513
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج3

دَوابِّهِمِ ، وصاحَ بِهِم عَلِيٌّ فَكَفّوا ۱ .

۲۵۷۹.وقعة صفّين عن إبراهيم بن الأشترـ في بَيانِ ماجَرى بَعدَ رَفعِ المَصاحِفِ ـ: قالَ الأَشترُ : يا أميرَ المُؤمِنينَ ! احمِلِ الصَّفَّ عَلَى الصَّفِّ يُصرَعِ القَومُ . فَتَصايَحوا : إنَّ عَلِيّا أميرَ المُؤمِنينَ قَد قَبِلَ الحُكومَةَ ، ورَضِيَ بِحُكمِ القُرآنِ ، ولَم يَسَعهُ إلّا ذلِكَ .
قالَ الأَشتَرُ : إن كانَ أميرُ المُؤمِنينَ قَد قَبِلَ ورَضِيَ بحِكُمِ القُرآنِ ، فَقَد رَضيتُ بِما رَضِيَ أميرُ المُؤمِنينَ .
فَأَقبَلَ النّاسُ يَقولونَ : قَد رَضِيَ أميرُ المُؤمِنينَ ، قَد قَبِلَ أميرُ المُؤمِنينَ ، وهُوَ ساكِتٌ ، لا يَبَضُّ بِكَلِمَةٍ ، مُطرِقٌ إلَى الأَرضِ ۲ .

11 / 6

فَرَحُ مُعاوِيَةَ

۲۵۸۰.الفتوح :كانَ مُعاوِيَةُ بَعدَ ذلِكَ [أي بَعدَ خِتامِ الحَربِ] يَقولُ : وَاللّهِ ، لَقَد رَجَعَ عَنِّي الأَشتَرُ يَومَ رَفعِ المَصاحِفِ ، وأنَا اُريدُ أن أسأَلَهُ أن يَأخُذَ لِيَ الأَمانَ مِن عَلِيٍّ . وقَد هَمَمتُ ذلِكَ اليَومَ بِالهَرَبِ ، ولكِن ذَكَرتُ قَولَ عَمرِو بنِ الإِطنابَةِ حَيثُ يَقولُ :

أبَت لي عِفَّتي وأبى بَلائي
وأخذِي الحَمدِ بِالثَّمنِ الرَّبيحِ۳

۲۵۸۱.الفتوح :فَغَمَدَ النّاسُ أسيافَهُم ، ووَضَعوا أسلِحَتَهُم ، وعَزَموا عَلَى الحُكمِ ، فَقالَ عَمرٌو لِمُعاوِيَةَ : كَيفَ رَأَيتَ رَأيي ؟ لَقَد كُنتَ غَرِقتَ في بَحرِ العِراقِ وأنقَذتُكَ .

1.تاريخ الطبري : ج۵ ص۴۹ ، الكامل في التاريخ : ج۲ ص۳۸۶ نحوه ؛ وقعة صفّين : ص۴۹۰ وراجع الأخبار الطوال : ص۱۹۰ والفتوح : ج۳ ص۱۸۶ .

2.وقعة صفّين : ص۴۹۲ ؛ الفتوح : ج۳ ص۱۸۷ نحوه .

3.الفتوح : ج۳ ص۱۸۸ وراجع عيون الأخبار لابن قتيبة : ج۱ ص۱۲۶ وتاريخ الطبري : ج۵ ص۲۴ والكامل في التاريخ : ج۲ ص۳۷۶ والبداية والنهاية : ج۷ ص۲۶۶ و ج۸ ص۲۸۳ ووقعة صفّين : ص۴۰۴ .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج3
512

