209
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج3

قالَ عَلِيٌّ : إنَّما كانَ لَكُما ألّا تَرضَيا قَبلَ الرِّضى وقَبلَ البَيعَةِ ، وأمَّا الآنَ فَلَيس لَكُما غَيرُ ما رَضيتُما بِهِ ، إلّا أن تَخرُجا مِمّا بويِعتُ عَلَيهِ بِحَدَثٍ ، فَإِن كُنتُ أحدَثتُ حَدَثا فَسَمّوهُ لي ! وأخرَجتُم اُمَّكُم عائِشَةَ ، وتَرَكتُم نِساءَكُم ، فَهذا أعظَمُ الحَدَثِ مِنكُم ، أرِضىً هذا لِرَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله أن تَهتِكوا سِترا ضَرَبَهُ عَلَيها ، وتُخرِجوها مِنهُ ؟ !
فَقالَ طَلحَةُ : إنَّما جاءَت لِلإِصلاحِ .
قالَ عَلِيٌّ عليه السلام : هِيَ ـ لَعَمرُ اللّهِ ـ إلى مَن يُصلِحُ لَها أمرَها أحوَجُ . أيُّهَا الشَّيخُ! اِقبَلِ النُّصحَ وَارضَ بِالتَّوبَةِ مَعَ العارِ ، قَبلَ أن يَكونَ العارُ وَالنّارُ ۱ .

8 / 10

فَشَلُ آخِرِ الجُهودِ

۲۲۱۳.الجمل :قالَ ابنُ عَبّاسٍ : قُلتُ [لِأَميرِ المُؤمِنينَ عليه السلام ] : ما تَنتَظِرُ ؟ وَاللّهِ ، ما يُعطيكَ القَومُ إلَا السَّيفَ ، فَاحمِل عَلَيهِم قَبلَ أن يَحمِلوا عَلَيكَ .
فَقالَ : نَستَظهِرُ بِاللّهِ عَلَيهِم .
قالَ ابنُ عَبّاسٍ : فَوَاللّهِ ، ما رُمتُ مِن مَكاني حَتّى طَلَعَ عَلَيَّ نُشّابُهُم كَأَنَّهُ جَرادٌ مُنتَشِرٌ ، فَقُلتُ : أما تَرى يا أميرَ المُؤمِنينَ إلى ما يَصنَعُ القَومُ ؟ مُرنا نَدفَعهُم !
فَقالَ : حَتّى اُعذِرَ إلَيهِم ثانِيَةً . ثُمَّ قالَ : مَن يَأخُذُ هذَا المُصحَفَ فَيَدعوهُم إلَيهِ وهُوَ مَقتولٌ وأنَا ضامِنٌ لَهُ عَلَى اللّهِ الجَنَّةَ ؟
فَلَم يَقُم أحَدٌ إلّا غُلامٌ عَلَيه قَباءٌ أبيَضُ ، حَدَثُ السِّنِّ مِن عَبدِ القَيسِ يُقالُ لَهُ مُسلِمٌ كَأَنّي أراهُ ، فقَالَ : أنَا أعرِضُهُ عَلَيهِم يا أميرَ المُؤمِنينَ ، وقَدِ احتَسَبتُ نَفسي عِندَ اللّهِ تَعالى .

1.الإمامة والسياسة : ج۱ ص۹۵ .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج3
208

8 / 9

مُناقَشاتُ الإِمامِ وطَلحَةَ

۲۲۱۱.مروج الذهب :ثُمَّ نادى عَلِيٌّ رضى الله عنه طَلحَةَ حينَ رَجَعَ الزُّبَيرُ : يا أبا مُحَمَّدٍ ، مَا الَّذي أخرَجَكَ ؟
قالَ : الطَّلَبُ بِدَمِ عُثمانَ .
قالَ عَلِيٌّ : قَتَلَ اللّهُ أولانا بِدَمِ عُثمانَ ، أما سَمِعتَ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله يَقولُ : «اللّهُمَّ ! والِ مَن والاهُ ، وعادِ مَن عاداهُ» ؟ وأنتَ أوَّلُ مَن بايَعَني ثُمَّ نَكَثتَ ، وقَد قالَ اللّهُ عَزَّ وجَلَّ : «فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ»۱۲ .

۲۲۱۲.الإمامة والسياسةـ في ذِكرِ مادارَ بَينَ الإِمامِ عليه السلام وَطَلحَةَ مِنَ الكَلامِ ـ: قالَ طَلحَةُ : اِعتَزِل هذَا الأَمرَ ، ونَجعَلُهُ شورى بَينَ المُسلِمينَ ، فَإِن رَضوا بِكَ دَخَلتُ فيما دَخَلَ فيهِ النّاسُ ، وإن رَضوا غَيرَكَ كُنتَ رَجُلاً مِنَ المُسلِمينَ .
قالَ عَلِيٌّ : أوَلَم تُبايِعني يا أبا مُحَمَّدٍ طائِعا غَيرَ مُكرَهٍ ؟ فَما كُنتُ لِأَترُكَ بَيعَتي .
قالَ طَلحَةُ : بايَعتُكَ وَالسَّيفُ في عُنُقي .
قالَ : أ لَم تَعلَم أنّي ما أكرَهتُ أحَدا عَلَى البَيعَةِ ؟ ولَو كُنتُ مُكرِها أحَدا لَأَكرَهتُ سَعدا ، وَابنَ عُمَرَ ، ومُحَمَّدَ بنَ مَسلَمَةَ ؛ أبَوُا البَيعَةَ وَاعتَزَلوا ، فَتَرَكتُهُم .
قالَ طَلحَةُ : كُنّا فِي الشّورى سِتَّةٌ ، فَماتَ اثنانِ وقَد كَرِهناكَ ، ونَحنُ ثَلاثَةٌ .

1.الفتح : ۱۰ .

2.مروج الذهب : ج۲ ص۳۷۳ وراجع المستدرك على الصحيحين: ج۳ ص۴۱۹ ح۵۵۹۴ والمناقب للخوارزمي : ص۱۸۲ ح۲۲۱ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج3
    المساعدون :
    الطباطبائي، السيد محمد كاظم؛ الطباطبائي نجاد، السيد محمود
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الثانية
عدد المشاهدين : 149116
الصفحه من 670
طباعه  ارسل الي