143
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج1

خديجة ، ثمّ عادا إلى البيت بعد كسر الأصنام ۱ .
4 ـ خبر آخر نصّ على أنّها تزامنت مع فتح مكّة ۲ .
وتدلّ الطوائف الثلاثة الاُولى من هذه الأخبار على أنّ الحادثة كانت قبل الهجرة وفي ذروة الإرهاب الذي مارسه المشركون ضدّ المسلمين ، والظنّ القويّ يدعم هذا الرأي ، مع أنّه لا يستبعد وقوعها مرّتين ؛ أي قام رسول اللّه صلى الله عليه و آله بهذه الحركة العظيمة المضادّة للشرك ومعه الإمام أمير المؤمنين عليه السلام في ذلك الجوّ الإرهابي الخانق المظلم قبل الهجرة . ومن الجليّ أنّ المشركين الذين كانت مكّة ، والمسجد الحرام ، والكعبة تحت تصرّفهم قد أعادوا الأصنام إلى مكانها ، ودنّسوا بها الكعبة ، ثمّ وبعد فتح مكّة تكرّرت تلك الحركة التطهيرية العظيمة للمرّة الأخيرة .
واحتمل بعض المحدّثين والعلماء هذا التعدّد ؛ فالعلّامة المجلسي الذي تحدّث في موضع من كتابه «بحار الأنوار» عن فتح مكّة ، أشار في موضع آخر إلى أخبار اُخرى ، وقال :
«أمّا كون كسر الأصنام في فتح مكّة فلا يظهر من هذا الخبر ، ولا من أكثر الأخبار الواردة فيه ، بل صريح بعض الأخبار وظاهر بعضها كون ذلك قبل الهجرة ، فيمكن الجمع بينهما بالقول بتعدّد وقوع ذلك» ۳ .
ونقل أحمد بن محمّد بن عليّ بن أحمد العاصمي (م 378ه ) أحد اُدباء القرن الرابع وعلمائه بخراسان أيضا هذا الاحتمال ۴ .

1.الفضائل لابن شاذان : ص ۸۳ ، بحار الأنوار : ج ۳۸ ص ۸۴ ح ۴ .

2.المناقب لابن المغازلي : ص ۲۰۲ ح ۲۴۰۰ ؛ العمدة : ص ۳۶۴ ح ۷۱۰ .

3.بحار الأنوار : ج ۵۹ ص ۱۳۸ .

4.زين الفتى : ج ۱ ص ۱۵۹ .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج1
142

تحقيق و تمحيصٌ

إنّ الأخبار المنقولة حول هذه الحادثة بالغة الكثرة ؛ فقد نقلها أئمّة الحديث ، والتاريخ ، والحفّاظ ـ على حدّ تعبير العلّامة الجليل الشيخ الأميني ۱ ـ بدون أن يطعنوا في أسانيدها ويشكّوا في نقلها . وما يتطلّب قليلاً من البحث ، ويحتاج إلى التحقيق والتمحيص والتوضيح هو زمن الحادثة ؛ فإنّ تبويب الأخبار الكثيرة المنقولة في هذا المجال يدلّ على أنّها تنقسم إلى أربعة أقسام :
1 ـ بعض الأخبار ـ وهي كثيرة جدّاً ـ لم تصرّح بزمن وقوع الحادثة ، وجاء في آخرها أنّ الإمام قال : « . . .فقذفت به [أحد الأصنام] فتكسّر كما تتكسّر القوارير ، ثمّ نزلتُ ، فانطلقت أنا ورسول اللّه صلى الله عليه و آله نستبق حتى توارينا بالبيوت خشية أن يلقانا أحد من الناس» ۲ .
2 ـ أخبار اُخرى تُشير إلى أنّها كانت في ليلة خروج النبيّ صلى الله عليه و آله من مكّة ۳ .
3 ـ أخبار اُخرى تنصّ على أنّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله خرج مع الإمام عليه السلام من بيت

1.الغدير : ج ۷ ص ۱۰ .

2.مسند ابن حنبل : ج ۱ ص ۱۸۳ ح ۶۴۴ ، المستدرك على الصحيحين : ج ۲ ص ۳۹۸ ح ۳۳۸۷ ، خصائص أمير المؤمنين للنسائي : ص ۲۲۵ ح ۱۲۲ ، تهذيب الآثار (مسند عليّ بن أبي طالب) : ص ۲۳۷ ح ۳۲ و ۳۳ ، مسند أبي يعلى : ج ۱ ص ۱۸۰ ح ۲۸۷ ، المناقب لابن المغازلي : ص ۴۲۹ ح ۵ ، المناقب للخوارزمي : ص ۱۲۳ ح ۱۳۹ ؛ المناقب للكوفي : ج ۲ ص ۶۰۶ ح ۱۱۰۵ وراجع تاريخ بغداد : ج ۱۳ ص ۳۰۲ ح ۷۲۸۲ ومجمع الزوائد : ج ۶ ص ۲۱ ح ۹۸۳۶ والخصال : ص ۵۵۲ ح ۳۰ والاحتجاج : ج ۱ ص ۳۱۱ ح ۵۳ .

3.المستدرك على الصحيحين : ج ۳ ص ۶ ح ۴۲۶۵ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج1
    المساعدون :
    الطباطبائي، السيد محمد كاظم؛ الطباطبائي نجاد، السيد محمود
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الثانية
عدد المشاهدين : 156931
الصفحه من 664
طباعه  ارسل الي