303
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج1

بعضهم مخاطباً أبا طالب : «قَد أمَرَكَ أن تَسمَعَ لِابنِكَ وتُطيعَ !» ۱ ، بيد أ نّهم عتَوا واستكبروا وأخذتهم العزّة بالإثم ، فأنِفوا أن يستجيبوا للحقّ ، وأن يذعنوا إليه .
لقد دأبنا في صفحات هذه «الموسوعة» على ذكر الحديث بطرق مختلفة ونقول متعدّدة ، بحيث لا تُبقي مجالاً للشكّ . ونعطف على ذلك شهادة أبي جعفر الإسكافي المعتزلي الذي عدَّ الحديث صحيحاً ۲ ، كما ذهب إلى الشيء ذاته علماء آخرون منهم شهاب الدين الخفاجي في «شرح الشفا للقاضي عياض» ۳ ، والمتّقي الهندي ، الذي ذكر تصحيح ابن جرير الطبري للحديث ۴ ، وإضافة إلى ذلك ثَمّ آخرون أكّدوا على صحّة حديث الإنذار يوم الدار ۵ .

1.راجع : ج ۱ ص ۱۲۹ (المؤازرة على الدعوة) . ولمزيد الاطّلاع على تفاصيل واقعة يوم الإنذار أو يوم الدار في المصادر التاريخيّة ، راجع : تاريخ الطبري : ج۲ ص۳۱۹ والصحيح من سيرة النبيّ الأعظم : ج۳ ص۶۱ حيث رصد عدداً كبيراً من مصادر هذه الواقعة .

2.شرح نهج البلاغة : ج۱۳ ص۲۴۴ ؛ الغدير : ج۲ ص۲۷۹ .

3.نسيم الرياض في شرح الشفاء : ج۳ ص۳۵ .

4.كنز العمّال : ج۱۳ ص۱۲۸ ح۳۶۴۰۸ .

5.راجع : كتاب «حديث الإنذار يوم الدار» ورسالة الثقلين / العدد ۲۲ ص۱۱۱ .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج1
302

اهم جهود النبي

(1 )

حديث يوم الإنذار

نزل أمر السماء إلى رسول اللّه صلى الله عليه و آله يأمره أن يدعو عشيرته إلى الإسلام «وَ أَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ»۱ ، فدعا النبيّ عشيرته ، ولمّا اجتمعوا عند رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، راح يعدّهم لتلقّي ما دعاهم إليه ، وبعد مقدّمات أبلغهم دعوته ، ثمّ انعطف يقول : «فَأَيُّكُم يُوازِرُني عَلى هذَا الأَمرِ عَلى أن يَكونَ أخي ووَصِيّي وخَليفَتي فيكُم» ، وفي بعض النصوص التاريخيّة : «خَليفَتي مِن بعَدي» .
لم يلبِّ للنبيّ صلى الله عليه و آله دعوته من الحاضرين غير عليّ بن أبي طالب الذي وثب من بين الجمع مجيباً النبيّ ؛ فما كان من رسول اللّه صلى الله عليه و آله بعد أن سمع جواب عليّ ، إلّا أن قال على مسمع من الملأ : «إنَّ هذا أخي ووَصِيّي وخَليفَتي فيكُم ؛ فَاسمَعوا لَهُ وأطيعوا» .
وهكذا أعلن النبيّ ولاية عليّ بن أبي طالب وإمامته والدعوة لم تزل في أوّل يوم من أيّام مرحلتها العلنيّة . لقد فهم الحاضرون في ذلك اليوم مغزى هذه الرسالة بوضوح ، وأدركوا تماماً من كلام النبيّ صلى الله عليه و آله إمامة عليّ ولزوم طاعته ، لذلك انبرى

1.الشعراء : ۲۱۴ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج1
    المساعدون :
    الطباطبائي، السيد محمد كاظم؛ الطباطبائي نجاد، السيد محمود
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الثانية
عدد المشاهدين : 157102
الصفحه من 664
طباعه  ارسل الي