359
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج3

مِن لُزومِ سابِقِ الشَّقاءِ . وإلّا تَفعَل اُعلِمكَ ما أغفَلَكَ مِن نَفسِكَ ؛ فَإِنَّكَ مُترَفٌ قَد أخَذَ مِنكَ الشَّيطانُ مَأخَذَهُ ، فَجَرى مِنكَ مَجرَى الدَّمِ فِي العُروقِ .
وَاعلَم أنَّ هذَا الأَمرَ لَو كانَ إلَى النّاسِ أو بِأَيديهِم لَحَسَدونا وَامتَنّوا بِهِ عَلَينا ، ولكِنَّهُ قَضاءٌ مِمَّنِ امتَنَّ بِهِ عَلَينا عَلى لِسانِ نَبِيِّهِ الصّادِقِ المُصَدَّقِ . لا أفلَحَ مَن شَكَّ بَعدَ العِرفانِ وَالبَيِّنَةِ . اللّهُمَّ احكُم بَينَنا وبَينَ عَدُوِّنا بِالحَقِّ وأنتَ خَيرُ الحاكِمينَ ۱ .

4 / 14

جَوابُهُ بِكُلِّ وَقاحَةٍ

۲۳۹۶.وقعة صفّين :كَتَبَ مُعاوِيَةُ [إلَى الإِمامِ عليه السلام ] : مِن مُعاوِيَةَ بنِ أبي سُفيانَ إلى عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ : أمّا بَعدُ ؛ فَدَعِ الحَسَدَ ؛ فَإِنَّكَ طالَما لَم تَنتَفِع بِهِ ، ولا تُفسِد سابِقَةَ قَدَمِكَ بِشَرَهِ نَخوَتِكَ ؛ فَإِنَّ الأَعمالَ بِخَواتيمِها ، ولا تَمحَق سابِقَتَكَ في حَقِّ مَن لا حَقَّ لَكَ في حَقِّهِ ، فَإِنَّكَ إن تَفعَل لا تَضُرَّ بِذلِكَ إلّا نَفسَكَ ، ولا تَمحَق إلّا عَمَلَكَ ، ولا تُبطِل إلّا حُجَّتَكَ . ولَعَمري ما مَضى لَكَ مِنَ السّابِقاتِ لَشَبيهٌ أن يَكونَ مَمحوقا ؛ لِمَا اجتَرَأتَ عَلَيهِ مِن سَفكِ الدِّماءِ ، وخِلافِ أهلِ الحَقِّ . فَاقرَأ سورَةَ الفَلَقِ ، وتَعَوِّذِ بِاللّهِ مِن شَرِّ نَفسِكَ ؛ فَإِنَّكَ الحاسِدُ إذا حَسَدَ ! ! ! ۲

4 / 15

رَسائِلُ اُخرى مِنَ الإِمامِ إلَيهِ

۲۳۹۷.الإمام عليّ عليه السلامـ مِن كِتابٍ لَهُ إلى مُعاوِيَةَ ـ: فَاتَّقِ اللّهَ فيما لَدَيكَ ، وَانظُر في حَقِّهِ عَلَيكَ،

1.وقعة صفّين : ص۱۰۸ ، بحار الأنوار : ج۳۳ ص۱۰۰ ح۴۰۵ ؛ شرح نهج البلاغة : ج۱ ص۸۶ نحوه وراجع تاريخ دمشق : ج۵۹ ص۱۳۲ .

2.وقعة صفّين : ص۱۱۰ ؛ شرح نهج البلاغة : ج۱۵ ص۸۷ .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج3
358

وَاعلَم أنَّكَ مِنَ الطُّلَقاءِ الَّذينَ لا تَحِلُّ لَهُمُ الخِلافَةُ ، ولا تُعرَضُ فيهِمُ الشّورى ، وقَد أرسَلتُ إلَيكَ وإلى مَن قِبَلَكَ : جَريرَ بنَ عَبدِ اللّهِ ؛ وهُوَ مِن أهلِ الإِيمانِ وَالهِجرَةِ فَبايِع ، ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ ۱ .

