وطُف بِهِ إلَى الأَسواقِ ، فَمَن أتى عَلَيهِ بِشاهِدٍ فَحَلِّفهُ مَعَ شاهِدِهِ ، وَادفَع إلَيهِ مِن مَكسَبِهِ ما شُهِدَ بِهِ عَلَيهِ ، وَمُر بِهِ إلَى السِّجنِ مُهانا مَقبوحا مَنبوحا ۱ ، وَاحزِم رِجلَيهِ بِحِزامٍ ، وأخرِجهُ وَقتَ الصَّلاةِ ، ولا تَحُل بَينَهُ وبَينَ مَن يَأتيهِ بِمَطعَمٍ أو مَشرَبٍ أو مَلبَسٍ أو مَفرَشٍ ، ولا تَدَع أحَدا يَدخُلُ إلَيهِ مِمَّن يُلَقِّنُهُ اللَّدَدَ ۲ ويُرَجّيهِ الخُلوصَ .
فَإِن صَحَّ عِندَكَ أنَّ أحَدا لَقَّنَهُ ما يَضُرُّ بِهِ مُسلِما ، فَاضرِبهُ بِالدِّرَّةِ ، فَاحبِسهُ حَتّى يَتوبَ ، وَمُر بِإِخراجِ أهلِ السِّجنِ فِي اللَّيلِ إلى صَحنِ السِّجنِ لِيَتَفَرَّجوا غَيرَ ابنِ هَرمَةَ إلّا أن تَخافَ مَوتَهُ فَتُخرِجَهُ مَعَ أهلِ السِّجنِ إلَى الصَّحنِ ، فَإنِ رَأَيتَ بِهِ طاقَةً أوِ استِطاعَةً فَاضرِبهُ بَعدَ ثَلاثينَ يَوما خَمسَةً وثَلاثينَ سَوطا بَعدَ الخَمسَةِ وَالثَّلاثينَ الاُولى ، وَاكتُب إلَيَّ بِما فَعَلتَ فِي السّوقِ ، ومَنِ اختَرتَ بَعدَ الخائِنِ ، وَاقطَع عَنِ الخائِنِ رِزقَهُ ۳ .
۱۴۱۲.عنه عليه السلامـ مِن عَهدِهِ إلى مالِكٍ الأَشتَرِ في مُراقَبَةِ العُمّالِ ـ: فَإِن أحَدٌ مِنهُم بَسَطَ يَدَهُ إلى خِيانَةٍ اجتَمَعَت بِها أخبارُ عُيونِكَ ، اكتَفَيتَ بِذلِكَ شاهِدا ، فَبَسَطتَ عَلَيهِ العُقوبَةَ في بَدَنِهِ ، وأخَذتَهُ بِما أصابَ مِن عَمَلِهِ ، ثُمَّ نَصَبتَهُ بِمَقامِ المَذَلَّةِ ، ووَسَمتَهُ بِالخِيانَةِ ، وقَلَّدتَهُ عارَ التُّهَمَةِ ۴ .
3 / 14
نَهيُ العُمّالِ عَن أخذِ الهَدِيَّةِ
۱۴۱۳.الإمام عليّ عليه السلام :أيُّما والٍ اِحتَجَبَ عَن حَوائِجِ النّاسِ ، احتَجَبَ اللّهُ عَنهُ يَومَ القِيامَةِ وعَن
1.المنبوح : المشتوم . يقال : نبحتني كلابُك : أي لحقتني شتائمك (النهاية : ج۵ ص۵) .
2.اللَّدَد : الخصومة الشديدة (لسان العرب : ج۳ ص۳۹۱) .
3.دعائم الإسلام : ج۲ ص۵۳۲ ح۱۸۹۲ .
4.نهج البلاغة : الكتاب ۵۳ ، تحف العقول : ص۱۳۷ ، دعائم الإسلام : ج۱ ص۳۶۱ نحوه .