البسملة (تفصیلی) - الصفحه 69

3 . تغيير سنّة الجهر بالبسملة

كان الالتزام بالجهر بالبسملة مستمرّا حتّى أوائل عهد حكم بني اُميّة ، حسب نقل محدّثي الشيعة وأهل السنّة ، وقد ظهرت هذه البدعة في عهد حكم السلاطين الأمويين .
وقد كان عمرو بن سعيد بن العاص والي الأمويين على المدينة ، أوّل من غيّر سنّة الجهر بالبسملة إلى الإخفات .
ينقل البيهقي عن الزهري أنّه قال :
مِن سنّة الصلاة أن يُقرأ «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَـنِ الرَّحِيمِ» ، وإنّ أوّل من أسرّ «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَـنِ الرَّحِيمِ» عمرو بن سعيد بن العاص بالمدينة ، وكان رجلاً حييا . ۱
وبالطبع فقد كان معاوية أوّل شخص أقدم على ترك البسملة كما علمنا من رواية الشافعي والدارقطني والبيهقي ، ولكنّه تراجع بعد مواجهته لاعتراض الصحابة والتابعين في المدينة ، ولكنّ أصل هذه السياسة تواصَلت على يد الحكّام الأمويين .
يقول العلّامة الأميني ـ بعد نقل الخبر السابق ـ :
تنمّ هذه الأحاديث عن أنّ البسملة لم تزل جزءا من السورة منذ نزول القرآن الكريم ، وعلى ذلك تمرّنت الاُمّة ، وانطوت الضمائر ، وتطامنت العقائد ، ولذلك قال المهاجرون والأنصار لمّا تركها معاوية : إنّه سرق ، ولم يتسنّ لمعاوية أن يعتذر لهم بعدم الجزئية حتّى التجأ إلى إعادة الصلاة مكلّلة سورتها بالبسملة ، أو أنّه التزم بها في بقيّة صلواته ، ولو كان هناك يومئذٍ قول بتجرّد السورة عنها لاحتجّ به معاوية ، لكنّه قول حادث ابتدعوه لتبرير عمل معاوية ونظرائه من الاُمويين الّذين اتّبعوه بعد تبيّن الرشد من الغيّ . ۲

1.الدرّ المنثور : ج ۱ ص ۲۰ نقلاً عن البيهقي .

2.الغدير : ج ۱۰ ص ۲۰۲ .

الصفحه من 72