101
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج3

۲۱۰۱.الإمام عليّ عليه السلامـ لَمّا قالَ طَلحَةُ وَالزُّبَيرُ لَهُ عليه السلام : نُبايِعُكَ عَلى أنّا شُرَكاؤُكَ في هذَا الأَمرِ ، قالَ ـ: لا ولكِنَّكُما شَريكانِ فِي القُوَّةِ وَالاِستِعانَةِ ، وعَونانِ عَلَى العَجزِ وَالأَوَدِ ۱ .

۲۱۰۲.تاريخ اليعقوبي :أتاهُ طَلحَةُ وَالزُّبَيرُ فَقالا : إنَّهُ قَد نالَتنا بَعدَ رَسولِ اللّهِ جَفوةٌ ۲ ، فَأَشرِكنا في أمرِكَ !
فَقالَ : أنتُما شَريكايَ فِي القُوَّةِ وَالاِستِقامَةِ ، وعَونايَ عَلَى العَجزِ وَالأَوَدِ ۳ .

راجع : ص 31 (دوافع البغاة في قتال الإمام) .

3 / 3

إظهارُ الشَّكاةِ

۲۱۰۳.الإمامة والسياسة :كانَ الزُّبَيرُ لا يَشُكُّ فِي وِلايَةِ العِراقِ ، وطَلحَةُ فِي اليَمَنِ ، فَلَمّا استَبانَ لَهُما أنَّ عَلِيّا غَيرُ مُوَلّيهِما شَيئا ، أظهَرا الشَّكاةَ ؛ فَتَكَلَّمَ الزُّبَيرُ في مَلَاءٍ مِن قُرَيشٍ ، فَقالَ : هذا جَزاؤُنا مِن عِلِيٍّ ! قُمنا لَهُ في أمرِ عُثمانَ ، حَتّى أثبَتنا عَلَيهِ الذَّنبَ ، وسَبَّبنا لَهُ القَتلَ ، وهُوَ جالِسٌ في بَيتِهِ وكُفِيَ الأَمرَ . فَلمّا نالَ بِنا ما أرادَ ، جَعَلَ دونَنا غَيرَنا .
فَقالَ طَلحَةُ : مَا اللَّومُ إلّا أنّا كُنّا ثَلاثَةً مِن أهلِ الشّورى ، كَرِهَهُ أحَدُنا وبايَعناهُ ، وأَعطَيناهُ ما في أيدينا ، ومَنَعَنا ما في يَدِهِ ؛ فَأَصبَحنا قَد أخطَأنا ما رَجَونا .
قالَ : فَانتَهى قَولُهُما إلى عَلِيٍّ ، فَدَعا عَبدَ اللّهِ بنَ عَبّاسٍ وكانَ استَوزَرَهُ ، فَقالَ لَهُ : بَلَغَكَ قَولُ هذَينِ الرَّجُلَينِ ؟ قالَ : نَعَم ، بَلَغَني قَولُهُما . قالَ : فَما تَرى ؟ قالَ : أرى أنَّهُما أحَبَّا الوِلايَةَ ؛ فَوَلِّ البَصرَةَ الزُّبَيرَ ، ووَلِّ طَلحَةَ الكوفَةَ ؛ فَإِنَّهما لَيسا بِأَقربَ إلَيكَ مِنَ الوَليدِ وَابنِ عامِرٍ مِن عُثمانَ . فَضَحِكَ عَلِيٌّ ، ثُمَّ قالَ : وَيحَكَ ، إنّ العِراقَينِ بِهِمَا الرِّجال

1.نهج البلاغة : الحكمة ۲۰۲ ، خصائص الأئمّة عليهم السلام : ص۱۱۴ ، بحار الأنوار : ج۳۲ ص۴۸ ح۳۱ .

2.الجَفاء : ترك الصلة والبرّ (لسان العرب : ج۱۴ ص۱۴۸) .

3.تاريخ اليعقوبي : ج۲ ص۱۷۹ .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج3
100

النّاسَ إلى ذلِكَ ، وَليَكُن مِنكُمَا الجِدُّ والتَّشميرُ ، أظفَرَكُمَا اللّهُ ، وخَذَلَ مُناوِئَكُما ! !
فَلَمّا وَصَلَ هذَا الكِتابُ إلَى الزُّبَيرِ سُرَّ بِهِ ، وأَعلَمَ بِهِ طَلحَةَ وأَقرَأَهُ إيّاهُ ، فَلَم يَشُكّا في النُّصحِ لَهُما مِن قِبَلِ مُعاوِيَةَ ، وأَجمَعا عِندَ ذلِكَ عَلى خِلافِ عَلِيٍّ عليه السلام ۱ .

۲۰۹۹.الإمام عليّ عليه السلامـ مِن خُطبَةٍ لَهُ قَبلَ حَربِ الجَمَلِ في شَأنِ طَلحَةَ وَالزُّبَيرِ ـ: ويا عَجَبا لِاستِقامَتِهِما لِأَبي بَكرٍ وعُمَرَ وبَغيِهِما عَلَيَّ ! وهُما يَعلَمانِ أنّي لَستُ دونَ أحَدِهِما ، ولَو شِئتُ أن أقولَ لَقُلتُ . ولَقَد كانَ مُعاوِيَةُ كَتَبَ إلَيهِما مِنَ الشّامِ كِتابا يَخدَعُهُما فيهِ ، فَكَتَماهُ عَنّي ، وخَرَجا يوهِمانِ الطَّغامَ ۲ أنَّهُما يَطلُبانِ بِدَمِ عُثمانَ ۳ .

3 / 2

بَدءُ الخِلافِ

۲۱۰۰.الإمامة والسياسة :ذَكَروا أنَّ الزُّبَيرَ وطَلحَةَ أتَيا عَلِيّا ـ بَعدَ فَراغِ البَيعَةِ ـفَقالا : هَل تَدري عَلى ما بايعَناكَ يا أميرَ المُؤمِنينَ ؟
قالَ عَلِيٌّ : نَعَم ، عَلَى السَّمِع وَالطّاعَةِ ، وعَلى ما بايَعتُم عَلَيهِ أبا بَكرٍ وعُمَرَ وعُثمانَ .
فَقالا : لا ، ولكِنّا بايَعناكَ عَلى أنّا شَريكاكَ فِي الأَمرِ .
قالَ عَلِيٌّ : لا ، ولكِنَّكُما شَريكانِ فِي القَولِ وَالاِستِقامَةِ وَالعَونِ عَلَى العَجزِ وَالأَوَدِ ۴۵ .

1.شرح نهج البلاغة : ج۱ ص۲۳۱ .

2.الطَّغام : من لا عقل له ولا معرفة . وقيل : هم أوغاد الناس وأراذلهم (النهاية : ج۳ ص۱۲۸) .

3.الجمل : ص۲۶۸ ، بحار الأنوار : ج۳۲ ص۶۳ ؛ شرح نهج البلاغة : ج۱ ص۳۱۰ عن زيد بن صوحان .

4.في المصدر : «والأولاد» وهو تصحيف ، والصحيح ما أثبتناه . والأود : العِوَج (النهاية : ج۱ ص۷۹) .

5.الإمامة والسياسة : ج۱ ص۷۰ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج3
    المساعدون :
    الطباطبائي، السيد محمد كاظم؛ الطباطبائي نجاد، السيد محمود
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الثانية
عدد المشاهدين : 149073
الصفحه من 670
طباعه  ارسل الي