البلد (تفصیلی) - الصفحه 10

الروايات التي تكلّف المسؤولين التنفيذيّين في النظام الإسلامي بعمران البلد والمحافظة على موارده الطبيعية ، يظهر بوضوح أنّ الإسلام يطالب بالعمران المطلق للبلاد الإسلامية ، وعلى المسؤولين أن يخطّطوا للعمران المادّي والمعنوي للبلدان التي يتولّون زمام الاُمور فيها .

رابعاً . اُصول سياسات تخطيط المدن

رغم عدم وجود عنوان تخطيط المدن أو العمارة الإسلامية في النصوص الإسلامية ولكن يمكن من خلال الاستلهام من القرآن الكريم وروايات أهل البيت عليهم السلام تقديم اُصول السياسات والضوابط العامّة لبناء المدن والعمارة الإسلامية ۱ ، وسنشير هنا إلى بعض هذه الأسس :

أ ـ تأمين راحة المواطنين

يعدّ هدوء المناطق السكنية للمواطنين أهمّ مبدأ يجب أن يؤخذ بنظر الاعتبار في بناء المدن ، حيث يقول القرآن الكريم في هذا المجال :
«وَ اللَّهُ جَعَلَ لَكُم مِّن بُيُوتِكُمْ سَكَنًا» . ۲
وتشير هذه الآية إلى أنّ مِن جملة الحكم في إنشاء البيت في نظام الخليقة هي تأمين الطمأنينة والاستقرار في حياة الناس ، وبناءً على ذلك ، فإنّ كلّ ما يسهم في توفير الهدوء للمناطق السكنية سيكون في اتّجاه ومسار هذه الحكمة ، وكلّ ما يؤدّي إلى سلب الإنسان هدوءه واستقراره ، فهو يتعارض مع هذه الحكمة . ولذلك فإنّ من اللازم اعتبار هدوء المناطق السكنيّة كسياسة عامّة في تخطيط المدن

1.راجع : تخطيط المدن في الإسلام ، للسيّد جعفر مرتضى العاملي .

2.النحل : ۸۰ .

الصفحه من 74