المباهلة (تفصیلی) - الصفحه 73

أهالي نجران ، تمّ تشريعها في السنة التاسعة للهجرة ۱ لا في السنة السادسة ، وإلّا لكان النبي صلى الله عليه و آله يطرحها على اليهود في معركة خيبر (7 هـ . ق) .

شهر المباهلة ويومها

لم يعيّن المؤرّخون المعروفون شهرَ المباهلة ويومها ، إلّا أنّ المحدّثَين الشيعيَّين ، ( الشيخ الطوسي وابن طاووس ) ذكرا أنّ المباهلة كانت في الرابع والعشرين من شهر ذي الحجّة ، على أساس روايتين ضعيفتي السند ، كما احتملوا الحادي والعشرين ، والخامس والعشرين والسابع والعشرين أيضاً ۲ . واستناداً إلى مبدأ التسامح في هذا النوع من الاُمور ، فإنّنا لا نواجه مشكلةً في قبول هذه الاحتمالات ؛ ذلك لأنّ حجّ الإمام علي عليه السلام في السنين التاسعة والعاشرة ، وكذلك تواجد النبي الأعظم صلى الله عليه و آله في الجحفة وغدير خمّ في الثامن عشر من ذي الحجّة من السنة العاشرة ، يجعل تواجدهما في المدينة في أواخر ذي الحجّة سوى اليوم الحادي والعشرين ممكناً ، ذلك لأنّ المسافة بين المدينة حتّى الجحفة تبلغ حوالي خمسة أيّام ، وحتّى مكة تبلغ حوالي سبعة أيّام .
جدير ذكره أنّه ليس من الضروري أن نأخذ بنظر الاعتبار فترة زمنيّة مهمّة بين عودة النبيّ صلى الله عليه و آله من الحجّ وانطلاق نصارى نجران إلى المدينة . ويمكننا أن نتصوّر أنّهم انطلقوا وهم على علم بسفر النبيّ للحجّ وأنّهم وصلوا المدينة مع قوافل الحجيج . ۳

1.رأى العديد من المفسرين أنّ نزول آيات الجزية كان متزامنا مع غزوة تبوك وفي السنة التاسعة الهجرية ، راجع : مجمع البيان : ج ۵ ص ۴۰ ، جامع البيان : ج ۱۰ ص ۱۴۱ ، الجزية وأحكامها للكلانتري : ص ۴۱ .

2.مصباح المتهجّد : ص ۷۶۴ ، الإقبال : ج ۲ ص ۳۵۴ .

3.راجع : سيّد المرسلين للسبحاني : ج ۲ ص ۶۱۰ ـ ۶۲۱ .

الصفحه من 110