البر (تفصیلی) - الصفحه 7

وروحه لم يطمئنّا إليه ، وشعرا بشكل ما بالشكّ وعدم الاطمئنان إليه . وبالطبع فإنّ علينا أن نلتفت إلى أنّ هذا الإدراك والشعور الفطريين لا يشملان التعبّديات الشرعية المحضة .

ثالثاً : العلاقة بين الدين والعقل

وأمّا الموضوع المهمّ الآخر الذي يمكن التوصّل إليه استناداً إلى مقياس الخير والشرّ من منظار الكتاب والسنّة ، فهو العلاقة بين الدين والعقل ، وانطباق أحكام الإسلام النيّرة مع منطق الفطرة والعقل ، وحاجات الإنسان الحقيقية ، وهذا المعنى يتّضح أكثر في عدد من الروايات التي جاء فيها المقياس المذكور في الإجابة على بيان أنواع المحلّلات والمحرَّمات ۱ أو الأعمال الصالحة والسيّئة ۲ ، كما تؤيّد الروايات التالية التي نقلت عن الإمام علي عليه السلام ، العلاقة بين الدين والعقل :
إنَّهُ لَم يَأمُركَ إلّا بِحَسَنٍ ولَم يَنهَكَ إلّا عَن قَبيحٍ . ۳
لَو لَم يَنهَ اللّهُ سُبحانَهُ عَن مَحارِمِهِ لَوَجَبَ أن يَجتَنِبَهَا العاقِلُ . ۴
وبطبيعة الحال فإنّه يتّضح عبر قليل من التأمّل أنّ العقل والفطرة عاجزان عن تمييز جميع مصاديق الخيرات والشرور بسبب عدم الإحاطة بجميع المصالح والمفاسد ، وهذا المعنى هو الذي يمثّل فلسفة حاجة البشر إلى الوحي ، حيث سنقدّم الإيضاحات اللازمة في هذا المجال ۵ إن شاء اللّه .

1.. راجع : ص ۴۱۰ ح ۸۴۰۰ ـ ۸۴۰۲ .

2.. راجع : ص ۴۰۹ ـ ۴۱۰ ح ۸۳۹۶ ـ ۸۳۹۹ و ص ۴۱۱ ح ۸۴۰۳.

3.. نهج البلاغة : الكتاب ۳۱ .

4.. غرر الحكم : ج ۵ ص ۱۱۷ ح ۷۵۹۵ .

5.. راجع : كتاب فلسفة الوحي والنبوّة.

الصفحه من 58