155
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج2

الهرمزانَ؟ قالوا: أنتَ يا أميرَ المُؤمِنينَ! فَقالَ: فَقَد عَفَوتُ مِن ۱ عُبَيدِ اللّهِ بنِ عُمَرَ ۲ .

۱۱۵۱.تاريخ اليعقوبي :وَثَبَ ابنُهُ عُبَيدُ اللّهِ [بنُ عُمَرَ] فَقَتَلَ أبا لُؤلُؤة وَابنَتَهُ وَامرَأَتَهُ ، وَاغتَرَّ الهُرمُزانَ فَقَتَلَهُ . وكانَ عُبَيدُ اللّهِ يُحَدِّثُ أنَّهُ تَبِعَهُ ، فَلَمّا أحَسَّ الهُرمُزانُ بِالسَّيفِ قالَ : أشهَدُ أن لا إلهَ إلَا اللّهُ ، وأنَّ مُحَمَّدا رَسولُ اللّهِ .
ورَوى بَعضُهُم أنَّ عُمَرَ أوصى أنَّ يُقادَ عُبَيدُ اللّهِ بِالهُرمُزانِ ، وأنَّ عُثمانَ أرادَ ذلِكَ ، وقَد كانَ ـ قَبلَ أن يَلِيَ الأَمرَ ـ أشَدَّ مَن خَلَقَ اللّهُ عَلى عُبَيدِ اللّهِ ، حَتّى جَرَّ بِشَعرِهِ ، وقالَ : يا عَدَوَّ اللّهِ ، قَتَلتَ رَجُلاً مُسلِما ، وصَبِيَّةَ طِفلَة ، وَامرَأَةً لا ذَنبَ لَها ! قَتَلَنِي اللّهُ إن لَم أقتُلكَ ! ! فَلَمّا وُلِّيَ رَدَّهُ إلى عَمرِو بنِ العاصِ .
ورَوى بَعضُهُم عَن عَبدِ اللّهِ بنِ عُمَرَ أنَّهُ قالَ : يَغفِرُ اللّهَ لِحَفصَةَ ! فَإِنَّها شَجَّعَت عُبَيدَ اللّهِ عَلى قَتلِهِم ۳ .

۱۱۵۲.أنساب الأشراف عن غياث بن إبراهيمـ في ذِكرِ خُطبَةِ عُثمانَ في أوَّلِ خِلافَتِهِ ـ: إنَّ عُثمانَ صَعِدَ المِنبَرَ فَقالَ : أيُّهَا النّاسُ ! إنّا لَم نَكُن خُطَباءَ ، وإن نَعِش تَأتِكُمُ الخُطبَةُ عَلى وَجهِها إن شاءَ اللّهُ ، وقَد كانَ مِن قَضاءِ اللّهِ أنَّ عُبَيدَ اللّهِ بنَ عُمَرَ أصابَ الهُرمُزانَ ، وكانَ الهُرمُزانُ مِنَ المُسلِمينَ ، ولا وارِثَ لَهُ إلَا المُسلِمونَ عامَّةً ، وأنَا إمامُكُم ، وقَد عَفَوتُ ، أ فَتَعفونَ ؟ قالوا : نَعَم .
فَقالَ عَلِيٌّ : أقِدِ الفاسِقَ ؛ فَإِنَّهُ أتى عَظيما ؛ قَتَلَ مُسلِما بِلا ذَنبٍ .
وَقالَ لِعُبَيدِ اللّهِ : يا فاسِقُ ! لَئِن ظَفِرتُ بِكَ يَوما لَأَقتُلَنَّكَ بِالهُرمُزانِ ۴ .

1.كذا في المصدر ، والظاهر أنّها تصحيف : «عن» .

2.السنن الكبرى : ج۸ ص۱۰۸ ح۱۶۰۸۳ .

3.تاريخ اليعقوبي : ج۲ ص۱۶۰ .

4.أنساب الأشراف : ج۶ ص۱۳۰ وراجع تاريخ الطبري : ج۴ ص۲۳۹ والكامل في التاريخ : ج۲ ص۲۲۶ وشرح نهج البلاغة : ج۹ ص۵۴ .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج2
154

قارن هذا القول مع قول أبي عمر في الاستيعاب ، في ذكر أحوال الوليد بن عقبة :
وخبر صلاته بهم وهو سكران ، وقوله : أزيدكم ـ بعد أن صلّى الصبح أربعا ـ مشهورٌ ، من رواية الثقات ، من نقل أهل الحديث وأهل الأخبار . . . وقد روي فيما ذكر الطبري أنّه تعصّب عليه قوم من أهل الكوفة ؛ بغيا وحسدا ، وشهدوا عليه زورا أنّه تقيّأ الخمر ، وذكر القصّة ، وفيها : إنّ عثمان قال له : يا أخي اصبر ؛ فإنّ اللّه يأجُرك ، ويبوء القوم بإثمك . وهذا الخبر من نقل أهل الأخبار لا يصحّ عند أهل الحديث ولا له عند أهل العلم أصل ۱ .

4 / 6

العَفوُ عَن قاتِلِ الهُرمُزانِ وَابنَةِ أبي لُؤلُؤةِ

۱۱۵۰.السنن الكبرى عن عبد اللّه بن عُبَيد بن عُمَير :لَمّا طُعِنَ عُمَرُ ، وَثَبَ عُبَيدُ اللّهِ ابنُ عُمَرَ عَلى الهُرمُزانِ فَقَتَلَهُ ، فَقيلَ لِعُمَرَ : إنَّ عُبَيدَ اللّهِ بنَ عُمَرَ قَتَلَ الهُرمُزانَ ! قالَ : ولِمَ قَتَلَهُ ؟ قالَ : إنَّهُ قَتَلَ أبي . قيلَ : وكَيفَ ذاكَ ؟ قالَ رَأَيتُهُ قَبلَ ذلِكَ مُستَخلِياً ۲ بِأَبي لُؤلُؤة ، وَهُوَ أمَرَهُ بِقَتلِ أبي .
قالَ عُمَرُ : ما أدري ما هذا ! اُنظُروا إذا أنَا مِتُّ فَاسأَلوا عُبَيدَ اللّهِ البَيِّنَةَ عَنِ الهُرمُزانِ هُوَ قَتَلَني ؛ فَإِن أقامَ البَيِّنَةَ فَدَمُهُ بِدَمي ، وإن لَم يُقِمِ البَيِّنَةَ فَأَقيدوا ۳ عُبَيدَ اللّهِ مِنَ الهُرمُزانَ .
فَلَمّا وُلِّيَ عُثمانُ ، قيلَ لَهُ : أ لا تُمضي وَصِيَّةَ عُمَرَ في عُبَيدِ اللّهِ ؟ قالَ : ومَن وَلِى

1.الاستيعاب : ج۴ ص۱۱۶ الرقم ۲۷۵۰ .

2.في المصدر: «مستخلي» وهو تصحيف.

3.القَوَد : القصاص وقتلُ القاتِل بدل القتيل (النهاية : ج۴ ص۱۱۹) .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج2
    المساعدون :
    الطباطبائي، السيد محمد كاظم؛ الطباطبائي نجاد، السيد محمود
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الثانية
عدد المشاهدين : 167372
الصفحه من 600
طباعه  ارسل الي