37
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج3

5 / 3

الحَسَدُ

۲۰۲۱.الأمالي للمفيد عن الحسن بن سلمة :لَمّا بَلَغَ أميرَ المُؤمِنينَ صَلَواتُ اللّهِ عَلَيهِ مَسيرُ طَلحَةَ وَالزُّبَيرِ وعائِشَةَ مِن مَكَّةَ إلَى البَصرَةِ . . . فَقامَ أبُو الهَيثَمِ بنُ التَّيِّهانِ وقالَ : يا أميرَ المُؤمِنينَ ، إنَّ حَسَدَ قُرَيشٍ إيّاكَ عَلى وَجهَينِ : أمّا خِيارُهُم ؛ فَحَسَدوكَ مُنافَسَةً فِي الفَضلِ ، وَارتِفاعا فِي الدَّرَجَةِ ، وأمّا أشرارُهُم ؛ فَحَسَدوكَ حَسَدا أحبَطَ اللّهُ بِهِ أعمالَهُم ، وأثقَلَ بِهِ أوزارَهُم ، وما رَضوا أن يُساووكَ حَتّى أرادوا أن يَتَقَدَّموكَ ، فَبَعُدَت عَلَيهِمُ الغايَةُ ، وأسقَطَهَمُ المِضمارُ . وكُنتَ أَحقَّ قُرَيشٍ بِقُرَيشٍ ؛ نَصَرتَ نَبِيَّهُم حَيّا ، وقَضَيتَ عَنهُ الحُقوقَ مَيِّتا . وَاللّهِ ما بَغيُهُم إلّا عَلى أنفُسِهِم ، ونَحنُ أنصارُكَ وأعوانُكَ ، فَمُرنا بِأَمرِكَ ! ثُمَّ أنشَأَ يَقولُ :

إنَّ قَوما بَغَوا عَلَيكَ وكادو
كَ وعابوكَ بِالاُمورِ القِباحِ

لَيسَ مِن عَيبِها جَناحُ بَعوضِ
فيكَ حَقّا ولا كَعُشرِ جَناحِ

أبصَروا نِعمَةً عَلَيكَ مِنَ اللّ
ـهِ وقَرما۱يَدُقُّ قَرنَ النِّطاحِ

وإماما تَأوِي الاُمورُ إلَيهِ
ولِجاما يُلينُ غَربَ الجِماحِ۲

حاكِما تُجمَعُ الإمامَةُ فيهِ
هاشِمِيّا لَهُ عِراضُ البِطاحِ

حَسَدا لِلَّذي أتاكَ مِنَ اللّ
ـهِ وعادوا إلى قُلوبٍ قَراحِ

ونُفوسٌ هُناكَ أوعِيَةُ البُغ
ـضِ عَلَى الخَيرِ لِلشَّقاءِ شِحاحِ

مِن مُسِرٍّ يُكِنُّهُ حُجُبُ الغَي
ـبِ ومِن مُظهِرِ العَداوَةِ لاحِ

يا وَصِيَّ النَّبِيِّ نَحنُ مِنَ الحَ
ـقِّ عَلى مِثلِ بَهجَةِ الإِصباحِ

فَخِّذِ۳الأَوسَ وَالقَبيلَ مِنَ الخَز
رَجِ بِالطَّعنِ فِي الوَغى وَالكِفاحِ

لَيسَ مِنّا مَن لَم يَكُن لَكَ فِي اللّ
ـهِ وَلِيّا عَلَى الهُدى وَالفَلاحِ۴

1.القَرم من الرجال : السيّد المعظّم (لسان العرب : ج۱۲ ص۴۷۳) .

2.جَمَحَ الفرسُ : ذهب يجري جريا غالبا ، واعتزّ فارسَه وغَلبَه (لسان العرب : ج۲ ص۴۲۶) .

3.فخّذت بينهم : أي فرّقت (لسان العرب : ج۳ ص۵۰۲) .

