147
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج3

الفِتنَةِ . ثُمَّ قالَ لَهُ : أعطِني يَدَكَ عَلى ما سَمِعتَ ، فَمَدَّ إلَيهِ يَدَهُ ، فَقالَ لَهُ عَمّارٌ : غَلَبَ اللّهُ مَن غالَبَهُ وجاهَدَهُ . ثُمَّ جَذَبَهُ فَنَزَلَ عَنِ المِنبَرِ ۱ .

۲۱۵۴.تاريخ الطبري عن محمّد وطلحة :قامَ الحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ فَقالَ : يا أيُّهَا النّاسُ !أجيبوا دَعوَةَ أميرِكُم ، وسيروا إلى إخوانِكُم ؛ فَإِنَّهُ سَيوجَدُ لِهذَا الأَمرِ مَن يَنفِرُ إلَيهِ ، وَاللّهِ لَأَن يَلِيَهُ اُولُو النُّهى أمثَلُ فِي العاجِلَةِ ، وخَيرٌ فِي العاقِبَةِ ، فَأَجيبوا دَعوَتَنا وأعينونا عَلى مَا ابتُلينا وَابتُليتُم .
فَسامَحَ النّاسُ وأجابوا ورَضوا بِهِ . وأتى قَومٌ مِن طَيِّى ءٍ عَدِيّا فَقالوا : ماذا تَرى وما تَأمُرُ ؟ فَقالَ : نَنتَظِرُ ما يَصنَعُ النّاسُ . فَاُخبِرَ بِقِيامِ الحَسَنِ وكَلامِ مَن تَكَلَّمَ فَقالَ : قَد بايَعنا هذَا الرَّجُلَ ، وقَد دَعانا إلى جَميلٍ ، وإلى هذَا الحَدَثِ العَظيمِ لِنَنظُرَ فيهِ ، ونَحنُ سائِرونَ وناظِرونَ .
وقامَ هِندُ بنُ عَمروٍ فَقالَ : إنَّ أميرَ المُؤمِنينَ قَد دَعانا ، وأرسَلَ الَينا رُسُلَهُ حَتّى جاءَنَا ابنُهُ ، فَاسمَعوا إلى قَولِهِ ، وَانتَهوا إلى أمرِهِ ، وَانفِروا إلى أميرِكُم ، فَانظُروا مَعَهُ في هذَا الأَمرِ ، وأعينوهُ بِرَأيِكُم .
وقامَ حُجرُ بنُ عَدِيٍّ فَقالَ : أيُّهَا النّاسُ ! أجيبوا أميرَ المُؤمِنينَ ، وَانفِروا خِفافا وثِقالاً ، مُرّوا؛ أنَا أوَّلُكُم ۲ .

5 / 5

إشخاصُ الأَشتَرِ لِمُواجَهَةِ فِتنَةِ أبي موسى

كان الإمام بحاجة إلى وجود جيش الكوفة إلى جانب سائر الجيش للتصدّى ¨

1.شرح نهج البلاغة : ج۱۴ ص۱۴ ؛ الدرجات الرفيعة : ص۲۶۵ وراجع الأخبار الطوال : ص۱۴۵ والجمل : ص۲۴۷ .

2.تاريخ الطبري : ج۴ ص۴۸۵ ، الكامل في التاريخ : ج۲ ص۳۲۸ و ۳۲۹ نحوه .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج3
146

