409
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج3

7 / 2

حَيلولَةُ جَيشِ مُعاوِيَةَ دونَ الماءِ

۲۴۴۱.الأخبار الطوال :أقبَلَ عَلِيٌّ رضى الله عنه حَتّى وافَى المَكانَ ، فَصادَفَ أهلَ الشّامِ قَدِ احتَوَوا عَلَى القَريَةِ وَالطَّريقِ ، فَأَمَرَ النّاسَ ، فَنَزَلوا بِالقُربِ مِن عَسكَرِ مُعاوِيَةَ ، وَانطَلَقَ السَّقّاؤون وَالغِلمانُ إلى طَريقِ الماءِ ، فَحالَ أبُو الأَعوَرِ بَينَهُم وبينَهُ .
واُخبِرَ عَلِيٌّ رضى الله عنه بِذلِكَ ، فَقالَ لِصَعصَعَةَ بنِ صوحانَ : اِيتِ مُعاوِيَةَ ، فَقُل لَهُ : إنّا سِرنا إلَيكُم لِنُعذِرَ قَبلَ القِتالِ ، فَإِن قَبِلتُم كانَتِ العافِيَةُ أحَبَّ إلَينا ، وأراكَ قَد حُلتَ بَينَنا وبينَ الماءِ ، فَإِن كانَ أعجَبَ إلَيكَ أن نَدَعَ ما جِئنا لَهُ ، ونَذَرَ النّاسَ يَقتَتِلونَ عَلَى الماءِ حَتّى يَكونَ الغالِبُ هُوَ الشّارِبَ فَعَلنا .
فَقالَ الوَليدُ : اِمنَعهُمُ الماءَ كَما مَنَعوهُ أميرَ المُؤمِنينَ عُثمانَ ، اقتُلهُم عَطَشا ، قَتَلَهُمُ اللّهُ .
فَقالَ مُعاوِيَةُ لِعَمرِو بنِ العاصِ : ما تَرى ؟ .
قالَ : أرى أن تُخَلِّيَ عَنِ الماءِ ، فَإِنَّ القَومَ لَن يَعطَشوا وأنتَ رَيّانُ .
فَقالَ عَبدُ اللّهِ بنُ أبي سَرحٍ ، وكانَ أخا عُثمانَ لِأُمِّهِ : اِمنَعهُمُ الماءَ إلَى اللَّيلِ ، لَعَلَّهُم أن يَنصَرِفوا إلى طَرَفِ الغَيضَةِ ۱ ، فَيَكونَ انصِرافُهُم هَزيمَةً .
فَقالَ صَعصَعَةُ لِمُعاوِيَةَ : مَا الَّذي تَرى ؟ .
قالَ مُعاوِيَةُ : اِرجِع ، فَسَيَأتيكُم رَأيي . فَانصَرَفَ صَعصَعَةُ إلى عَلِيٍّ ، فَأَخبَرَهُ بِذلِكَ ۲ .

1.الغيضة : وهي الشجر الملتَفّ (النهاية : ج۳ ص۴۰۲) .

2.الأخبار الطوال : ص۱۶۸ .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج3
408

قالَ : فَاختَر أيَّ ذلِكَ أحبَبتَ .
قالَ : فَانصَرَفَ الرَّجُلُ ثُمَّ دَعاهُ عَمّارُ بنُ ياسِرٍ فَقالَ : أما إنَّهُم سَيَضرِبونَنا بِأَسيافِهِم حَتّى يَرتابَ المُبطِلونَ مِنكُم فَيَقولونَ : لَو لَم يَكونوا عَلى حَقٍّ ما ظَهَروا عَلَينا . وَاللّهِ ، ما هُم مِنَ الحَقِّ عَلى ما يُقذي ۱ عَينَ ذُبابٍ ، وَاللّهِ ، لَو ضَرَبونا بِأَسيافِهِم حَتّى يُبلِغونا سَعَفاتِ هَجَرَ لَعَرَفتُ أنّا عَلى حَقٍّ وهُم عَلى باطِلٍ .
وَايمُ اللّهِ ، لا يَكونُ سَلما ۲ سالِما أبَدا حَتّى يَبوءَ أحَدُ الفَريقَينِ عَلى أنفُسِهِم بِأَنَّهُم كانوا كافِرينَ ، وحَتّى يَشهَدوا عَلَى الفَريقِ الآخَرِ بِأَنَّهُم عَلَى الحَقِّ وأنَّ قَتلاهُم فِي الجَنَّةِ ومَوتاهُم ، ولا يَنصَرِمُ أيّامُ الدّنيا حَتّى يَشهَدوا بِأَنَّ مَوتاهُم وقَتلاهُم فِي الجَنَّةِ ، وأنَّ مَوتى أعدائِهِم وقَتلاهُم فِي النّارِ ، وكانَ أحياؤُهُم عَلَى الباطِلِ ۳ .

۲۴۴۰.مسند ابن حنبل عن عبد اللّه بن سلمة :رَأَيتُ عَمّارا يَومَ صِفّينَ شَيخا كَبيرا آدَمَ طِوالاً آخِذَ الحَربَةِ بِيَدِهِ ويَدُهُ تَرعَدُ فَقالَ : وَالَّذي نَفسي بِيَدِهِ ، لَقَد قاتَلتُ بِهذِهِ الرّايَةِ مَعَ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ثَلاثَ مَرّاتٍ ، وهذِهِ الرّابِعَةُ ، وَالَّذي نَفسي بِيَدِهِ ، لَو ضَرَبونا حَتّى يَبلُغوا بِنا شَعَفاتِ هَجَرَ لَعَرَفتُ أنَّ مُصلِحينا عَلَى الحَقِّ وأنَّهُم عَلَى الضَّلالَةِ ۴ .

1.القَذَى : جمع قَذاة ، وهو ما يقع في العين من تراب أو تِبْن أو وَسَخ أو غير ذلك (النهاية : ج۴ ص۳۰) .

2.كذا في المصدر .

3.وقعة صفّين : ص۳۲۱ ، بحار الأنوار : ج۳۲ ص۴۹۱ ح۴۲۴ ؛ شرح نهج البلاغة : ج۵ ص۲۵۶ وليس فيه «وايم اللّه ، لا يكون . . .» .

4.مسند ابن حنبل : ج۶ ص۴۸۰ ح۱۸۹۰۶ ، مسند أبي يعلى : ج۲ ص۲۶۲ ح۱۶۰۷ ، المستدرك على الصحيحين : ج۳ ص۴۳۳ ح۵۶۵۱ و ص ۴۴۳ ح۵۶۷۸ ، الطبقات الكبرى : ج۳ ص۲۵۶ ، أنساب الأشراف : ج۱ ص۱۹۵ ، سير أعلام النبلاء : ج۱ ص۴۰۸ ح۸۴ ، العقد الفريد : ج۳ ص۳۳۶ وفي الستّة الأخيرة «سعفات» بدل «شعفات» ، المصنّف لابن أبي شيبة : ج۸ ص۷۲۷ ح۳۶ نحوه ، البداية والنهاية : ج۷ ص۲۶۷ ؛ الخصال : ص۲۷۶ ح۱۸ عن حفص بن غياث عن الإمام الصادق عليه السلام نحوه .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج3
    المساعدون :
    الطباطبائي، السيد محمد كاظم؛ الطباطبائي نجاد، السيد محمود
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الثانية
عدد المشاهدين : 149207
الصفحه من 670
طباعه  ارسل الي