولِ الأَمَلِ ، يَقولُ فِي الدُّنيا قَولَ الزّاهِدينَ ، ويَعمَلُ فيها عَمَلَ الرّاغِبينَ ، إن اُعطِيَ مِنها لَم يَشبَع ، وإن مُنِعَ مِنها لَم يَقنَع ، يَعجِزُ عَن شُكرِ ما اُوتِيَ ، ويَبتَغِي الزِّيادَةَ فيما بَقِيَ ، ويَأمُرُ ولا يَأتي ، ويَنهى ولا يَنتَهي ، يُحِبُّ الصّالِحينَ ولا يَعمَلُ بِأَعمالِهِم ، ويُبغِضُ الظّالِمينَ وهُوَ مِنهُم ، تَغلِبُهُ نَفسُهُ عَلى ما يَظُنُّ ، ولا يَغلِبُها عَلى ما يَستَيقِنُ ، إنِ استَغنى فُتِنَ ، وإن مَرِضَ حَزِنَ ، وإنِ افتَقَرَ قَنِطَ ووَهَنَ ، فَهُوَ بَينَ الذَّنبِ وَالنِّعمَةِ يَرتَعُ ، يُعافى فَلا يَشكُرُ ، ويُبتَلى فَلا يصَبِرُ ، كَأَنَّ المُحَذَّرَ مِنَ المَوتِ سِواهُ ، وكَأَنَّ مَن وُعِدَ وزُجِرَ غَيرُهُ .
يا أغراضَ المَنايا ! يا رَهائِنَ المَوتِ ! يا وِعاءَ الأَسقامِ ! يا نُهبَةَ الأَيّامِ ! ويا ثِقلَ الدَّهرِ ! ويا فاكِهَةَ الزَّمانِ ! ويا نورَ الحَدَثانِ ! ويا خُرسُ عِندَ الحُجَجِ ! ويا مَن غَمَرَتهُ الفِتَنُ وحيلَ بَينَهُ وبَينَ مَعرِفَةِ العِبَرِ . بِحَقٍّ ! أقولُ : ما نَجا مَن نَجا إلّا بِمَعرِفَةِ نَفسِهِ ، وما هَلَكَ مَن هَلَكَ إلّا مِن تَحتِ يَدِهِ ، قالَ اللّهُ تَعالى : «يَـأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ قُواْ أَنفُسَكُمْ وَ أَهْلِيكُمْ نَارًا»۱ جَعَلَنَا اللّهُ وإيّاكُم مِمَّن سَمِعَ الوَعظَ فَقَبِلَ ، ودُعِيَ إلَى العَمَلِ فَعَمِلَ ۲ .

M2740_T1_File_2604912

1.التحريم : ۶ .

2.كنز العمّال : ج۱۶ ص۲۰۵ ح۴۴۲۲۹ نقلاً عن ابن النجّار .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج4
    المساعدون :
    الطباطبائي، السيد محمد كاظم؛ الطباطبائي نجاد، السيد محمود
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الثانية
عدد المشاهدين : 149486
الصفحه من 684
طباعه  ارسل الي