أمّا بَعدُ ؛ يا أهلَ الكوفَةِ ! إن تُطيعُوا اللّهَ بادِيا ، وتُطيعوني ثانِيا تَكونوا جُرثومَةً مِن جَراثيمِ العَرَبِ ، يَأوي إلَيكُمُ المُضطَرُّ ، ويَأمَنُ فيكُمُ الخائِفُ ، إنَّ عَلِيّا إنَّما يَستَنفِرُكُم لِجِهادِ اُمِّكُم عائِشَةَ وطَلحَةَ وَالزُّبَيرِ حَوارِيِّ رَسولِ اللّهِ ومَن مَعَهُم مِنَ المُسلِمينَ ، وأنَا أعلَمُ بِهذِهِ الفِتَنِ ؛ إنَّها إذا أقبَلَت شَبَّهَت ، وإذا أدبَرَت أسفَرَت . إنّي أخافُ عَلَيكُم أن يَلتَقِيَ غارانِ مِنكُم فَيَقتَتِلا ، ثُمَّ يُترَكا كَالأَحلاسِ ۱ المُلقاةِ بِنَجوَةٍ ۲ مِنَ الأَرضِ ، ثُمَّ يَبقى رِجرِجَةٌ ۳ مِنَ النّاسِ لا يَأمُرونَ بِالمَعروفِ ولا يَنهَون عَن مُنكَرٍ ، إنَّها قَد جاءَتكُم فِتنَةٌ كافِرَةٌ لا يُدرى مِن أينَ تُؤتى ! تَترُكُ الحَليمَ حَيرانَ ! كَأَنّي أسمَعُ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله بِالأَمسِ يَذكُرُ الفِتَنَ فَيَقولُ : «أنتَ فيها نائِما خَيرٌ مِنكَ قاعِداً ، وأَنتَ فيها جالِسا خَيرٌ مِنكَ قائِما ، وأنتَ فيها قائِما خَيرٌ مِنكَ ساعِيا» . فَثَلِّموا سُيوفَكُم ، وقَصِّفوا رِماحَكُم ، وَأنصِلوا سِهامَكُم ، وقَطِّعوا أوتارَكُم ، وخَلّوا قُرَيشا تَرتُق فَتقَها وتَرأَب صَدعَها ؛ فَإِن فَعَلَت فَلِأَنفُسِها ما فَعَلَت ، وإن أبَت فَعَلى أنفُسِها ما جَنَت ، سَمنُها في أديمِها ، اِستَنصِحوني ولا تَستَغِشّوني ، وأطيعوني ولا تَعصوني ، يَتَبَيَّن لَكُم رُشدُكُم ، ويَصلى هذِهِ الفِتنَةَ مَن جَناها .
فَقامَ إلَيهِ عَمّارُ بنُ ياسِرٍ ، فَقالَ : أنتَ سَمِعتَ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله يَقولُ ذلِكَ ؟ قالَ : نَعَم ، هذِهِ يَدي بِما قُلتُ ، فَقالَ : إن كُنتَ صادِقا فَإِنَّما عَناك بِذلِكَ وَحدَكَ ، واتَّخَذَ عَلَيكَ الحُجَّةَ ، فَالزَمَ بَيتَكَ ولا تَدخُلَنَّ فِي الفِتنَةِ ، أما إنّي أَشهَدُ أنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله أمَرَ عَلِيّا بِقِتالِ النّاكِثينَ ، وسَمّى لَهُ فيهِم مَن سَمّى ، وأمَرَهُ بِقِتالِ القاسِطينَ ، وإن شِئتَ لَاُقيمَنَّ لَكَ شُهودا يَشهَدونَ أنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله إنَّما نَهاكَ وَحدَكَ ، وحَذَّرَكَ مِنَ الدُّخولِ فِى ¨

1.الأحلاس : جمع حِلْس ؛ وهو الكساء الذي يلي ظهر البعير تحت القَتَب (النهاية : ج۱ ص۴۲۳) .

2.النجوة : ما ارتفع من الأرض (النهاية : ج۵ ص۲۶) .

3.الرِّجْرِجة ـ في الأصل ـ : بقيّة الماء الكَدِرة في الحوض المختلطة بالطين ، فلا ينتفع بها . والمراد هنا : رُذالة الناس ورَعاعَهم الذين لاعقول لهم (اُنظر النهاية : ج۲ ص۱۹۸) .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج3
    المساعدون :
    الطباطبائي، السيد محمد كاظم؛ الطباطبائي نجاد، السيد محمود
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الثانية
عدد المشاهدين : 149205
الصفحه من 670
طباعه  ارسل الي