البکاء (تفصیلی) - الصفحه 137

لِلقَضاءِ بَينَ بَني إسرائيلَ ، ويَومٍ لِنِسائِهِ ، ويَومٍ يُسَبِّحُ فِي الفَيافي ۱ وَالجِبالِ وَالسَّواحِلِ ، ويَومٍ يَخلو في دارٍ لَهُ ... فَإِذا كانَ يَومُ نِياحَتِهِ يَخرُجُ فِي الفَيافي فَيَرفَعُ صَوتَهُ بِالمَزاميرِ ، فَيَبكي ويَبكي مَعَهُ الشَّجَرُ وَالرِّمالُ وَالطَّيرُ وَالوَحشُ حَتّى يَسيلَ مِن دُموعِهِم مِثلُ الأَنهارِ ، ثُمَّ يَجيءُ إلَى الجِبالِ فَيَرفَعُ صَوتَهُ بِالمَزاميرِ فَيَبكي ويَبكي مَعَهُ الجِبالُ وَالحِجارَةُ وَالدَّوابُّ وَالطَّيرُ حَتّى تَسيلَ مِن بُكائِهِمُ الأَودِيَةُ ، ثُمَّ يَجيءُ إلَى السّاحِلِ فَيَرفَعُ صَوتَهُ بِالمَزاميرِ ، فَيَبكي وتَبكي مَعَهُ الحيتانُ ودَوابُّ البَحرِ وطَيرُ الماءِ وَالسِّباعُ . ۲

۱۰۲۷۰.الكافي عن محمد بن الفيض عن الإمام الصادق عليه السلام :كُنتُ عِندَ أبي جَعفَرٍ ـ يَعني أبَا الدَّوانيقِ ـ ۳ فَجاءَتهُ خَريطَةٌ ۴ فَحَلَّها ونَظَرَ فيها ، فَأَخرَجَ مِنها شَيئا فَقالَ : يا أبا عَبدِ اللّهِ أتَدري ما هذا ؟ قُلتُ : ما هُوَ ؟ قالَ : هذا شَيءٌ يُؤتى بِهِ مِن خَلفِ إفريقِيَةَ مِن طَنجَةَ ۵ أو طُبنَةَ ۶ ـ شَكَّ مُحَمَّدٌ ـ قُلتُ : ما هُوَ ؟ قالَ : جَبَلٌ هُناكَ يَقطُرُ مِنهُ فِي السَّنَةِ قَطَراتٌ فَتَجمُدُ ، وهُوَ جَيِّدٌ لِلبَياضِ يَكونُ فِي العَينِ ، يُكتَحَلُ بِهذا فَيَذهَبُ بِإِذنِ اللّهِ عز و جل .
قُلتُ : نَعَم أعرِفُهُ ، وإن شِئتَ أخبَرتُكَ بِاسمِهِ وحالِهِ ؟ قالَ : فَلَم يَسأَلني عَنِ اسمِهِ ، قالَ : وما حالُهُ ؟

1.الفيافي : البراري الواسعة ، جمع فيفاء (النهاية : ج ۳ ص ۴۸۵ «فيف») .

2.تفسير البغوي : ج ۴ ص ۵۷ ، بحار الأنوار : ج ۱۴ ص ۱۷ نقلاً عن عرائس الثعلبي نحوه .

3.الدانق ـ بفتح النون وكسرها ـ : سُدس الدينار والدرهم . والداونيقي : لقبٌ لأبي جعفر المنصور ؛ وهو الثاني من خلفاء بني العبّاس ، ويقال له أبو الدوانيق (مجمع البحرين : ج ۱ ص ۶۱۳ «دنق») .

4.الخريطة : مثل الكيس من أدم أو خرق ، ويتّخذ ما شبّه به لكتب العمّال فيبعث بها (تاج العروس : ج ۱۰ ص ۲۳۶ «خرط») .

5.طنجة : بلد على ساحل بحر المغرب مقابل الجزيرة الخضراء وهو من البرّ الأعظم وبلاد البربر (معجم البلدان : ج ۴ ص ۴۳) .

6.طبنة : بلدة في طرف أفريقيه ممّا يلي المغرب ، فتحها موسى بن نصير (معجم البلدان : ج ۴ ص ۲۱) .

الصفحه من 142