وقالَ يَزيدُ بنُ هانِئٍ : فَقُلتُ لَهُ : أ تُحِبُّ أنَّكَ ظَفِرتَ هاهُنا ، وأنَّ أميرَ المُؤمِنينَ بِمَكانِهِ الَّذي هُوَ بِهِ يُفرَجُ عَنهُ أو يُسلَمُ ؟
قالَ : لا وَاللّهِ ، سُبحانَ اللّهِ !
قالَ : فَإِنَّهُم قَد قالوا : لَتُرسِلَنَّ إلَى الأَشتَرِ فَليَأتِيَنَّكَ أو لَنَقتُلَنَّكَ كَما قَتَلنَا ابنَ عَفّانَ .
فَأَقبَلَ حَتَّى انتَهى إلَيهِم فَقالَ :يا أهلَ العِراقِ ! يا أهلَ الذُّلِّ وَالوَهنِ ! أ حينَ عَلَوتُمُ القَومَ ظَهرا ، وظَنّوا أنَّكُم لَهُم قاهِرونَ ، رَفَعُوا المَصاحِفَ يَدعونَكُم إلى ما فيها ! وقَد وَاللّهِ تَرَكوا ما أمَرَ اللّهُ عَزَّ وجَلَّ بِهِ فيها ، وسُنَّةَ مَن اُنزِلَت عَلَيهِ صلى الله عليه و آله ؟ فَلا تُجيبوهُم ، أمهِلوني عَدوَ الفَرَسِ ؛ فَإِنّي قَد طَمِعتُ فِي النَّصرِ .
قالوا : إذَن نَدخُلَ مَعَكَ في خَطيئَتِكَ ، قالَ : فَحَدِّثوني عَنكُمُّ وقَد قُتِلَ أماثِلُكُم ، وبَقِيَ أراذِلُكُم ، مَتى كُنتُم مُحِقّينَ ؟ أ حينَ كُنتُم تُقاتِلونَ وخِيارُكُم يُقتَلونَ ! فَأَنتُمُ الآنَ إذ أمسَكتُم عَنِ القِتالِ مُبطِلونَ ؛ أمِ الآنَ أنتُم مُحِقّونَ ؟ فَقَتلاكُمُ الَّذينَ لا تُنكِرونَ فَضلَهُم ، فَكانوا خَيرا مِنكُم ، فِي النّارِ إذا !
قالوا : دَعنا مِنكَ يا أشتَرُ ، قاتَلناهُم فِي اللّهِ عَزّ وجَلَّ ، ونَدَعُ قِتالَهُم للّهِِ سُبحانَهُ ، إنّا لَسنا مُطيعيكَ ولا صاحِبَكَ ، فَاجتَنِبنا .
فَقالَ : خُدِعتُم وَاللّهِ فَانخَدَعتُم ، ودُعيتُم إلى وَضعِ الحَربِ فَأَجَبتُم .
يا أصحابَ الجِباهِ السّودِ ! كُنّا نَظُنُّ صَلَواتِكُم زَهادَةً فِي الدُّنيا ، وشَوقا إلى لِقاءِ اللّهِ عَزَّ وجَلَّ ، فَلا أرى فِرارَكُم إلّا إلَى الدُّنيا مِنَ المَوتِ . ألا قُبحا يا أشباهُ النِّيبِ الجَلّالَةِ ۱ ! وما أنتُم بِرائينَ بَعدَها عِزّا أبَدا ، فاَبَعدوا كَما بَعِدَ القَومُ الظّالِمونَ !
فَسَبّوهُ ، فَسَبَّهُم ، فَضَرَبوا وَجهَ دابَّتِهِ بِسِياطِهِم ، وأقبَلَ يَضرِبُ بِسَوطِهِ وُجوه

1.النِّيب : جمع ناب : وهي الناقة المسنّة ، سمّوها بذلك حين طال نابها وعظم . والجلّالة : الّتي تَتَبّعُ النجاسات (تاج العروس : ج۲ ص۴۵۸ و ج۱۴ ص۱۱۴) .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج3
    المساعدون :
    الطباطبائي، السيد محمد كاظم؛ الطباطبائي نجاد، السيد محمود
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الثانية
عدد المشاهدين : 150518
الصفحه من 670
طباعه  ارسل الي