481
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج3

مَوطِنٍ واحِدٍ . قالَ : وأيُّ مَوطِنٍ هذا ؟ قالَ : يَومَ دَعاني عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ لِلمُبارَزَةِ ، فَاستَشَرتُكَ ، فَقُلتُ : ما تَرى يا أبا عَبدِ اللّهِ ، فَقُلتَ : كَفؤٌ كَريمٌ ، فَأَشَرتَ عَلَيَّ بِمُبارَزَتِهِ ، وأنتَ تَعلَمُ مَن هُو ، فَعَلِمتُ أنَّكَ غَشَشتَني .
قالَ : يا أميرَ المُؤمِنينَ ، دَعاكَ رَجُلٌ إلى مُبارَزَتِهِ، عَظيمُ الشَّرَفِ ، جَليلُ الخَطَرِ ، فَكُنتَ مِن مُبارَزَتِهِ عَلى إحدَى الحُسنَيَينِ ؛ إمّا أن تَقتُلَهُ فَتَكونَ قَد قَتَلتَ قَتّالَ الأَقرانِ ، وتَزدادَ بِهِ شَرَفا إلى شَرَفِكَ وتَخلُوَ بِمُلكِكَ ، وإمّا أن تُعَجَّلَ إلى مُرافَقَةِ الشُّهَداءِ وَالصّالِحينَ وحَسُنَ اُولئِكَ رَفيقا .
قالَ مُعاوِيَةُ : هذِهِ شَرٌّ مِنَ الأَوَّلِ ، وَاللّهِ إنّي لَأَعلَمُ أنّي لَو قَتَلتُهُ دَخَلتُ النّارَ ، ولَو قَتَلَني دَخَلتُ النّارَ .
قالَ عَمرٌو : فَمَا حَمَلَكَ عَلى قِتالِهِ ؟
قالَ : المُلكُ عَقيمٌ ، ولَن يَسمَعَها مِنّي أحَدٌ بَعدَكَ ۱ .

9 / 18

هُجومُ الإِمامِ عَلَى المَجموعَةِ الَّتي فيها مُعاوِيَةُ

۲۵۴۱.الأخبار الطوال :حَمَلَ عَلِيٌّ رضى الله عنه عَلَى الجَمعِ الَّذي كانَ فيهِ مُعاوِيَةُ في أهلِ الحِجازِ مِن قُرَيشٍ وَالأَنصارِ وغَيرِهِم ، وكانوا زُهاءَ اثنَي عَشَرَ ألفَ فارِسٍ ، وعَلِيٌّ أمامَهُم ، وكَبَّروا وكَبَّرَ النّاسُ تَكبيرَةً ارتَجَّت لَهَا الأَرضُ ، فَانتَقَضَت صُفوفُ أهلِ الشّامِ ، وَاختَلَفَت راياتُهُم ، وَانتَهَوا إلى مُعاوِيَةَ وهُوَ جالِسٌ عَلى مِنبَرِهِ مَعَهُ عَمرُو بنُ العاصِ يَنظُرانِ إلَى النّاسِ ، فَدَعا بِفَرَسٍ لِيَركَبَهُ .

1.الأمالي للصدوق : ص۱۳۲ ح۱۲۵ ، بحار الأنوار : ج۳۳ ص۴۹ ح۳۹۳ .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج3
480

نَحوٌ مِنِ اثنَي عَشَرَ ألفا ، وتَقَدَّمَهُم عَلِيٌّ عَلى بَغلَتِهِ ، فَحَمَلَ وحَمَلوا مَعَهُ حَملَةَ رَجُلٍ واحِدٍ ، فَلَم يَبقَ لِأَهلِ الشّامِ صَفٌّ إلَا انتَقَضَ ، وقَتَلوا كُلَّ مَنِ انتَهَوا إلَيهِ ، حَتّى بَلَغوا مُعاوِيَةَ ، وعَلِيٌّ يَقولُ :

أضرِبُهُم ولا أرى مُعاوِيَهْ
الجاحِظَ العَينِ العَظيمَ الحاوِيَهْ

ثُمَّ نادى مُعاوِيَةَ ، فَقالَ عَلِيٌّ : عَلامَ يُقَتَّلُ النّاسُ بَينَنا ! هَلُمَّ اُحاكِمكَ إلَى اللّهِ ، فَأَيُّنا قَتَلَ صاحِبَهُ استَقامَت لَهُ الاُمورُ . فَقالَ لَهُ عَمرٌو : أنصَفَكَ الرَّجُلُ .
فَقالَ مُعاوِيَةُ : ما أنصَفَ ، وإنَّكَ لَتَعلَمُ أنَّهُ لَم يُبارِزهُ رَجُلٌ قَطُّ إلّا قَتَلَهَ .
قالَ لَهُ عَمرٌو : وما يَجمُلُ بِكَ إلّا مُبارَزَتُهُ .
فَقالَ مُعاوِيَةُ : طَمِعتَ فيها بَعدي ۱ .

9 / 17

ذِكرى دَعوَةِ الإِمامِ إلَى المُبارَزَةِ

۲۵۴۰.الأمالي للصدوق عن عدي بن أرطاة :قالَ مُعاوِيَةُ يَوما لِعَمرِو بنِ العاصِ : يا أبا عَبدِ اللّهِ ، أيُّنا أدهى ؟ قالَ عَمرٌو أنَا لِلبَديهَةِ ، وأنت لِلرَّوِيَّةِ . قالَ مُعاوِيَةُ : قَضَيتَ لي عَلى نَفسِكَ ، وأنَا أدهى مِنكَ فِي البَديهَةِ . قالَ عَمرٌو : فَأَينَ كانَ دَهاؤُكَ يَومَ رَفَعتُ المَصاحِفَ ؟ قالَ : بِها غَلَبتَني يا أبا عَبدِ اللّهِ ، فَلا أسأَلُكَ عَن شَيءٍ تَصدُقُني فيهِ . قالَ : وَاللّهِ إنَّ الكَذِبَ لَقَبيحٌ ، فَسَل عَمّا بَدا لَكَ أصدُقكَ .
فَقالَ : هَل غَشَشتَني مُنذُ نَصحتَني ؟
قالَ : لا .
قالَ : بَلى وَاللّهِ ، لَقَد غَشَشتني ، أما إنّي لا أقولُ في كُلِّ المَواطِنِ ولكِن فى ¨

1.تاريخ الطبري : ج۵ ص۴۱ ، مروج الذهب : ج۲ ص۳۹۶ نحوه ، البداية والنهاية : ج۷ ص۲۷۲ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج3
    المساعدون :
    الطباطبائي، السيد محمد كاظم؛ الطباطبائي نجاد، السيد محمود
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الثانية
عدد المشاهدين : 149149
الصفحه من 670
طباعه  ارسل الي