31
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج2

1 / 6

اِغتِيالُ سَعدِ بنِ عُبادَةَ

۹۴۴.أنساب الأشراف عن ابن جُعدُبة عن صالح بن كَيسان وعن أبي مِخنَف عن الكَلبي وغيرهما :إنَّ سَعدَ بنَ عُبادَةَ لَم يُبايِع أبا بَكرٍ ، وخَرَجَ إلَى الشّامِ . فَبَعَثَ عُمَرُ رَجُلاً وقالَ : اُدعُهُ إلَى البَيعَةِ وَاختِل لَهُ ، وإن أبى فَاستَعِن بِاللّهِ عَلَيهِ . فَقَدِمَ الرَّجُلُ الشّامَ ، فَوَجَدَ سَعدا في حائِطٍ ۱ بِحَوارين ، فَدَعاهُ إلَى البَيعَةِ ، فَقالَ : لا اُبايِعُ قُرَشِيّا أبَدا . قالَ : فَإِنّي اُقاتِلُكَ . قالَ : وإن قاتَلتَني . قالَ : أفَخارِجٌ أنتَ مِمّا دَخَلَت فيهِ الاُمَّةُ ؟ قالَ : أمّا مِنَ البَيعَةِ فَإِنّي خارِجٌ ، فَرَماهُ بِسَهمٍ فَقَتَلَهُ . ورُوِيَ أنَّ سَعدا رُمِيَ في حَمّامٍ . وقيلَ : كانَ جالِسا يَبولُ ، فَرَمَتهُ الجِنُّ فَقَتَلَتهُ . وقالَ قائِلُهُم :


قَتَلنا۲سَيِّدَ الخَز
رَجِ سَعدَ بنَ عُبادَه

رَمَيناهُ بِسَهمَي
ـنِ فَلَم تُخطِ فُؤادَه۳

۹۴۵.أنساب الأشرافـ في أحوالِ سَعدِ بنِ عُبادَةَ ـ: كانَ نَقيبا ، سَيِّدا ، جَوادا . وماتَ بِحَورانَ فُجأَةً لِسَنَةٍ مَضَت مِن خِلافَةِ عُمَرَ . ويُقالُ : إنَّهُ امتَنَعَ مِنَ البَيعَةِ لِأَبي بَكرٍ ، فَوَجَّهَ إلَيهِ رَجُلاً لِيَأخُذَ عَلَيهِ البَيعَةَ وهُوَ بِحَورانَ مِن أرضِ الشّامِ . فَأَباها ، فَرَماهُ فَقَتَلَهُ . وفيهِ يُروى هذَا الشِّعرُ الَّذي يَنتَحِلُهُ الجِنُّ :


قَتَلنا سَيِّدَ الخَز
رَجِ سَعدَ بنَ عُبادَهَ

رَمَيناهُ بِسَهمَي
ـنِ فَلَم نُخطِ فُؤادَه۴

1.الحائط : البستان من النخيل إذا كان عليه حائط وهو الجِدَار (النهاية : ج۱ ص۴۶۲) .

2.كذا في المصدر ، وفي الطبقات الكبرى : ج۳ ص۶۱۷ والمصنّف لعبد الرزّاق : ج۳ ص۵۹۷ ح۶۷۸۰ : «قد قتلنا» ، وفي الشطر الثاني : «ورميناه» ، ونحوه في الصراط المستقيم : ج۳ ص۱۰۹ .

3.أنساب الأشراف : ج۲ ص۲۷۲ وراجع سير أعلام النبلاء : ج۱ ص۲۷۶ وبحار الأنوار : ج۲۸ ص۳۶۷ .

