439
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج3

أجنادَ أهلِ الشّامِ فَحَضَروا خُطبَتَهُ ، فَحَمِدَ اللّهَ وأثنى عَلَيهِ ثُمَّ قالَ :
أيُّهَا النّاسُ ! أعيرونا أنفُسَكُم وجَماجِمَكُم ، لا تَفشَلوا ولا تَخاذَلوا ، فإِنَّ اليَومَ يَومُ خِطارٍ ، ويومُ حَقيقَةٍ وحِفاظٍ ، فَإِنَّكُم عَلى حَقٍّ وبِأَيديكُم حُجَّةٌ ، وإنَّما تُقاتِلونَ مَن نَكَثَ البَيعَةَ ، وسَفَكَ الدَّمَ الحَرامَ ، فَلَيسَ لَهُ فِي السَّماءِ عاذِرٌ .
ثُمَّ صَعَِد عَمرُو بنُ العاصِ مِرقاتَينِ مِنَ المِنبَرِ ، فَحَمِدَ اللّهَ وأثنى عَلَيهِ ، ثُمَّ قالَ :
أيُّهَا النّاسُ ! قَدِّمُوا المُستَلئِمَةَ ، وأخِّرُوا الحاسِرَ ، وأعيروا جَماجِمَكُم ساعَةً ؛ فَقَد بَلَغَ الحَقُّ مَقطَعَهُ ، وإنَّما هُوَ ظالِمٌ ومَظلومٌ ۱ .

۲۴۷۹.تاريخ الطبري :فَلَمّا كانَ اليَومُ الخامِسُ خَرَجَ عَبدُ اللّهِ بنُ عَبّاسٍ وَالوَليدُ بنُ عُقبَةَ فَاقتَتَلوا قِتالاً شَديدا ، ودَنا ابنُ عَبّاسٍ مِنَ الوَليدِ بنِ عُقبَةَ ، فَأَخَذَ الوَليدُ يَسُبُّ بَني عَبدِ المُطَّلِبِ ، وأخَذَ يَقولُ : يَابنَ عَبّاسَ ! قَطَّعتُم أرحامَكُم ، وقَتَلتُم إمامَكُم ، فَكَيفَ رَأَيتُم صُنعَ اللّهِ بِكُم ؟ ! لَم تُعطَوا ما طَلَبتُم ، ولَم تُدرِكوا ما أمَّلتُم ، وَاللّهُ إن شاءَ مُهلِكُكُم وناصِرٌ عَلَيكُم .
فَأَرسَلَ إلَيهِ ابنُ عبّاسٍ : أنِ ابرُز لي ، فَأَبى . وقاتَلَ ابنُ عَبّاسٍ يَومَئِذٍ قِتالاً شَديدا ، وغَشِيَ النّاسَ بِنَفسِهِ ۲ .

8 / 9

اليَومُ السّادِسُ مِنَ القِتالِ

۲۴۸۰.تاريخ الطبري :خَرَجَ قَيسُ بنُ سَعدٍ الأَنصارِيُّ ، وَابنُ ذِي الكَلاعِ الحِميَرِيُّ فَاقتَتَلوا قِتالا

1.وقعة صفّين : ص۲۲۲ ، بحار الأنوار : ج۳۲ ص۴۶۳ ح۴۰۲ ؛ شرح نهج البلاغة : ج۵ ص۱۸۰ .

2.تاريخ الطبري : ج۵ ص۱۳ ، الكامل في التاريخ : ج۲ ص۳۷۱ ، الأخبار الطوال : ص۱۷۵ كلاهما نحوه وفيه «عتبة» بدل «عقبة» ؛ وقعة صفّين : ص۲۲۱ وراجع مروج الذهب : ج۲ ص۳۸۸ .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج3
438

إلَى البِرازِ لَما خَرَجتُ إلَيكَ ، فَإِن رَأَيتَ أن أرجِعَ عَنكَ فَعَلتَ مُنعِما .
فَقالَ الأَشتَرُ : أ لا تَخافُ العار أن تَرجِعَ عَنّي وأنَا رَجُلٌ مِنَ اليَمَنِ وأنتَ فَتىً مِن قُرَيشٍ ؟ !
فَقالَ : لا وَاللّهِ ما أخافُ العارَ إذا رَجَعتُ عَن مِثلِكَ .
فَقالَ لَهُ الأَشتَرُ : فَارجِع إذا ولا تَخرُج إلّا إلى مَن تَعرِفُهُ ۱ .

8 / 8

اليَومُ الخامِسُ مِنَ القِتالِ

۲۴۷۸.وقعة صفّين عن الزهريـ في ذِكرِ أحداثِ اليَومِ الخامِسِ مِنَ الحَربِ ـ: خَرَجَ في ذلِكَ اليَومِ شِمرُ بنُ أبرَهَةَ بنِ الصَّبّاحِ الحِميَرِيُّ ، فَلَحِقَ بِعَلِيٍّ عليه السلام في ناسٍ مِن قُرّاءِ أهلِ الشّامِ ، فَفَتَّ ذلِكَ في عَضُدِ مُعاوِيَةَ وعَمرِو بنِ العاصِ .
وقالَ عَمرٌو : يا مُعاوِيَةُ ! إنَّكَ تُريدُ أن تُقاتِلَ بِأَهلِ الشّامِ رَجُلاً لَهُ مِن مُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله قَرابَةٌ قَريبَةٌ ، ورَحِمٌ ماسَّةٌ ، وقَدَمٌ فِي الإِسلامِ لا يَعتَدُّ أحَدٌ بِمِثلِهِ ، ونَجدَةٌ ۲ فِي الحَربِ لَم تَكُن لِأَحدٍ مِن أصحابِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله ، وإنَّهُ قَد سارَ إلَيكَ بِأَصحابِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله المَعدودينَ ، وفُرسانِهِم وقُرّائِهِم وأشرافِهِم وقُدَمائِهِم فِي الإِسلامِ ، ولَهُم فِي النُّفوسِ مَهابَةٌ .
فَبادِر بِأَهلِ الشّامِ مَخاشِنَ الوَعرِ ، ومَضايِقَ الغَيضِ ، وَاحمِلهُم عَلَى الجُهدِ ، وَأْتِهِم مِن بابِ الطَّمَعِ قَبلَ أن تُرَفِّهَهُم فَيُحدِثَ عِندَهُم طولُ المُقامِ مَلَلاً ، فَيَظهَرَ فيهِم كَآبَةُ الخِذلانِ . ومَهما نَسيتَ فَلا تَنسَ أنَّكَ عَلى باطِلٍ .
فَلَمّا قالَ عَمرٌو لِمُعاوِيَةَ ذلِكَ زَوَّقَ مُعاوِيَةُ خُطبَةً ، وأمَرَ بِالمِنبَرِ فَاُخرِجَ ، ثُمَّ أمَر

1.الفتوح : ج۳ ص۴۵ .

2.النَّجدة : الشِّدّة والشَّجاعة ، ورجلٌ نَجِدٌ ونَجُدٌ : أي شديد البأس (النهاية : ج۵ ص۱۸) .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج3
    المساعدون :
    الطباطبائي، السيد محمد كاظم؛ الطباطبائي نجاد، السيد محمود
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الثانية
عدد المشاهدين : 149142
الصفحه من 670
طباعه  ارسل الي