415
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج2

حَوائِجِهِ ، وإن أخَذَ هَدِيَّةً كانَ غُلولاً ۱ ، وإن أخَذَ رَشوَةً فَهُوَ مُشرِكٌ ۲ .

۱۴۱۴.أخبار القُضاة عن عليّ بن ربيعة :إنَّ عَلِيّا اِستَعمَلَ رَجُلاً مِن بَني أسَدٍ يُقالُ لَهُ : ضُبَيعَةُ بنُ زُهَيرٍ ، فَلَمّا قَضى عَمَلَهُ أتى عَلِيّا بِجِرابٍ فيهِ مالٌ ، فَقالَ : يا أميرَ المُؤمِنينَ ، إنَّ قَوما كانوا يُهدونَ لي حَتَّى اجتَمَعَ مِنهُ مالٌ فَهاهُوَ ذا ، فَإِن كانَ لي حَلالاً أكَلتُهُ ، وإن كانَ غَيرَ ذاكَ فَقَد أتَيتُكَ بِهِ . فَقالَ عَلِيٌّ : لَو أمسَكتَهُ لَكانَ غُلولاً . فَقَبَضَهُ مِنهُ وجَعَلَهُ في بَيتِ المالِ ۳ .

۱۴۱۵.الإمام عليّ عليه السلامـ في خُطبَةٍ ذَكَرَ فيها تَعامُلَهُ مَعَ عَقيلٍ عِندَما طَلَبَ مِن بَيتِ المالِ ، ثُمَّ قالَ ـ: وأعجَبُ مِن ذلِكَ طارِقٌ طَرَقَنا بِمَلفوفَةٍ في وِعائِها ، ومَعجونَةٍ شَنِئتُها ، كَأَنـَّما عُجِنَت بِريقِ حَيَّةٍ أو قَيئِها ، فَقُلتُ : أ صِلَةٌ ، أم زَكاةٌ ، أم صَدَقَةٌ ؟ فَذلِكَ مُحَرَّمٌ عَلَينا أهلَ البَيتِ ! فَقالَ : لا ذا ولا ذاكَ ، ولكِنَّها هَدِيَّةٌ ، فَقلُتُ : هَبِلَتكَ الهَبولُ ! ۴ أ عَن دينِ اللّهِ أتَيتَني لِتَخدَعَني ؟ أ مُختَبِطٌ أنتَ أم ذو جِنَّةٍ ، أم تَهجُرُ ؟
وَاللّهِ لَو اُعطيتُ الأَقاليمَ السَّبعَةَ بِما تَحتَ أفلاكِها ، عَلى أن أعصِيَ اللّهَ في نَملَةٍ أسلُبُها جُلبَ شَعيرَةٍ ما فَعَلتُهُ ، وإنَّ دُنياكُم عِندي لَأَهوَنُ مِن وَرَقَةٍ في فَمِ جَرادَةٍ تَقضَمُها . ما لِعَلِيٍّ ولِنَعيمٍ يَفنى ، وَلَذَّةٍ لا تَبقى ! نَعوذُ بِاللّهِ مِن سُباتِ العَقل ، وقُبحِ الزَّلَلِ ، وبِهِ نَستَعينُ ۵ .

1.الغُلول : الخيانة في المغنم ، والسرقة من الغنيمة قبل القسمة ، وكلّ من خان في شيء خفية فقد غلّ (النهاية : ج۳ ص۳۸۰) .

2.ثواب الأعمال : ص۳۱۰ ح۱ عن الأصبغ ، بحار الأنوار : ج۷۲ ص۳۴۵ ح۴۲ .

3.أخبار القضاة : ج۱ ص۵۹ .

4.أي ثكلتْك الثكول؛ وهي من النساء الَّتي لا يبقى لها ولد (النهاية : ج۵ ص۲۴۰) .

