البکاء (تفصیلی) - الصفحه 46

هارونَ مِن موسى .
فَقُمتُ وأَنَا أبكي مِنَ الجَذَلِ ۱ وَالسُّرورِ ، فَأَنشَأتُ أقولُ :

أقيكَ بِنَفسي أيُّهَا المُصطَفَى الَّذيهَدانا بِهِ الرَّحمنُ مِن عَمَهِ الجَهلِ
[إلى آخِرِ الأَبياتِ] . ۲

۱۰۰۰۸.عنه عليه السلام :لَمَّا انهَزَمَ النّاسُ يَومَ اُحُدٍ عَن رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، لَحِقَني مِنَ الجَزَعِ عَلَيهِ ما لَم أملِك نَفسي ، وكُنتُ أمامَهُ أضرِبُ بِسَيفي بَينَ يَدَيهِ ، فَرَجَعتُ أطلُبُهُ فَلَم أرَهُ ، فَقُلتُ : ما كانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله لِيَفِرَّ ، وما رَأَيتُهُ فِي القَتلى ، وأَظُنُّهُ رُفِعَ مِن بَينِنا إلَى السَّماءِ ، فَكَسَرتُ جَفنَ ۳ سَيفي ، وقُلتُ في نَفسي : لَاُقاتِلَنَّ بِهِ عَنهُ حَتّى اُقتَلَ ، وحَمَلتُ عَلَى القَومِ فَأَفرَجوا ، فَإِذا أنَا بِرَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله قَد وَقَعَ عَلَى الأَرضِ مَغشِيّا عَلَيهِ ، فَقُمتُ عَلى رَأسِهِ .
فَنَظَرَ إلَيَّ وقالَ : ما صَنَعَ النّاسُ يا عَلِيُّ ؟ فَقُلتُ : كَفَروا يا رَسولَ اللّهِ ، ووَلَّوُا الدُّبُرَ مِنَ العَدُوِّ وأَسلَموكَ ، فَنَظَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله إلى كَتيبَةٍ ۴ قَد أقبَلَت إلَيهِ ، فَقالَ لي : رُدَّ عَنّي يا عَلِيُّ هذِهِ الكَتيبَةَ ، فَحَمَلتُ عَلَيها بِسَيفي أضرِبُها يَمينا وشِمالاً حَتّى وَلَّوُا الأَدبارُ .
فَقالَ لِيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله : أما تَسمَعُ يا عَلِيُّ مَديحَكَ فِي السَّماءِ ؟ إنَّ مَلَكا يُقالُ لَهُ : رِضوانُ ، يُنادي : «لا سَيفَ إلّا ذُو الفَقارِ ولا فَتى إلّا عَلِيٌّ» ، فَبَكَيتُ سُرورا وحَمِدتُ اللّهَ سُبحانَهُ عَلى نِعمَتِهِ . ۵

1.الجَذَلُ : الفَرَحُ (الصحاح : ج ۴ ص ۱۶۵۴ «جذل») .

2.كنز الفوائد : ج ۲ ص ۱۸۰ عن سليمان بن جعفر الهاشمي عن الإمام الصادق عن أبيه عن جدّه عليهم السلام ، المناقب لابن شهر آشوب : ج ۲ ص ۱۸۶ عن الإمام الصادق عليه السلام ، بحار الأنوار : ج ۳۸ ص ۳۳۸ ح ۱۱ .

3.جفون السّيوف : أغمادها ، واحدها جَفْن (النهاية : ج ۱ ص ۲۸۰ «جفن») .

4.الكتيبةُ : القِطْعَة العظيمة من الجيش (النهاية : ج ۴ ص ۱۴۸ «كتب») .

5.الإرشاد : ج ۱ ص ۸۶ ، كشف الغمّة : ج ۱ ص ۱۹۴ ، إعلام الورى : ج ۱ ص ۳۷۸ كلّها عن عكرمة ، بحار الأنوار : ج ۲۰ ص ۸۶ ح ۱۷ .

الصفحه من 142