البداء (تفصیلی) - الصفحه 69

أنكَرَ البَداءَ ، فَقَد قالَ اللّهُ في كِتابِهِ : «فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فَمَا أَنتَ بِمَلُومٍ»۱ وذلِكَ أنَّ اللّهَ سُبحانَهُ أراد أن يُهلِكَ الأَرضَ في ذلِكَ الوَقتِ ، ثُمَّ تَدارَكَهُم بِرَحمَتِهِ فَبَدا لَهُ في هَلاكِهِم وأنزَلَ عَلى رَسولِهِ «وَ ذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ»۲ .
ومِثلُهُ قَولُهُ تَعالى : «وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ»۳ ثُمَّ بَدا لَهُ «وَمَا لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ» . ۴
وكَقَولِهِ : «إِن يَكُن مِّنكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُواْ مِاْئَتَيْنِ وَإِن يَكُن مِّنكُم مِّاْئَةٌ يَغْلِبُواْ أَلْفًا مِّنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ»۵ ثُمَّ بَدا لَهُ تَعالى ، فَقالَ : «الْانَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا فَإِن يَكُن مِّنكُم مِّاْئَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُواْ مِاْئَتَيْنِ وَإِن يَكُن مِّنكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُواْ أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ»۶ .
وهكَذا يَجرِي الأَمرُ ما فِي النّاسِخِ وَالمَنسوخِ ، وهُوَ يَدُلُّ عَلى تَصحيحِ البَداءِ .
وقَولُهُ : «يَمْحُواْ اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَ يُثْبِتُ وَ عِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ»۷ فَهَل يَمحو إلّا ما كانَ ، وهَل يُثبِتُ إلّا ما لَم يَكُن ، ومِثلُ هذا كَثيرٌ في كِتابِ اللّهِ عز و جل . ۸

8393.تفسير العيّاشي عن محمّد بن مسلم عن الإمام الباقر عليه السلامـ في قَولِهِ «مَا نَنسَخْ مِنْ ءَايَةٍ أَوْ

1.. الذاريات : ۵۴ .

2.. الذاريات : ۵۵ .

3.. الأنفال : ۳۳ .

4.. الأنفال : ۳۴ .

5.. الأنفال : ۶۵ .

6.. الأنفال : ۶۶ .

7.. الرعد : ۳۹ .

8.. بحار الأنوار : ج ۹۳ ص ۸۳ نقلاً عن تفسير النعماني عن إسماعيل بن جابر عن الإمام الصادق عليه السلام .

الصفحه من 76