۲۴۰۱.الأمالي للطوسي عن ثعلبة بن يزيد الحمّاني :كَتَبَ أميرُ المُؤمِنينَ عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ عليه السلام إلى مُعاوِيَةَ بنِ أبي سُفيانَ :
أمّا بَعدُ ؛ فَإِنَّ اللّهَ تَعالى أنزَلَ إلَينا كِتابَهُ ، ولَم يَدَعنا في شُبهَةٍ ولا عُذرَ لِمَن رَكِبَ ذَنباً بِجَهالَةٍ ، وَالتَّوبَةُ مَبسوطَةٌ «وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى»۱ وأنتَ مِمَّن شَرَعَ الخِلافَ مُتمادِياً في غِرَّةِ الأَمَلِ مُختَلِفَ السِّرِّ وَالعَلانِيَةِ ، رَغبَةً فِي العاجِلِ ، وتَكذيباً بَعدُ بِالآجِلِ ، وكَأَنَّكَ قَد تَذَكَّرتَ ما مَضى مِنكَ ، فَلَم تَجِد إلَى الرُّجوعِ سَبيلاً ۲ .
4 / 16
نَقدُ الإِمامِ رَأيَهُ وفِراسَتَهُ في مُكاتَبَةِ مُعاوِيَةَ
۲۴۰۲.الإمام عليّ عليه السلامـ مِن كِتابٍ لَهُ إلى مُعاوِيَةَ ـ: أمّا بَعدُ ؛ فَإِنّي عَلَى التَّرَدُّدِ في جَوابِكَ ، وَالاِستِماعِ إلى كِتابِكَ ؛ لَمُوَهِّنٌ رَأيي ، ومُخَطِّئٌ فِراسَتي . وإنَّكَ إذ تُحاوِلُنِي الاُمورَ ، وتُراجِعُنِي السُّطورَ ، كَالمُستَثقِلِ النّائِمِ ؛ تَكذِبُهُ أحلامُهُ . وَالمُتَحَيِّرِ القائِمِ يَبهَظُهُ مَقامُهُ . لا يَدري أ لَهُ ما يَأتي أم عَلَيهِ ، ولَستَ بِهِ ، غَيرَ أنَّهُ بِكَ شَبيهٌ .
واُقسِمُ بِاللّهِ إنَّهُ لَولا بَعضُ الاِستِبقاءِ ، لَوَصَلَت إلَيكَ مِنّي قَوارِعُ تَقرَعُ العَظمَ ، وتَهلِسُ اللَّحمَ ! وَاعلَم أنَّ الشَّيطانَ قَد ثَبَّطَكَ عَن أن تُراجِعَ أحسَنَ اُمورِكَ ، وتَأذَنَ لِمَقالِ نَصيحَتِكَ ، وَالسَّلامُ لِأَهلِهِ ۳ .