البلد (تفصیلی) - الصفحه 7

الروايات التي ذمّت السكن في القرى ، بل إنّ كلتا المجموعتين مقيّدتان بإمكان الحصول على القيم العلمية والأخلاقية والعملية أو عدم إمكانه . ولذلك ، فحينما لا تتوفّر إمكانية المحافظة على القيم في المدينة ، فقد اُوصي بالسكن في الريف ، كما جاء في رواية عن النبي صلى الله عليه و آله :
سَيَكونُ بَعدي فِتَنٌ شِدادٌ ، خَيرُ النّاسِ فيها مُسلِمو أهلِ البَوادي ، الَّذينَ لا يَندَونَ مِن دِماءِ النّاسِ ولا أموالِهِم شَيئا . ۱
كما جاء في روايةٍ اُخرى عنه صلى الله عليه و آله :
إذا كانَ في آخِرِ الزَّمانَ وَاختَلَفَتِ الأَهواءُ فَعَلَيكُم بِدينِ أهلِ البادِيَةِ . ۲
وهكذا ، فإن المعيار الرئيسي لاختيار المدينة أو القرية للسكن ، هو دورهما في إفادة الإنسان علمياً وعملياً ، وقد وردت الإشارة إلى هذا المعنى في حديثٍ عن النبيّ صلى الله عليه و آله :
البِلادُ بِلادُ اللّهِ ، وَالعِبادُ عِبادُ اللّهِ ، فَحَيثُما أصَبتَ خَيرا فَأَقِم . ۳
كما جاء بيان هذا المعنى في رواية عن الإمام عليّ عليه السلام كالتالي :
لَيسَ بَلَدٌ بِأَحَقَّ بِكَ مِن بَلَدٍ ، وخَيرُ البِلادِ ما حَمَلَكَ . ۴

ثانياً . أهمّ الخصائص المطلوبة لمحلّ السكنى

يجب توفّر بعض الخصائص في المنطقة التي يسكنها الإنسان من أجل أن تهيّئ للإنسان إمكانية الاستفادة العلمية والأخلاقية والعملية ، وأهمّها :

1.المعجم الكبير : ج ۲۲ ص ۳۶۵ ح ۹۱۴ ، اُسد الغابة : ج ۶ ص ۲۳۲ الرقم ۶۱۴۸ كلاهما عن أبي الغادية المزني ، كنز العمّال : ج ۱۱ ص ۱۴۶ ح ۳۰۹۷۴ .

2.الفردوس : ج ۱ ص ۲۵۶ ح ۹۹۶ عن ابن عمر .

3.مسند ابن حنبل : ج ۱ ص ۳۵۰ ح ۱۴۲۰ عن الزبير بن العوام .

4.نهج البلاغة : الحكمة ۴۴۲ .

الصفحه من 74