239
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج2

مِن عِندِهِ في غِرارَتي هذِهِ ، فَأَوكَيتُ عَلَيها ، فَأَلقَيتُها فِي البَحرِ ۱ .

۱۲۴۵.تاريخ اليعقوبي :صارَ مَروانُ إلى عائِشَةَ ، فَقالَ : يا اُمَّ المُؤمِنينَ ! لَو قُمتِ فَأصلَحتِ بَينَ هذَا الرَّجُلِ وبَينَ النّاسِ !
قالَت : قَد فَرَغتُ مِن جِهازي ، وأنَا اُريدُ الحَجَّ .
قالَ : فَيَدفَعُ إلَيكِ بِكُلِّ دِرهَمٍ أنفَقتِهِ دِرهَمَين !
قالَت : لَعَلَّكَ تَرى أنّي في شَكٍّ مِن صاحِبِكَ ! ! أما وَاللّهِ لَوَدِدتُ أنَّهُ مُقَطَّعٌ في غِرارَةٍ مِن غِرائِري ، وأنّي اُطيقُ حَملَهُ ، فَأَطرَحُهُ فِي البَحرِ ۲ .

۱۲۴۶.الفتوح :عَزَمَت عائِشَةُ عَلَى الحَجِّ ، وكانَ بَينَها وبَينَ عُثمانَ قَبلَ ذلِكَ كَلامٌ ؛ وذلِكَ أنَّهُ أخَّرَ عَنها بَعضَ أرزاقِها إلى وَقتٍ مِنَ الأَوقاتِ فَغَضِبتَ ، ثُمَّ قالَت : يا عُثمانُ ! أكَلتَ أمانَتَكَ ، وضَيَّقتَ رَعِيَّتَكَ ، وسَلَّطتَ عَلَيهِمُ الأَشرارَ مِن أهلِ بَيتِكَ ، لا سَقاكَ اللّهُ الماءَ مِن فَوقِكَ ، وحَرَمَكَ البَركَةَ مِن تَحتِكَ ! أما وَاللّهِ لَولَا الصَّلَواتُ الخَمسُ لَمَشى إلَيكَ قَومٌ ذو ثِيابٍ وبَصائِر ، يَذبَحوكَ كَما يُذبَحُ الجَمَلُ .
فَقالَ لَها عُثمانُ : «ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ امْرَأَتَ نُوحٍ وَ امْرَأَتَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَــلِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْـئا وَ قِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّ خِلِينَ»۳۴ .

۱۲۴۷.الفتوحـ في ذِكرِ خُروجِ عائِشَةَ إلَى الحَجِّ لَمّا حوصِرَ عُثمانُ واُشرِفَ عَلَى القَتلِ ومَقالِها فيهِ ـ: . . . ثُمَّ إنَّها خَرَجَت تُريدُ مَكَّةَ ، فَلَقِيَهَا ابنُ عَبّاسٍ ، فَقالَت لَهُ : يَابن

1.تاريخ المدينة : ج۴ ص۱۱۷۲ وراجع أنساب الأشراف : ج۶ ص۱۹۲ والطبقات الكبرى : ج۵ ص۳۶ وشرح نهج البلاغة : ج۳ ص۷ والشافي : ج۴ ص۲۴۱ وقرب الإسناد : ص۲۶ ح۸۹ .

2.تاريخ اليعقوبي : ج۲ ص۱۷۵ وراجع الإيضاح : ص۲۶۴ .

3.التحريم : ۱۰ .

4.الفتوح : ج۲ ص۴۲۱ .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج2
238

وهِدايَتي لَهُ ، فَرُبَّ مَلومٍ لا ذَنبَ لَهُ ، وقَد يَستَفيدُ الظَّنَّةَ المُتَنَصِّحُ . وما أرَدتُ إلَا الإِصلاحَ مَا استَطَعتُ ، وما تَوفيقي إلّا بِاللّهِ ، عَلَيهِ تَوَكَّلتُ وإلَيهِ اُنيبُ ۱۲ .

۱۲۴۲.عنه عليه السلامـ في كِتابِهِ إلى مُعاوِيَةَ ـ: فَوَاللّهِ ما قَتَلَ ابنَ عَمِّكَ غَيرُكَ ، وإنّي أرجو أن اُلحِقَكَ بِهِ عَلى مِثلِ ذَنبِهِ ، وأعظَمَ مِن خَطيئَتِهِ ۳ .

۱۲۴۳.عنه عليه السلامـ في كِتابِهِ إلى مُعاوِيَةَ ـ: أمّا إكثارُكَ الحِجاجَ عَلى عُثمانَ وقَتَلَتِهِ ؛ فَإِنَّكَ إنَّما نَصَرتَ عُثمانَ حَيثُ كانَ النَّصرُ لَكَ ، وخَذَلتَهُ حَيثُ كانَ النَّصرُ لَهُ ، وَالسَّلامُ ۴ .

5 / 15

حَجُّ عائِشَةَ في حَصرِ عُثمانَ

۱۲۴۴.تاريخ المدينة عن يحيى بن سعيد الأنصاري :حَدَّثَني عَمّي ـ أو عَمٌّ لي ـ قالَ : بَينَما أنَا عِندَ عائِشَةَ ـ وعُثمانُ مَحصورٌ ، وَالنّاسُ مُجَهِّزونَ لِلحَجِّ ـ إذ جاءَ مَروانُ ، فَقالَ : يا اُمَّ المُؤمِنينَ ، إنَّ أميرَ المُؤمِنينَ يَقرَأُ عَلَيكِ السَّلامَ ورَحمَةَ اللّهِ ، ويَقولُ : رُدّي عَنِّي النّاسَ ؛ فَإِنّي فاعِلٌ وفاعِلٌ ، فَلَم تُجِبهُ .
فَانصَرَفَ وهُوَ يَتَمَثَّلُ بِبَيتِ الرَّبيعِ بنِ زِيادٍ العَبَسي :


وحَرَّقَ قَيسٌ عَلَيَّ البِلا
دَ حَتّى إذَا اشتَعَلت أجذَما

فَقالَت : رُدّوا عَلَيَّ هذَا المُتَمَثِّلَ ، فَرَدَدناهُ .
فَقالَت ـ وفي يَدِها غِرارَةٌ ۵ لَها تُعالِجُها ـ : وَاللّهِ ، لَوَدِدتُ أنَّ صاحِبَكَ الَّذي جِئت

1.إشارة إلى الآية ۸۸ من سورة هود .

2.نهج البلاغة : الكتاب ۲۸، الاحتجاج : ج۱ ص۴۲۴ ح۹۰؛ نهاية الأرب : ج۷ ص۲۳۶، صبح الأعشى : ج۱ ص۲۳۰ .

3.العقد الفريد : ج۳ ص۳۳۰ ، شرح نهج البلاغة : ج۱۵ ص۸۴ نحوه ؛ بحار الأنوار : ج۳۳ ص۱۲۵ ح۴۱۴ .

4.نهج البلاغة : الكتاب ۳۷ ، الاحتجاج : ج۱ ص۴۲۸ ح۹۲ .

5.الغِرارة : الجُوالق ، [وهو وعاءٌ من الأوعية معروف] واحدة الغرائِر (لسان العرب : ج۵ ص۱۸) .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج2
    المساعدون :
    الطباطبائي، السيد محمد كاظم؛ الطباطبائي نجاد، السيد محمود
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الثانية
عدد المشاهدين : 174210
الصفحه من 600
طباعه  ارسل الي