4.الأمالي للمفيد : ص۱۵۴ ح۶ .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج3
36

بِعَمَدِ الحَديدِ ، وتَكونَ اُمورٌ جَمَّةٌ بَينَ الفَريقَينِ ۱ .

۲۰۱۹.وقعة صفّين :ذَكَروا أنَّهُ اجتَمَعَ . . . عُتبَةُ بنُ أبي سُفيانَ وَالوَليدُ بن عُقبَةَ ، ومَروانُ بنُ الحَكَمِ ، وعَبدُ اللّهِ بنُ عامِرٍ ، وَابنُ طَلحَةَ الطَّلحاتِ ، فَقالَ عُتبَةُ : إنَّ أمرَنا وأمرَ عَلِيٍّ لَعَجَبٌ ، لَيسَ مِنّا إلّا مَوتورٌ مُحاجٌّ ؛ أمّا أنا فَقَتَلَ جَدّي ، وَاشتَرَكَ في دَمِ عُمومَتي يَومَ بَدرٍ ، وأمّا أنتَ يا وَليدُ فَقَتَلَ أباكَ يَومَ الجَمَلِ ، وأيتَمَ إخوَتَكَ ، وأمّا أنتَ يا مَروانُ فَكَما قالَ الأَوَّلُ :

وأفلَتَهُنَّ عَلباءٌ جَريضا
ولَو أدرَكنَهُ صَفِرَ الوِطابُ

قالَ مُعاوِيَةُ : هذَا الإِقرارُ ، فَأَينَ الغُيُرُ ؟ قالَ مَروانُ : أيَّ غُيُرٍ تُريدُ ؟ قالَ : اُريدُ أن يُشجَرَ بالرِّماحِ . فَقالَ : وَاللّهِ إنَّكَ لَهازِلٌ ، ولَقَد ثَقَّلنا عَلَيكَ ۲ .

۲۰۲۰.المناقب للخوارزمي :ويُروى في يَومِ السّادِسِ وَالعِشرينَ مِن حُروبِ صِفّينَ : اجتَمَعَ عِندَ مُعاوِيَةَ المَلأَُ مِن قَومِهِ ، فَذَكَروا شَجاعَةَ عَلِيٍّ وشَجاعَةَ الأَشتَرِ ، فَقالَ عُتبَةُ بنُ أبي سُفيانَ : إن كانَ الأَشتَرُ شُجاعا ، لكِنَّ عَلِيّا لا نَظيرَ لَهُ في شَجاعَتِهِ وصَولَتِهِ وقُوَّتِهِ ! !
قالَ مُعاوِيَةُ : ما مِنّا أحَدٌ إلّا وقَد قَتَلَ عَلِيٌّ أباهُ ، أو أخاهُ ، أو وَلَدَهُ ؛ قَتَلَ يَومَ بَدرٍ أباكَ يا وَليدُ ، وقَتَلَ عَمَّكَ يا أبَا الأَعوَرِ يَومَ اُحُدٍ ، وقَتَلَ يَابنَ طَلحَةَ الطَّلحاتِ أباكَ يَومَ الجَمَلِ ، فَإِذَا اجتَمَعتُم عَلَيهِ أدرَكتُم ثَأرَكُم مِنهُ ، وشَفَيتُم صُدورَكُم ۳ .

راجع : ج 2 ص 346 (من تخلّف عن بيعته) .

1.وقعة صفّين : ص۱۰۲ ؛ شرح نهج البلاغة : ج۳ ص۱۸۰ وفيه «تُقْصَفَ فيهم قَنا» بدل «تقصّد فيهم» ، المعيار والموازنة : ص۱۲۸ نحوه .

2.وقعة صفّين : ص۴۱۷ .

3.المناقب للخوارزمي : ص۲۳۴ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج3
    المساعدون :
    الطباطبائي، السيد محمد كاظم؛ الطباطبائي نجاد، السيد محمود
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الثانية
عدد المشاهدين : 149088
الصفحه من 670
طباعه  ارسل الي