9 ـ منع الهديّة
شرَّع النظام العلوي مبدأ منع أخذ العاملين في الدولة الهدايا من النّاس ، بالإضافة إلى حرمة تعاطي الرشوة ، إمعاناً في مبارزة الفساد الإداري . وكان الإمام أمير المؤمنين يعدّ أخذ الهديّة «غلولاً» ، وأخذ الرشوة «شركاً» .
10 ـ الحزم المصحوب باللين
يسير النظام العلوي في التعاطي مع العاملين في النطاق الحكومي ، على منهجٍ يجمع بين الحزم واللين . فمن وجهة نظر الإمام تعدّ القسوة المطلقة آفة تهدِّد النسق الإداري ، وفي الوقت ذاته يلحق اللين اللامحدود أضراراً بإدارة المجتمع . ومن ثَمَّ فإنّ الإدارة الناجحة هي الَّتي تجمع ـ بحسب تعبير الإمام ـ بين القسوة والرأفة ، وتقرن الشدّة إلى اللين . ففي المواضع الَّتي تحتاج إلى الشدّة ينبغي التعامل بحزم ، وفي المواقع الَّتي يكون فيها اللين هو الأجدى ، ينبغي التزام سياسة الرفق والمداراة .
اُصول السياسة الثقافيّة
تكمن أبرز مرتكزات السياسة الثقافيّة للإمام ، في المنطلقات التالية :
1 ـ تنمية التربية والتعليم
تتقدّم التنمية الثقافيّة في النظام العلوي على التنمية الاقتصاديّة ؛ فعلاوة على أنَّ التنمية الاقتصاديّة غير ممكنة من دون التنمية الثقافيّة ؛ فإنّ حاجة الروح إلى التربية والتعليم أكثر من حاجة الجسد إلى الطعام والشراب .
وأساساً لا تزيد فلسفة الوحي والنبوّة وفلسفة الحكم في منهج الأنبياء الإلهيّين ، على تربية الإنسان وتعليمه ، وإنَّ جميع الجهود ما هي إلّا مقدّمة لبناء الإنسان الكامل . على هذا الأساس كان الأنبياء والأوصياء يتولّون شخصياً تعليم النّاس وتربيتهم ، وعلى هذا مضت أيضاً سيرة الإمام أمير المؤمنين عليه السلام وسياسته .