البهتان (تفصیلی) - الصفحه 13

إلا أن العلامة المجلسي رحمه الله يقول في توضيح الرواية المذكورة :
والظاهر أنّ المراد بالمباهتة إلزامهم بالحجج القاطعة وجعلهم متحيّرين لا يحيرون جوابا كما قال تعالى : «فَبُهِتَ الَّذِى كَفَرَ»۱ ، ويحتمل أن يكون من البهتان للمصلحة فإنّ كثيرا من المساوي يعدّها أكثر الناس محاسن خصوصا العقائد الباطلة ، والأوّل أظهر ، قال الجوهري : بهته بهتا أخذه بغتةً . ۲
ويبدو أنّ المراد من «باهتوهم» في الرواية المذكورة ، ليس تجويز نسبة الذنب إلى من لم يرتكبه من أهل البدع ، ذلك لأنّ مثل هذه الأعمال لا أنّها ليست في ضررهم فحسب بل إنّها ومن خلال سعيهم لإثبات براءتهم ، وإيضاح الحقيقة للناس ، ستكون وسيلة لإظهار أهل البدع أنفسهم في مظهر المظلوم وابراز عدم قيمة كلام المنتقدين ، حيث سينتهي كلّ ذلك لصالح أهل البدع .
وبناءً على ذلك ، فإنّ علينا من أجل إيضاح العبارة المذكورة ، إما أن نأخذ بالمعنى الأوّل الذي ذكره العلامة المجلسي ، أو يمكننا القول إنّ المراد من هذا البهتان هو البهتان الاصطلاحي ، لا البهتان اللغوي ؛ أي إنّ المواضع التي تكون فيها غيبة أهل الإيمان بهتاناً ، فهي لا تحمل حكم البهتان فيما يتعلّق بأصحاب البدع ، بل إنّ إظهار مخالفاتهم واجب وضروري بهدف محاربة البدعة .

1.البقرة : ۲۵۸ .

2.مرآة العقول : ج ۱۱ ص ۸۱ .

الصفحه من 40