5.نهج البلاغة : الخطبة ۲۲۴ ، بحار الأنوار : ج۴۱ ص۱۶۲ ح۵۷ .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج2
414

وطُف بِهِ إلَى الأَسواقِ ، فَمَن أتى عَلَيهِ بِشاهِدٍ فَحَلِّفهُ مَعَ شاهِدِهِ ، وَادفَع إلَيهِ مِن مَكسَبِهِ ما شُهِدَ بِهِ عَلَيهِ ، وَمُر بِهِ إلَى السِّجنِ مُهانا مَقبوحا مَنبوحا ۱ ، وَاحزِم رِجلَيهِ بِحِزامٍ ، وأخرِجهُ وَقتَ الصَّلاةِ ، ولا تَحُل بَينَهُ وبَينَ مَن يَأتيهِ بِمَطعَمٍ أو مَشرَبٍ أو مَلبَسٍ أو مَفرَشٍ ، ولا تَدَع أحَدا يَدخُلُ إلَيهِ مِمَّن يُلَقِّنُهُ اللَّدَدَ ۲ ويُرَجّيهِ الخُلوصَ .
فَإِن صَحَّ عِندَكَ أنَّ أحَدا لَقَّنَهُ ما يَضُرُّ بِهِ مُسلِما ، فَاضرِبهُ بِالدِّرَّةِ ، فَاحبِسهُ حَتّى يَتوبَ ، وَمُر بِإِخراجِ أهلِ السِّجنِ فِي اللَّيلِ إلى صَحنِ السِّجنِ لِيَتَفَرَّجوا غَيرَ ابنِ هَرمَةَ إلّا أن تَخافَ مَوتَهُ فَتُخرِجَهُ مَعَ أهلِ السِّجنِ إلَى الصَّحنِ ، فَإنِ رَأَيتَ بِهِ طاقَةً أوِ استِطاعَةً فَاضرِبهُ بَعدَ ثَلاثينَ يَوما خَمسَةً وثَلاثينَ سَوطا بَعدَ الخَمسَةِ وَالثَّلاثينَ الاُولى ، وَاكتُب إلَيَّ بِما فَعَلتَ فِي السّوقِ ، ومَنِ اختَرتَ بَعدَ الخائِنِ ، وَاقطَع عَنِ الخائِنِ رِزقَهُ ۳ .

۱۴۱۲.عنه عليه السلامـ مِن عَهدِهِ إلى مالِكٍ الأَشتَرِ في مُراقَبَةِ العُمّالِ ـ: فَإِن أحَدٌ مِنهُم بَسَطَ يَدَهُ إلى خِيانَةٍ اجتَمَعَت بِها أخبارُ عُيونِكَ ، اكتَفَيتَ بِذلِكَ شاهِدا ، فَبَسَطتَ عَلَيهِ العُقوبَةَ في بَدَنِهِ ، وأخَذتَهُ بِما أصابَ مِن عَمَلِهِ ، ثُمَّ نَصَبتَهُ بِمَقامِ المَذَلَّةِ ، ووَسَمتَهُ بِالخِيانَةِ ، وقَلَّدتَهُ عارَ التُّهَمَةِ ۴ .

3 / 14

نَهيُ العُمّالِ عَن أخذِ الهَدِيَّةِ

۱۴۱۳.الإمام عليّ عليه السلام :أيُّما والٍ اِحتَجَبَ عَن حَوائِجِ النّاسِ ، احتَجَبَ اللّهُ عَنهُ يَومَ القِيامَةِ وعَن

1.المنبوح : المشتوم . يقال : نبحتني كلابُك : أي لحقتني شتائمك (النهاية : ج۵ ص۵) .

2.اللَّدَد : الخصومة الشديدة (لسان العرب : ج۳ ص۳۹۱) .

3.دعائم الإسلام : ج۲ ص۵۳۲ ح۱۸۹۲ .

4.نهج البلاغة : الكتاب ۵۳ ، تحف العقول : ص۱۳۷ ، دعائم الإسلام : ج۱ ص۳۶۱ نحوه .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج2
    المساعدون :
    الطباطبائي، السيد محمد كاظم؛ الطباطبائي نجاد، السيد محمود
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الثانية
عدد المشاهدين : 167401
الصفحه من 600
طباعه  ارسل الي