483
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج3

۲۵۴۳.الأخبار الطوال :إنّ عَلِيّا رضى الله عنه لَيَنغَمِسُ فِي القَومِ فَيَضرِبُ بِسَيفِهِ حَتّى يَنثَنِيَ ، ثُمَّ يَخرُجُ مُتَخَضِّبا بِالدَّمِ حَتّى يُسَوّى لَهُ سَيفُهُ ، ثُمَّ يَرجِعُ ، فَيَنغَمِسُ فيهِم ، ورَبيعَةُ لا تَترُكُ جُهدا في القِتالِ مَعَهُ وَالصَّبرَ ، وغابَتِ الشَّمسُ ، وقَرُبوا مِن مُعاوِيَةَ ، فَقالَ لِعَمرٍو : ما تَرى ؟ قالَ : أن تُخَلِّيَ سُرادِقَكَ .
فَنَزَلَ مُعاوِيَةُ عَنِ المِنبَرِ الَّذي كانَ يَكونُ عَلَيهِ ، وأخلَى السُّرادِقَ ، وأقبَلَت رَبيعَةُ ، وأمامَها عَلِيٌّ رضى الله عنه حَتّى غَشُوا السُّرادِقَ ، فَقَطَعوهُ ، ثُمَّ انصَرَفوا . وباتَ عَلِيٌّ تِلكَ اللَّيلَةَ في رَبيعَةَ ۱ .

9 / 19

كِتابُ مُعاوِيَةَ إلَى الإِمامِ في أثناءِ الحَربِ

۲۵۴۴.شرح نهج البلاغة :كِتابٌ كَتَبَهُ مُعاوِيَةُ إلَيهِ [ عليه السلام ] في أثناءِ حَربِ صِفّينَ ، بَل في أواخِرِها : مِن عَبدِ اللّهِ مُعاوِيَةَ بنِ أبي سُفيانَ إلى عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ :

1.الأخبار الطوال : ص۱۸۳ .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج3
482

ثُمَّ إنَّ أهلَ الشّامِ تَداعَوا بَعدَ جَولَتِهِم ، وثابوا ۱ ، ورَجَعوا عَلى أهلِ العِراقِ ، وصَبَرَ القومُ بَعضُهُم لِبَعضٍ إلى أن حَجَزَ بَينَهُمُ اللَّيلُ ۲ .

۲۵۴۲.وقعة صفّين :رَكِبَ عَلِيٌّ عليه السلام فَرَسَهُ الَّذي كانَ لِرَسولِ اللّهِ ، وكانَ يُقالُ لَهُ : المُرتَجِزُ ، فَرَكِبَهُ ثُمَّ تَقَدَّمَ أمامَ الصُّفوفِ ، ثُمَّ قالَ : بَلِ البَغلَةُ ، بَلِ البَغلَةُ . فَقُدِّمَت لَهُ بَغلَةُ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله الشَّهباءُ ، فَرَكِبَها ، ثُمَّ تَعَصَّبَ بِعِمامَةِ رَسولِ اللّهِ السَّوداءِ ، ثُمَّ نادى : أيُّهَا النّاسُ ! مَن يَشرِ نَفسَهُ للّهِِ يَربَح ؛ هذا يَومٌ لَهُ ما بَعدَهُ ، إنَّ عَدُوِّكُم قَد مَسَّهُ القَرحُ كَما مَسَّكُم ۳ .
فَانتَدَبَ لَهُ ما بَينَ عَشَرَةِ آلافٍ إلَى اثنَي عَشَرَ ألفا قَد وَضَعوا سُيوفَهُم عَلى عَواتِقِهِم ، وتَقَدَّمَهُم عَلِيٌّ مُنقَطِعا عَلى بَغلَةِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله . . . وتَبِعَهُ ابنُ عَدِيِّ بنِ حاتِمٍ بِلِوائِهِ . . . وتََقدَّمَ الأَشتَرُ . . . وحَمَلَ النّاسُ حَمَلَةً واحِدَةً ، فَلَم يَبقَ لِأَهلِ الشّامِ صَفٌّ إلَا انتَقَضَ ، وأهمَدوا ما أتَوا عَلَيهِ ، حَتّى أفضَى الأَمرُ إلى مِضرَبِ مُعاوِيَةَ ، وعَلِيٌّ يَضرِبُهُم بِسَيفِهِ ويَقولُ :

أضرِبُهُم ولا أرى مُعاوِيَهْ
الأخزَرَ العَينِ العَظيمَ الحاوِيَهْ

هَوَت بِهِ فِي النّارِ اُمٌّ هاوِيَهْ
فَدَعا مُعاوِيَةُ بِفَرَسِهِ لِيَنجُوَ عَلَيهِ ، فَلَمّا وَضَعَ رِجلَهُ فِي الرِّكابِ تَمَثَّلَ بِأَبياتِ عَمرِو بنِ الإِطنابَةِ :

أبَت لي عِفَّتي وأبى بَلائي
وأخذِي الحَمدَ بِالثَّمَنِ الرَّبيحِ

وإجشامِي عَلَى المَكروهِ نَفسي
وضَربِي هامَةَ البَطَلِ المُشيحِ

وقَولي كُلَّما جَشَأَت وجاشَت
مَكانَكِ تُحمَدي أو تَستَريحي

لِأَدفَعَ عَن مَآثِرَ صالِحاتٍ
وأحمي بَعدُ عَن عِرضٍ صَحيحِ

بِذي شُطَبٍ كَلَونِ المِلحِ صافٍ
ونَفسٍ ما تَقرُّّ عَلَى القَبيحِ

وقالَ : يَابنَ العاصِ ، اليَومَ صَبرٌ ، وغَدا فَخرٌ ، صَدَقتَ ، إنّا وما نَحنُ فيهِ كَما قالَ ابنُ أبِي الأَقلحِ :

ما عِلَّتي وأنَا رامٍ نابِلُ
وَالقَوسُ فيها وَتَرٌ عُنابِلُ

تَزِلُّ عن صَفحَتِهَا المَعابِلُ
المَوتُ حقٌّ وَالحياةُ باطِلُ

فَثَنى مُعاوِيَةُ رِجلَهُ مِنَ الرِّكابِ ونَزَلَ ، وَاستَصرَخَ بِعَكٍّ وَالأَشعَرِيّينَ ، فَوَقَفوا دونَهُ ، وجالَدوا عَنهُ ، حَتّى كَرِهَ كُلٌّ مِنَ الفَريقَينِ صاحِبَهُ ، وتَحاجَزَ النّاسُ ۴ .

1.ثابَ الناس : اجتمعوا وجاؤوا (لسان العرب : ج۱ ص۲۴۳) .

2.الأخبار الطوال : ص۱۸۱ .

3.زاد في شرح نهج البلاغة هنا : «فانتدبوا لنصرة دين اللّه » .

4.وقعة صفّين : ص۴۰۳ ، بحار الأنوار : ج۳۲ ص۵۱۰ ح۴۳۶ ؛ شرح نهج البلاغة : ج۸ ص۵۸ وراجع مروج الذهب : ج۲ ص۳۹۶ والأخبار الطوال : ص۱۸۶ والإمامة والسياسة: ج۱ ص۱۴۷ والفتوح : ج۳ ص۱۷۵ و ۱۷۶ والمناقب للخوارزمي : ص۲۴۳ و ۲۴۴ ح۲۴۰ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج3
    المساعدون :
    الطباطبائي، السيد محمد كاظم؛ الطباطبائي نجاد، السيد محمود
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الثانية
عدد المشاهدين : 149102
الصفحه من 670
طباعه  ارسل الي