البسملة (تفصیلی) - الصفحه 12

۹۲۷۷.الكافي عن هشام بن الحكم عن الإمام الرضا عليه السلامـ عِندَما سَأَ لَهُ عَن أسماءِ اللّه ِ وَاشتِقاقِها ـ :يا هِشامُ ، اللّه ُ مُشتَقٌّ مِن إلهٍ ، وَالإِلهُ يَقتَضي مَألوها ، وَالاِسمُ غَيرُ المُسَمّى ، فَمَن عَبَدَ الاِسمَ دونَ المَعنى فَقَد كَفَرَ ولَم يَعبُد شَيئا ، ومَن عَبَدَ الاِسمَ وَالمَعنى فَقَد كَفَر ۱ وعَبَدَ اثنَينِ ، ومَن عَبَدَ المَعنى دونَ الاِسمِ فَذاكَ التَّوحيدُ ، أفَهِمتَ يا هِشامُ؟ قالَ : فَقُلتُ : زِدني ! قالَ :
إنَّ للّه ِِ تِسعَةً وتِسعينَ اسما ، فَلَو كانَ الاِسمُ هُوَ المُسَمّى لَكانَ كُلُّ اسمٍ مِنها إلها ، ولكِنَّ اللّه َ مَعنىً يُدَلُّ عَلَيهِ بِهذِهِ الأَسماءِ ، وكُلُّها غَيرُهُ . يا هِشامُ ، الخُبزُ اسمٌ لِلمَأكولِ ، وَالماءُ اسمٌ لِلمَشروبِ ، وَالثَّوبُ اسمٌ لِلمَلبوسِ ، وَالنّارُ اسمٌ لِلمُحرِقِ ، أفَهِمتَ يا هِشامُ فَهما تَدفَعُ بِهِ وتُناضِلُ ۲ بِهِ أعداءَنا وَالمُتَّخِذينَ مَعَ اللّه ِ جَلَّ وعَزَّ غَيرَهُ؟ قُلتُ : نَعَم ، قالَ : فَقالَ : نَفَعَكَ اللّه ُ بِهِ وثَبَّتَكَ يا هِشامُ .
قالَ هِشامٌ : فَوَاللّه ِ ما قَهَرَني أحَدٌ فِي التَّوحيدِ حَتّى قُمتُ مَقامي هذا . ۳

۹۲۷۸.الكافي عن الفتح بن يزيد الجرجاني عن أبي الحسن عليه السلام ، قال :سَمِعتُهُ يَقولُ : وهُوَ اللَّطيفُ الخَبيرُ ، السَّميعُ البَصيرُ ، الواحِدُ الأَحَدُ الصَّمَدُ ، لَم يَلِد ولَم يولَد ولَم يَكُن لَهُ كُفُوا أحَدٌ ، لَو كانَ كَما يَقولُ المُشَبِّهَةُ لَم يُعرَفِ الخالِقُ مِنَ المَخلوقِ ، ولَا المُنشِئُ مِنَ المُنشَإِ ، لكِنَّهُ المُنشِئُ ، فَرَّقَ بَينَ مَن جَسَّمَهُ وصَوَّرَهُ وأَنشَأَهُ ، إذ كانَ لا يُشبِهُهُ شَيءٌ ، ولا يُشبِهُ هُوَ شَيئا .
قُلتُ : أجَل جَعَلَنِيَ اللّه ُ فِداكَ ، لكِنَّكَ قُلتَ : الأَحَدُ الصَّمَدُ ، وقُلتَ : لا يُشبِهُهُ شَيءٌ ، واللّه ُ واحِدٌ وَالإِنسانُ واحِدٌ ، ألَيسَ قَد تَشابَهَتِ الوَحدانِيَّةُ؟ قالَ :
يا فَتحُ ، أحَلتَ ثَبَّتَكَ اللّه ُ! إنَّمَا التَّشبيهُ فِي المَعاني ، فَأَمّا فِي الأَسماءِ فَهِيَ واحِدَةٌ وهِيَ دالَّةٌ عَلَى المُسَمّى ، وذلِكَ أنَّ الإِنسانَ وإن قيلَ واحِدٌ فَإِنَّهُ يُخبَرُ أنَّهُ جُثَّةٌ واحِدَةٌ ولَيسَ بِاثنَينِ ، وَالإِنسانُ نَفسُهُ لَيسَ بِواحِدٍ ؛ لِأَنَّ أعضاءَهُ مُختَلِفَةٌ وأَلوانَهُ مُختَلِفَةٌ ، ومَن ألوانُهُ مُختَلِفَةٌ غَيرُ واحِدٍ ، وهُوَ أجزاءٌ مُجَزَّأَةٌ لَيسَت بِسَواءٍ ؛ دَمُهُ غَيرُ لَحمِهِ ، ولَحمُهُ غَيرُ دَمِهِ ، وعَصَبُهُ غَيرُ عُروقِهِ ، وشَعرُهُ غَيرُ بَشَرِهِ ، وسَوادُهُ غَيرُ بَياضِهِ ، وكَذلِكَ سائِرُ جَميعِ الخَلقِ ، فَالإِنسانُ واحِدٌ فِي الاِسمِ لا ۴ واحِدٌ فِي المَعنى ، واللّه ُ جَلَّ جَلالُهُ هُوَ واحِدٌ لا واحِدَ غَيرُهُ ، لَا اختِلافَ فيهِ ولا تَفاوُتَ ولا زِيادَةَ ولا نُقصانَ ... ۵

1.في التوحيد والموضع الآخر من الكافي : «فقد أشرك» .

2.اُناضل : أي اُجادل واُخاصم واُدافع. وفلان يناضل عن فلان : إذا رامى عنه وحاجَجَ ، وتكلَّم بعذره ، ودفع عنه (النهاية : ج ۵ ص ۷۲ «نضل») .

3.الكافي : ج ۱ ص ۸۷ ح ۲ وص ۱۱۴ ح ۲ ، التوحيد : ص ۲۲۰ ح ۱۳ وفيه «تنافر أعداءنا والملحدين في اللّه والمشركين» بدل «تناضل به أعداءنا والمتّخذين مع اللّه جلّ وعزّ» ، الاحتجاج : ج ۲ ص ۲۰۳ ح ۲۱۶ ، بحار الأنوار : ج ۴ ص ۱۵۷ ح ۲ .

4.في المصدر : «ولا» بدل «لا» ، والتصويب من المصادر الاُخرى.

5.الكافي : ج ۱ ص ۱۱۸ ح ۱ ، التوحيد : ص ۱۸۵ ح ۱ ، عيون أخبار الرضا عليه السلام : ج ۱ ص ۱۲۷ ح ۲۳ وفيهما «كفوا أحد منشئ الأشياء ومجسّم الأجسام ومصوّر الصور ، لو كان كما يقولون لم يعرف» ، بحار الأنوار : ج ۴ ص ۱۷۳ ح ۲ .

الصفحه من 72