49
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج2

1 / 12

اِستِنصارُ الإِمامِ المُهاجِرينَ وَالأَنصارَ

۹۷۲.الإمامة والسياسة :خَرَجَ عَلِيٌّ كَرّمَ اللّهُ وَجهَهُ يَحمِلُ فاطِمَةَ بِنتِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله عَلى دابَّةٍ لَيلاً في مَجالِسِ الأَنصارِ ؛ تَسأَلُهُمُ النُّصرَةَ ، فَكانوا يَقولونَ : يا بِنتَ رَسولَ اللّهِ ، قَد مَضَت بَيعَتُنا لِهذَا الرَّجُلِ ، ولَو أنَّ زَوجَكِ وَابنَ عَمِّكِ سَبَقَ إلَينا قَبلَ أبي بَكرٍ ما عَدَلنا بِهِ !
فَيَقولُ عَلِيّ كَرَّمَ اللّهُ وَجهَهُ : أفَكُنتُ أدَعُ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله في بَيتِهِ لَم أدفِنهُ ، وأخرُجُ اُنازِعُ النّاسَ سُلطانَهُ ؟ !
فَقالَت فاطِمَةُ : ما صَنَعَ أبُو الحَسَنِ إلّا ما كانَ يَنبَغي لَهُ ، ولَقَدَ صَنَعوا مَا اللّهُ حَسيبُهُم وطالِبُهُم ۱ .

۹۷۳.كتاب سليم بن قيس :قالَ سَلمانُ : فَلَمّا أن كانَ اللَّيلُ حَمَلَ عَلِيٌّ عليه السلام فاطِمَةَ عليهاالسلامعَلى حِمارٍ ، وأخَذَ بِيَدَيِ ابنَيهِ الحَسَنِ والحُسَينِ عليهماالسلام ، فَلَم يَدَع أحَدا مِن أهلِ بَدرٍ مِنَ المُهاجِرينَ ولا مِنَ الأَنصارِ إلّا أتاهُ في مَنزِلِهِ ، فَذَكَّرَهُم حَقَّهُ ، ودَعاهُم إلى نُصرَتِهِ ، فَمَا استَجابَ لَهُ مِنهُم إلّا أربَعَةٌ وأربَعون رَجُلاً . فَأَمَرَهُم أن يُصبِحوا بُكرَةً مُحَلِّقينَ رُؤوسَهُم مَعَهُم سِلاحُهُم لِيُبايِعوا عَلَى المَوتِ ، فَأَصبَحوا ، فَلَم يُوافِ مِنهُم أحَدٌ إلّا أربَعَةٌ .
فَقُلتُ لِسَلمانَ : مَنِ الأَربَعَةُ ؟ فَقالَ : أنَا وأبو ذَرٍّ وَالمِقدادُ وَالزُّبَيرُ بنُ العَوّامِ .
ثُمَّ أتاهُم عَلِيٌّ عليه السلام مِنَ اللَّيلَةِ المُقبِلَةِ ، فَناشَدَهُم ، فَقالوا : نُصبِحُكَ بُكرَةً ، فَما مِنهُم أحَدٌ أتاهُ غَيرُنا .

1.الإمامة والسياسة : ج۱ ص۲۹ ، شرح نهج البلاغة : ج۶ ص۱۳ عن الجوهري عن عبد اللّه بن عبد الرحمن عن الإمام الباقر عليه السلام نحوه .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج2
48

فَقالَ : سَأَلتَ ـ يا أخا بَني دودانَ ـ ولَكَ حَقُّ المَسأَلَةِ ، وذِمام الصَّهرِ ، وإنَّكَ لَقَلِقُ الوَضينِ ۱ ، تُرسِلُ عَن ذي مَسَدٍ ۲ ، إنَّها إمرَةٌ شَحَّت عَلَيها نُفوسُ قَومٍ ، وسَخَت عَنها نُفوسُ آخَرينَ ، ونِعمَ الحَكَمُ اللّهُ .
فَدَع عَنكَ نَهبا صيحَ في حَجَراتِهِ ۳ .

۹۷۱.الإمام عليّ عليه السلامـ لِبَعضِ أصحابِهِ وقَد سَأَلَهُ : كَيفَ دَفَعَكُم قَومُكُم عَن هذَا المَقامِ وأنتمُ أحَقُّ بِهِ ؟ ـ: يا أخا بَني أسَدٍ ، إنَّكَ لَقَلِقُ الوَضينِ ، تُرسِلُ في غَيرِ سَدَدٍ ، ولَكَ بَعدُ ذِمامَةُ الصِّهرِ ، وحَقُّ المَسأَلَةِ ، وقَدِ استَعلَمتَ فَاعلَم :
أمَّا الِاستِبدادُ عَلَينا بِهذَا المَقامِ ـ ونَحنُ الأَعلَونَ نَسَبا وَالأَشَدّونَ بِرَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله نَوطا ـ فَإِنَّها كانَت أثَرَةً ، شَحَّت عَلَيها نُفوسُ قَومٍ ، وسَخَت عَنها نُفوسُ آخَرينَ ، وَالحَكَمُ اللّهُ ، وَالمَعوَدُ إلَيهِ القيامَةُ .


وَدَع عَنكَ نَهبا صيحَ في حَجَراتِهِ
ولكِن حَديثا ما حَديثَ الرَّواحِلِ۴.۵

راجع : ج 3 ص 335 (حرب الدعاية) .

1.الوَضِين : بِطانٌ منسوج بعضه على بعض ؛ يُشدّ به الرّحل على البعير كالحزام للسرج . أراد أنّه سريع الحركة ، يصفه بالخفّة وقلّة الثبات كالحزام إذا كان رخواً (النهاية : ج۵ ص۱۹۹) .

2.كذا في المصدر ، وفي نهج البلاغة : الخطبة ۱۶۲ «تُرسل في غير سَدَد» وهو المناسب للسياق .

3.الأمالي للصدوق: ص۷۱۶ ح۹۸۶ عن أبي الأحوص المصري عن جماعة من أهل العلم عن الإمام الصادق عن أبيه عليهماالسلام ، علل الشرائع: ص۱۴۶ ح۲ عن أبي الأحوص عمّن حدّثه عن آبائه عن الإمام الحسن عليه السلام ، الإرشاد : ج۱ ص۲۹۴ ، الفصول المختارة : ص۷۷ ، نثر الدرّ : ج۱ ص۲۸۷ ، المسترشد : ص۳۷۱ ح۱۲۲ والأربعة الأخيرة من دون إسنادٍ إليه عليه السلام وكلّها نحوه .

4.البيت لامرئ القيس بن حجر الكندي ، وروي أنّ أمير المؤمنين عليه السلام لم يستشهد إلّا بصدره فقط وأتمّه الرواة (شرح نهج البلاغة : ج۹ ص۲۴۳) .

5.نهج البلاغة : الخطبة ۱۶۲ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج2
    المساعدون :
    الطباطبائي، السيد محمد كاظم؛ الطباطبائي نجاد، السيد محمود
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الثانية
عدد المشاهدين : 167276
الصفحه من 600
طباعه  ارسل الي