4 / 13

كِتابُ الإِمامِ إلَيهِ يُحَذِّرُهُ مِن طَلَبِ ما لَيسَ لَهُ بِحَقٍّ

۲۳۹۵.الإمام عليّ عليه السلامـ مِن كِتابٍ لَهُ إلى مُعاوِيَةَ ـ: مِن عَبدِ اللّهِ عَلِيٍّ أميرِ المُؤمِنينَ إلى مُعاوِيَةَ بنِ أبي سُفيانَ : سَلامٌ عَلى مَنِ اتَّبَعَ الهُدى ، فَإِنّي أحمَدُ اللّهَ إلَيكَ الَّذي لا إلهَ إلّا هُوَ .
أمّا بَعدُ ؛ فَإِنَّكَ قَد رَأَيتَ مِنَ الدُّنيا وتَصَرُّفِها بِأَهلِها وإلى ما مَضى مِنها ، وخَيرُ ما بَقِيَ مِنَ الدُّنيا ما أصابَ العِبادُ الصّادِقونَ فيما مَضى . ومَن نَسِيَ الدّنيا نِسيانَ الآخِرَةِ يَجِد بَينَهُما بَونا بَعيدا .
وَاعلَم يا مُعاوِيَةُ أنَّكَ قَدِ ادَّعَيتَ أمرا لَستَ مِن أهلِهِ لا فِي القَدَمِ ولا فِي الوِلايَةِ ، ولَستَ تَقولُ فيهِ بِأَمرٍ بَيِّنٍ تُعرَفُ لَكَ بِهِ أثَرَةٌ ، ولا لَكَ عَلَيهِ شاهِدٌ مِن كِتابِ اللّهِ ، ولا عَهدٌ تَدَّعيهِ مِن رَسولِ اللّهِ ، فَكَيفَ أنتَ صانِعٌ إذَا انقَشَعَت عَنكَ جَلابيبُ ما أنتَ فيهِ مِن دُنيا اُبهِجتَ بِزينَتِها ورَكَنتَ إلى لَذَّتِها ، وخُلِّيَ فيها بَينَكَ وبَينَ عَدُوٍّ جاهِدٍ مُلِحٍّ ، مَعَ ما عَرَضَ في نَفسِكَ مِن دُنيا قَد دَعَتكَ فَأَجَبتَها ، وقادَتكَ فَاتَّبَعتَها ، وأمَرَتكَ فَأَطَعتَها . فَاقعَس عَن هذَا الأَمرِ ، وخُذ اُهبَةَ الحِسابِ ؛ فَإِنَّهُ يوشِكُ أن يَقِفَكَ واقِفٌ عَلى ما لا يُجِنُّكَ مِنهُ مِجَنٌّ . ومَتى كُنتُم يا مُعاوِيَةُ ساسَةً لِلرَّعِيَّةِ ، أو وُلاةً لِأَمرِ هذِهِ الاُمَّةِ بِغَيرِ قَدَمٍ حَسَنٍ ، ولا شَرَفٍ سابِقٍ عَلى قَومِكُم . فَشَمِّر لِما قَد نَزَلَ بِكَ، ولاتُمَكِّنِ الشَّيطانَ مِن بُغيَتِهِ فيكَ، مَعَ أنّي أعرِفُ أنَّ اللّهَ ورَسولَهُ صادِقانِ . فَنَعوذُ بِاللّه

1.وقعة صفّين : ص۲۹ ؛ تاريخ دمشق : ج۵۹ ص۱۲۸ كلاهما عن عامر الشعبي ، العقد الفريد : ج۳ ص۳۲۹ ، الأخبار الطوال : ص۱۵۷ نحوه إلى «فخدعة الصبي عن اللبن» ، شرح نهج البلاغة : ج۳ ص۷۵ ، الإمامة والسياسة : ج۱ ص۱۱۳ وراجع نهج البلاغة : الكتاب ۶۴ والفتوح : ج۲ ص۵۰۶ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج3
    المساعدون :
    الطباطبائي، السيد محمد كاظم؛ الطباطبائي نجاد، السيد محمود
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الثانية
عدد المشاهدين : 149094
الصفحه من 670
طباعه  ارسل الي