391
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج3

قالَ لَهُم : وَيحَكُم ، نَحنُ أغنى مِنكُم . فَتَرَكَهُم ثُمَّ سارَ ۱ .

6 / 7

خَبَرُ ماءِ الدَّيرِ

۲۴۲۹.الفتوح :أقامَ عَلِيٌّ رضى الله عنه بِالأَنبارِ يَومَينِ ، فَلَمّا كانَ فِي اليَومِ الثّالِثِ سارَ بِالنّاسِ في بَرِّيَّةٍ مَلساءَ ، وعَطِشَ النّاسُ وَاحتاجوا إلَى الماءِ . قالَ : وإذا بِراهِبٍ في صَومَعَتِهِ ، فَدَنا مِنهُ عَلِيٌّ رضى الله عنهوصاحَ بِهِ فَأَشرَفَ عَلَيهِ ، فَقالَ لَهُ عَلِيٌّ رضى الله عنه : هَل تَعلَمُ بِالقُربِ مِنكَ ماءً نَشرَبُ مِنهُ ؟
فَقالَ : ما أعلَمُ ذلِكَ ، وإنَّ الماءَ لَيُحمَلُ إلَينا مِن قَريبٍ مِن فَرسَخَينِ .
قالَ : فَتَرَكَهُ عَلِيٌّ رضى الله عنه وأقبَلَ إلى مَوضِعٍ مِنَ الأَرضِ فَطافَ بِهِ ، ثُمَّ أشارَ إلى مَكانٍ مِنهُ فَقالَ : اِحفِروا ههُنا .
فَحَفَروا قَليلاً وإذا هُم بِصَخرَةٍ صَفراءَ كَأَنَّما طُلِيَت بِالذَّهَبِ ، وإذا هِيَ عَلى سَبيلِ الرَّحى لا يَنتَقِلُها إلّا مِئَةُ رَجُلٍ .
فَقالَ عَلِيٌّ رضى الله عنه : اِقلِبوها فَالماءُ مِن تَحتِها .
فَاجتَمَعَ النّاسُ عَلَيها فَلَم يَقدِروا عَلى قَلبِها .
قالَ : فَنَزَلَ عَلِيٌّ رضى الله عنه عَن فَرَسِهِ ، ثُمَّ دَنا مِنَ الصَّخرَةِ وحَرَّكَ شَفَتَيهِ بِشَيءٍ لَم يُسمَع ، ثُمَّ دَنا مِنَ الصَّخرَةِ وقالَ : بِاسمِ اللّهِ ، ثُمَّ حَرَّكَها ورَفَعَها فَدَحاها ناحِيَةً .
قالَ : فَإِذا بِعَينٍ مِنَ الماءِ لَم تَرَ النّاسُ أعذَبَ مِنها ولا أصفى ولا أبرَدَ ، فَنادى فِي النّاسِ أن «هَلُمّوا إلَى الماءِ» .
قالَ : فَوَرَدَ النّاسُ فَنَزَلوا وشَرِبوا وسَقَوا ما مَعَهم مِنَ الظَّهرِ ، ومَلَؤوا أسقِيَتَهُم ،

1.وقعة صفّين : ص۱۴۳ ، بحار الأنوار : ج۳۲ ص۴۲۴ .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج3
390

6 / 6

مُرورُ الجَيشِ بِالأَنبارِ

۲۴۲۸.وقعة صفّين عن حبّة العُرَني :وجاءَ عَلِيٌّ حَتّى مَرَّ بِالأَنبارِ ، فَاستَقبَلَهُ بَنو خُشنوشَك ۱ دَهاقِنَتُها . فَلَمَّا استَقبَلوهُ نَزَلوا ثُمَّ جاؤوا يَشتَدّونَ مَعَهُ قالَ : ما هذِهِ الدَّوابُّ الَّتي مَعَكُم ؟ وما أرَدتُم بِهذَا الَّذي صَنَعتُم ؟
قالوا : أمّا هذَا الَّذي صَنَعنا فَهُو خُلُقٌ مِنّا نُعَظِّمُ بِهِ الاُمَراءَ . وأمّا هذِهِ البَراذينُ فَهَدِيَّةٌ لَكَ . وقَد صَنَعنا لَكَ ولِلمُسلِمينَ طَعاما ، وهَيَّأنا لِدَوابِّكُم عَلَفا كَثيرا .
قالَ : أمّا هذَا الَّذي زَعَمتُم أنَّهُ مِنكُم خُلُقٌ تُعَظِّمونَ بِهِ الاُمَراءَ فَوَاللّهِ ، ما يَنفَعُ هذَا الاُمَراءَ ، وإنَّكُم لَتَشُقّونَ بِهِ عَلى أنفُسِكُم وأبدانِكُم ، فَلا تَعودوا لَهُ . وأمّا دَوابُّكُم هذِهِ فَإِن أحبَبتُم أن نَأخُذَها مِنكُم فَنَحسَبَها مِن خَراجِكُم أخَذناها مِنكُم . وأمّا طَعامُكُمُ الَّذي صَنَعتُم لَنا فَإِنّا نَكرَهُ أن نَأكُلَ مِن أموالِكُم شَيئا إلّا بِثَمَنٍ .
قالوا : يا أميرَ المُؤمِنينَ ، نَحنُ نُقَوِّمُهُ ثُمَّ نَقبَلُ ثَمَنَهُ .
قالَ : إذا لا تُقَوِّمونَهُ قيمَتَهُ ، نَحنُ نَكتَفي بِما دونَهُ .
قالوا : يا أميرَ المُؤمِنينَ ، فَإِنَّ لَنا مِنَ العَرَبِ مَوالِيَ ومَعارِفَ ، فَتَمنَعُنا أن نُهدِيَ لَهُم وتَمنَعُهُم أن يَقبَلوا مِنّا ؟
قالَ : كُلُّ العَرَبِ لَكُم مَوالٍ ، ولَيسَ يَنبَغي لِأَحَدٍ مِنَ المُسلِمينَ أن يَقبَلَ هَدِيَّتَكُم . وإن غَصَبَكُم أحَدٌ فَأَعلِمونا .
قالوا : يا أميرَ المُؤمِنينَ ، إنّا نُحِبُّ أن تَقبَلَ هَدِيَّتَنا وكَرامَتَنا .

1.قال سليمان بن الربيع بن هشام النهدي أحد رواة كتاب صفّين : خُشْ : طيب . نُوشَك : راض . يعني بني الطيّب الراضي ، بالفارسيّة (اُنظر وقعة صفّين : ص۱۴۴) .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج3
    المساعدون :
    الطباطبائي، السيد محمد كاظم؛ الطباطبائي نجاد، السيد محمود
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الثانية
عدد المشاهدين : 149113
الصفحه من 670
طباعه  ارسل الي