قالَ عَلِيٌّ : إنَّما كانَ لَكُما ألّا تَرضَيا قَبلَ الرِّضى وقَبلَ البَيعَةِ ، وأمَّا الآنَ فَلَيس لَكُما غَيرُ ما رَضيتُما بِهِ ، إلّا أن تَخرُجا مِمّا بويِعتُ عَلَيهِ بِحَدَثٍ ، فَإِن كُنتُ أحدَثتُ حَدَثا فَسَمّوهُ لي ! وأخرَجتُم اُمَّكُم عائِشَةَ ، وتَرَكتُم نِساءَكُم ، فَهذا أعظَمُ الحَدَثِ مِنكُم ، أرِضىً هذا لِرَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله أن تَهتِكوا سِترا ضَرَبَهُ عَلَيها ، وتُخرِجوها مِنهُ ؟ !
فَقالَ طَلحَةُ : إنَّما جاءَت لِلإِصلاحِ .
قالَ عَلِيٌّ عليه السلام : هِيَ ـ لَعَمرُ اللّهِ ـ إلى مَن يُصلِحُ لَها أمرَها أحوَجُ . أيُّهَا الشَّيخُ! اِقبَلِ النُّصحَ وَارضَ بِالتَّوبَةِ مَعَ العارِ ، قَبلَ أن يَكونَ العارُ وَالنّارُ ۱ .
8 / 10
فَشَلُ آخِرِ الجُهودِ
۲۲۱۳.الجمل :قالَ ابنُ عَبّاسٍ : قُلتُ [لِأَميرِ المُؤمِنينَ عليه السلام ] : ما تَنتَظِرُ ؟ وَاللّهِ ، ما يُعطيكَ القَومُ إلَا السَّيفَ ، فَاحمِل عَلَيهِم قَبلَ أن يَحمِلوا عَلَيكَ .
فَقالَ : نَستَظهِرُ بِاللّهِ عَلَيهِم .
قالَ ابنُ عَبّاسٍ : فَوَاللّهِ ، ما رُمتُ مِن مَكاني حَتّى طَلَعَ عَلَيَّ نُشّابُهُم كَأَنَّهُ جَرادٌ مُنتَشِرٌ ، فَقُلتُ : أما تَرى يا أميرَ المُؤمِنينَ إلى ما يَصنَعُ القَومُ ؟ مُرنا نَدفَعهُم !
فَقالَ : حَتّى اُعذِرَ إلَيهِم ثانِيَةً . ثُمَّ قالَ : مَن يَأخُذُ هذَا المُصحَفَ فَيَدعوهُم إلَيهِ وهُوَ مَقتولٌ وأنَا ضامِنٌ لَهُ عَلَى اللّهِ الجَنَّةَ ؟
فَلَم يَقُم أحَدٌ إلّا غُلامٌ عَلَيه قَباءٌ أبيَضُ ، حَدَثُ السِّنِّ مِن عَبدِ القَيسِ يُقالُ لَهُ مُسلِمٌ كَأَنّي أراهُ ، فقَالَ : أنَا أعرِضُهُ عَلَيهِم يا أميرَ المُؤمِنينَ ، وقَدِ احتَسَبتُ نَفسي عِندَ اللّهِ تَعالى .