261
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج2

و«ما خُيِّرَ عَمّارُ بَينَ أمَرينِ إلَا اختارَ أرشَدَهُما» ۱ و«مَلِئَ عَمّارٌ إيمانا إلى مُشاشِهِ ۲ » ۳ ، «يَزولُ مَعَ الحَقِّ حَيثُ يَزولُ» ۴ .
كان عمّار الحائز لهذه المكانة عند رسول اللّه صلى الله عليه و آله من جملة الناقمين الأساسيّين والأوائل على عثمان ، وكان يسعى بجدّ على هذا السبيل . ذكر ابن كثير في هذا المجال :
«كانَ عَمّارٌ يُحَرِّضُ النّاسَ عَلى عُثمانَ ولَم يَقلَع ولَم يَرجَع ولَم يَنزَع» ۵ .
وبسبب هذه الاعتراضات والانتقادات تعرّض عمّار للضرب من قبل الخليفة وبطانته حتّى اُغمي عليه واُصيب بعاهة ۶ .

2 ـ زيد بن صَوحان :

وكان من كبار الزهّاد ، ومن الوجوه البارزة في تاريخ الإسلام ، وقد اعتُبر من «الأبدال ۷ » . وكان من خُلّص أصحاب عليّ عليه السلام ، بل إنّ البعض يعتبره من صحابة رسول اللّه صلى الله عليه و آله ؛ وذلك لوجود رواية عن الرسول صلى الله عليه و آله بشأنه ؛ قال فيها :
«مَن سَرَّهُ أن يَنظُرَ إلى رَجُلٍ يَسبِقُهُ بَعضُ أعضائِهِ إلَى الجَنَّةِ ؛ فَليَنظُر إلى زَيدِ بن

1.المستدرك على الصحيحين : ج۳ ص۴۳۸ ح۵۶۶۵ و ح ۵۶۶۴ نحوه .

2.المُشاش : رؤوس العظام ، كالمرفقين والكتفين والركبتين (النهاية : ج۴ ص۳۳۳) .

3.المستدرك على الصحيحين : ج۳ ص۴۴۳ ح۵۶۸۰ ، تاريخ دمشق : ج۴۳ ص۳۹۱ ح۹۲۶۲ و ح ۹۲۶۳ .

4.تاريخ دمشق : ج۴۳ ص۴۰۶ ح۹۲۹۱ .

5.البداية والنهاية : ج۷ ص۱۷۱ .

6.راجع : ص ۱۶۸ (ضرب عمّار بن ياسر) .

7.الأبدال : هم الأولياء والعُبّاد ، الواحد بِدْل ، سُمّوا بذلك لأنّهم كلّما مات واحد منهم اُبدل بآخر (النهاية : ج۱ ص۱۰۷) .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج2
260

أثَرِ المَرأَةِ ، فَوُجِدَت قَد رُجِمَت وماتَت . وَاعتَرَفَ الرَّجُلُ بِالوَلَدِ» ۱ .
وأشار الطبري في تاريخه إلى بعض من تلك العوامل ، متجاهلاً العوامل الاُخرى ، قائلاً :
«قد ذَكَرنا كَثيرا مِنَ الأَسبابِ الَّتي ذَكَرَ قاتِلوهُ أنَّهُم جَعَلوها ذَريعَةً إلى قَتلِهِ ، فَأَعرَضنا عَن ذِكرِ كَثيرٍ مِنها لِعِلَلٍ دَعَت إلَى الإِعراضِ عَنها» ۲ .
كان الكلام إلى الآن يدور حول أسباب الثورة على عثمان . بَيد أنّ النكتة الأكثر أهمّية هي دراسة ماهيّة الأفراد والفصائل المشاركة في الثورة .
من الواضح أنّ الَّذين شاركوا في تلك الواقعة لم يكونوا كلّهم على هدف واحد ، وكان لبعضهم غايات اُخرى تختلف عن غايات الآخرين . ولكن يمكن على العموم تلخيص العوامل المشتركة بينهم بما يلي :

أ . الناقمون والثائرون العارفون بالسُّنّة

شاركت في هذه الحركة شخصيّات بارزة من الصحابة والمؤمنين المخلصين . والحقيقة هي أنّ حشود هائلة من الجماهير الثوريّة كانت تتحرّك بزعامتهم ، وهذه الشخصيّات ليست من النوع الَّذي يمكن التشكيك بإخلاصها وصدقها ورسوخ عقيدتها . ونشير فيما يلي إلى بعض هذه الشخصيّات كالآتي :

1 ـ عمّار بن ياسر :

كان عمّار من المسلمين الأوائل ومن المجاهدين الأشدّاء . وقد اعتبره رسول اللّه صلى الله عليه و آله معيارا للحقّ بقوله : «إذَا اختَلَفَ النّاسُ كانَ ابنُ سُمَيَّةَ مَعَ الحَقِّ» ۳

1.الأحقاف : ۱۵ .

2.البقرة : ۲۳۳ .

3.المعجم الكبير : ج۱۰ ص۹۶ الرقم ۱۰۰۷۱ ، سير أعلام النبلاء : ج۱ ص۴۱۶ الرقم ۸۴ ، البداية والنهاية : ج۶ ص۲۱۴ ، كنز العمّال: ج۱۱ ص۷۲۱ ح۳۳۵۲۵.

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج2
    المساعدون :
    الطباطبائي، السيد محمد كاظم؛ الطباطبائي نجاد، السيد محمود
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الثانية
عدد المشاهدين : 169700
الصفحه من 600
طباعه  ارسل الي