4.أنساب الأشراف: ج۱ ص۲۹۱ وراجع المصنّف لعبد الرزّاق : ج۱۱ ص۴۳۴ ح۲۰۹۳۱ والمعجم الكبير : ج۶ ص۱۶ ح۵۳۶۰ والطبقات الكبرى : ج۷ ص۳۹۱ .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج2
30

أيضا ، ومُنافَسَةً لَهُ أن يَلِيَ الأَمرَ ، فَبايَعَتِ الأَوسُ كُلُّها لَمّا بايَعَ اُسَيدٌ ، وحُمِلَ سَعدُ بنُ عُبادَة وهُوَ مَريضٌ ، فَاُدخِلَ إلى مَنزِلِهِ ، فَامتَنَعَ مِنَ البَيعَةِ في ذلِكَ اليَومِ وفيما بَعدَهُ ، وأرادَ عُمَرُ أن يُكرِهَهُ عَلَيها ، فَاُشيرَ عَلَيهِ ألّا يَفعَلَ ، وأنَّهُ لا يُبايِعَ حَتّى يُقتَلَ ، وأنَّهُ لا يُقتَلُ حَتّى يُقتَلَ أهلُهُ ، ولا يُقتَلُ أهلُهُ حَتّى يُقتَلَ الخَزرَجُ ، وإن حورِبَتِ الخَزرَجُ كانَتِ الأَوسُ مَعَها ، وفَسَدَ الأَمرُ . فَتَرَكوهُ ، فَكانَ لا يُصَلّي بِصَلاتِهِم ولا يُجَمِّعُ بِجَماعَتِهِم ولا يَقضي بِقَضائِهِم ، ولَو وَجَدَ أعوانا لَضارَبَهُم .
فَلَم يَزَل كَذلِكَ حَتّى ماتَ أبو بَكرٍ ، ثُمَّ لَقِيَ عُمَرَ في خِلافَتِهِ وهُوَ عَلى فَرَسٍ وعُمَرُ عَلى بَعيرٍ ، فَقالَ لَهُ عُمَرُ : هَيهاتَ يا سَعدُ ! فَقالَ سَعدٌ : هَيهاتَ يا عُمَرُ ! فَقالَ : أنتَ صاحِبُ مَن أنتَ صاحِبُهُ ؟ قالَ : نَعَم ، أنَا ذاكَ . ثُمَّ قالَ لِعُمَرَ : وَاللّهِ ما جاوَرَني أحَدٌ هُوَ أبغَضُ إلَيَّ جِوارا مِنكَ ! قالَ عُمَرُ : فَإِنَّهُ مَن كَرِهَ جِوارَ رَجُلٍ اِنتَقَلَ عَنهُ ، فَقالَ سَعدٌ : إنّي لَأَرجو أن اُخَلِّيَها لَكَ عاجِلاً إلى جِوارِ مَن هُوَ أحَبُّ إلَيَّ جِوارا مِنكَ ومِن أصحابِكَ .
فَلَم يَلبَث سَعدٌ بَعدَ ذلِكَ إلّا قَليلاً حَتّى خَرَجَ إلَى الشّامِ ، فَماتَ بِحَورانَ ۱ ولَم يُبايِع لِأَحَدٍ ؛ لا لِأَبي بَكرٍ ، ولا لِعُمَرَ ، ولا لِغَيرِهِما ۲ .

۹۴۳.شرح نهج البلاغةـ في ذِكرِ قِصَّةِ السَّقيفَةِ ـ: ووَطِئَ النّاسُ فِراشَ سَعدٍ ، فَقيلَ : قَتَلتُم سَعدا ، فَقالَ عُمَرُ : قَتَلَ اللّهُ سَعدا ! فَوثَبَ رَجُلٌ مِنَ الأَنصارِ فَقالَ : أنَا جُذَيلُهَا المُحَكَّكُ وعُذَيقُهَا المُرَجَّبُ . فَاُخِذَ ووُطِئَ في بَطنِهِ ودَسّوا في فيهِ التُّرابَ ۳ .

1.حَوْران: كورة واسعة من أعمال دمشق من جهة القبلة، ذات قرى كثيرة ومزارع (معجم البلدان : ج۲ ص۳۱۷).

2.شرح نهج البلاغة : ج۶ ص۱۰ .

3.شرح نهج البلاغة: ج۶ ص۴۰ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج2
    المساعدون :
    الطباطبائي، السيد محمد كاظم؛ الطباطبائي نجاد، السيد محمود
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الثانية
عدد المشاهدين : 167370
الصفحه من 600
طباعه  ارسل الي