أجنادَ أهلِ الشّامِ فَحَضَروا خُطبَتَهُ ، فَحَمِدَ اللّهَ وأثنى عَلَيهِ ثُمَّ قالَ :
أيُّهَا النّاسُ ! أعيرونا أنفُسَكُم وجَماجِمَكُم ، لا تَفشَلوا ولا تَخاذَلوا ، فإِنَّ اليَومَ يَومُ خِطارٍ ، ويومُ حَقيقَةٍ وحِفاظٍ ، فَإِنَّكُم عَلى حَقٍّ وبِأَيديكُم حُجَّةٌ ، وإنَّما تُقاتِلونَ مَن نَكَثَ البَيعَةَ ، وسَفَكَ الدَّمَ الحَرامَ ، فَلَيسَ لَهُ فِي السَّماءِ عاذِرٌ .
ثُمَّ صَعَِد عَمرُو بنُ العاصِ مِرقاتَينِ مِنَ المِنبَرِ ، فَحَمِدَ اللّهَ وأثنى عَلَيهِ ، ثُمَّ قالَ :
أيُّهَا النّاسُ ! قَدِّمُوا المُستَلئِمَةَ ، وأخِّرُوا الحاسِرَ ، وأعيروا جَماجِمَكُم ساعَةً ؛ فَقَد بَلَغَ الحَقُّ مَقطَعَهُ ، وإنَّما هُوَ ظالِمٌ ومَظلومٌ ۱ .
۲۴۷۹.تاريخ الطبري :فَلَمّا كانَ اليَومُ الخامِسُ خَرَجَ عَبدُ اللّهِ بنُ عَبّاسٍ وَالوَليدُ بنُ عُقبَةَ فَاقتَتَلوا قِتالاً شَديدا ، ودَنا ابنُ عَبّاسٍ مِنَ الوَليدِ بنِ عُقبَةَ ، فَأَخَذَ الوَليدُ يَسُبُّ بَني عَبدِ المُطَّلِبِ ، وأخَذَ يَقولُ : يَابنَ عَبّاسَ ! قَطَّعتُم أرحامَكُم ، وقَتَلتُم إمامَكُم ، فَكَيفَ رَأَيتُم صُنعَ اللّهِ بِكُم ؟ ! لَم تُعطَوا ما طَلَبتُم ، ولَم تُدرِكوا ما أمَّلتُم ، وَاللّهُ إن شاءَ مُهلِكُكُم وناصِرٌ عَلَيكُم .
فَأَرسَلَ إلَيهِ ابنُ عبّاسٍ : أنِ ابرُز لي ، فَأَبى . وقاتَلَ ابنُ عَبّاسٍ يَومَئِذٍ قِتالاً شَديدا ، وغَشِيَ النّاسَ بِنَفسِهِ ۲ .
8 / 9
اليَومُ السّادِسُ مِنَ القِتالِ
۲۴۸۰.تاريخ الطبري :خَرَجَ قَيسُ بنُ سَعدٍ الأَنصارِيُّ ، وَابنُ ذِي الكَلاعِ الحِميَرِيُّ فَاقتَتَلوا قِتالا