247
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج1

اُخرُج إلى هؤُلاءِ القَومِ فَانظُر في أمرِهِم ، وَاجعَلَ أمرَ الجاهِلِيَّةِ تَحتَ قَدَمَيكَ . فَخَرَجَ عَلِيٌّ حَتّى جاءَهُم ومَعَهُ مالٌ قَد بَعَثَ بِهِ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، فَوَدى ۱ لَهُم الدِّماءَ وما اُصيبَ لَهُم مِنَ الأَموالِ ، حَتّى إنَّهُ لَيَدي لَهُم ميلَغَةَ ۲ الكَلبِ ، حَتّى إذا لَم يَبقَ شَيءٌ مِن دَمٍ ولا مالٍ إلّا وَداهُ بَقِيَت مَعَهُ بَقِيَّةٌ مِنَ المالِ .
فَقالَ لَهُم عَلِيٌّ ـ رِضوانُ اللّهِ عَلَيهِ ـ حينَ فَرَغَ مِنهُم : هَل بَقِيَ لَكُم بَقِيَّةٌ مِن دَمٍ أو مالٍ لَم يُودَ لَكُم ؟ قالوا : لا . قالَ : فَإِنّي اُعطيكُم هذِهِ البَقِيَّةَ مِن هذَا المالِ ، احتِياطا لِرَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله مِمّا لا يُعلَمُ ولا تَعلَمونَ ، فَفَعَلَ ، ثُمَّ رَجَعَ إلى رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، فَأَخبَرَهُ الخَبَرَ ، فَقالَ : أصَبتَ وأحسَنتَ .
ثُمَّ قامَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله فَاستَقبَلَ القِبلَةَ قائِما شاهِرا يَدَيهِ حَتّى إنَّهُ لَيُرى ما تَحتَ مَنكِبَيهِ ، يَقولُ : «اللّهُمَّ إنّي أبرَأُ إلَيكَ مِمّا صَنَعَ خالِدُ بنُ الوَليدِ» ثَلاثَ مَرّاتٍ ۳ .

12 / 3

البَعثُ إلى فَلسٍ ۴

۲۴۳.الطبقات الكبرى :بَعَثَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله عَلِيَّ بنَ أبي طالِبٍ في خَمسينَ ومِائَةِ رَجُلٍ مِنَ الأَنصارِ ، عَلى مِائَةِ بَعيرٍ وخَمسينَ فَرَسا ، ومَعَهُ رايَةٌ سَوداءُ ولِواءٌ أبيَضُ إلَى الفَلسِ لِيَهدِمَهُ ، فَشَنُّوا الغارَةَ عَلى مَحَلَّةِ آلِ حاتِمٍ مَعَ الفَجرِ ، فَهَدَمُوا الفَلسَ وخَرَّبوهُ ، ومَلَؤوا

1.وَدَيتُ القتيل : أعطيت ديته (لسان العرب : ج۱۵ ص۳۸۳) .

2.هي الإناء الذي يَلغ فيه الكلب ، يعني أعطاهم قيمة كلّ ما ذهب لهم حتى قيمة المِيلغة (لسان العرب : ج۸ ص۴۶۰) .

3.السيرة النبويّة لابن هشام : ج۴ ص۷۱ ، تاريخ الطبري : ج۳ ص۶۶ ، تاريخ الإسلام للذهبي : ج۲ ص۵۶۸ كلّها عن حكيم بن حكيم بن عباد بن حُنَيف ، الكامل في التاريخ : ج۱ ص۶۲۰ كلاهما نحوه وراجع الطبقات الكبرى : ج۲ ص۱۴۷ والمغازي : ج۳ ص۸۷۵ ـ ۸۸۲ .

4.فَلْس أو فُلُس : اسم صنم كان بنجد تعبده طيء (معجم البلدان : ج۴ ص۲۷۳) .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج1
246

فَخَلا بِهِ ، وناجاهُ طَويلاً ۱ .

12 / 2

البَعثُ لِتَأدِيَةِ خِساراتِ بَني جُذَيمَةَ

وجّه رسول اللّه صلى الله عليه و آله بعد فتح مكّة خالد بن الوليد على رأس كتيبة لدعوة قبيلة جذيمة بن عامر . وكان خالد يُكنّ حقدا قديما لهذه القبيلة ، فقتل نفرا منهم ظلما وعدوانا ، ومنوا بخسائر . فتبرّأ رسول اللّه صلى الله عليه و آله من هذه الجريمة الشنعاء ، وأمر عليّا عليه السلام أن يذهب إليهم ، ويعوّضهم عمّا تكبّدوه من خسائر ، ويديهم بنحو دقيق . فأدّى عليه السلام المهمّة مراعيا غاية الدقّة في تنفيذها ، وحين رجع أثنى النبيّ صلى الله عليه و آله على عمله ، وأكّد ، بكلمات ثمينة رفيعة ، منزلته العليّة ودوره الكبير في هداية الاُمّة وتوجيه المسلمين في المستقبل ۲ .

۲۴۲.الإمام الباقر عليه السلام :بَعَثَ رَسولُ اللّه صلى الله عليه و آله خالِدَ بنَ الوَليدِ ـ حينَ افتَتَحَ مَكَّةَ ـ داعِيا ، ولَم يَبعَثهُ مُقاتِلاً ، ومَعَهُ قَبائِلُ مِنَ العَرَبِ ؛ سُلَيمُ بنُ حَصورٍ ، ومُدلِجُ بنُ مُرَّةَ ، فَوَطِئوا بَني جُذَيمَةَ بنَ عامِرِ بنِ عَبدِ مَناةَ بنِ كِنانَةَ . فَلَمّا رَآهُ القَومُ أخَذُوا السِّلاحَ ، فَقالَ خالِدٌ : ضَعُوا السِّلاحَ، فَإِنَّ النّاسَ قَد أسلَموا... فَلَمّا وَضَعُوا السِّلاحَ أمَرَ بِهِم خالِدٌ عِندَ ذلِكَ ، فَكُتِفوا ، ثُمَّ عَرَضَهُم عَلَى السَّيفِ ، فَقَتَلَ منَ قَتَلَ مِنهُم .
فَلَمَّا انتَهَى الخَبَرُ إلى رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله رَفَعَ يَدَيهِ إلَى السَّماءِ ، ثُمَّ قالَ : اللّهُمَّ إنّي أبرَأُ إلَيكَ مِمّا صَنَعَ خالِدُ بنُ الوَليدِ . . . .
ثُمَّ دَعا رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله عَلِيَّ بنَ أبي طالِبٍ ـ رِضوانُ اللّهِ عَلَيهِ ـ فَقالَ : يا عَلِيُّ ،

1.الإرشاد : ج۱ ص۱۵۲ ، إعلام الورى : ج۱ ص۲۳۴ ، المناقب لابن شهر آشوب : ج۳ ص۱۴۴ نحوه .

2.الأمالي للصدوق : ص۲۳۷ ح۲۵۲ ، الخصال : ص۵۶۲ ، بحار الأنوار : ج۲۱ ص۱۴۲ ح۵ ؛ تاريخ الطبري : ج۳ ص۶۷ ، السيرة النبويّة لابن هشام : ج۴ ص۷۱ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج1
    المساعدون :
    الطباطبائي، السيد محمد كاظم؛ الطباطبائي نجاد، السيد محمود
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الثانية
عدد المشاهدين : 156933
الصفحه من 664
طباعه  ارسل الي