البداء (تفصیلی) - الصفحه 44

اللّهُ عز و جل إلَيهِ : إنَّما أنتَ عَبدٌ مَأمورٌ فَأَبلِغهُ ذلِكَ ، وَاللّهُ لا يُسأَلُ عَمّا يَفعَلُ . ۱

۸۳۲۳.الإمام الباقر عليه السلام :بَينا داوُدُ عليه السلام جالِسٌ وعِندَهُ شابٌّ رَثُّ ۲ الهَيئَةِ يُكثِرُ الجُلوسَ عِندَهُ ، ويُطيلُ الصَّمتَ ، إذ أتاهُ مَلَكُ المَوتِ فَسَلَّمَ عَلَيهِ ، وأحَدَّ مَلَكُ المَوتِ النَّظَرَ إلَى الشّابِّ ، فَقالَ داوُدُ عليه السلام : نَظَرتَ إلى هذا ، فَقالَ : نَعَم ، إنّي اُمِرتُ بِقَبضِ روحِهِ إلى سَبعَةِ أيّامٍ في هذَا المَوضِعِ ، فَرَحِمَهُ داوُدُ فَقالَ : يا شابُّ ، هَل لَكَ امرَأَةٌ ؟ قالَ : لا ، وما تَزَوَّجتُ قَطُّ . قالَ داوُدُ : فَائتِ فُلانا ـ رَجُلاً كانَ عَظيمَ القَدرِ في بَني إسرائيلَ ـ فَقُل لَهُ : إنَّ داوُدَ يَأمُرُكَ أن تُزَوِّجَنِي ابنَتَكَ وتُدخِلَها اللَّيلَةَ عَلَيَّ ، وخُذ مِنَ النَّفَقَةِ ما تَحتاجُ إلَيهِ ، وكُن عِندَها ، فَإِذا مَضَت سَبعَةُ أيّامٍ فَوافِني في هذَا المَوضِعِ .
فَمَضَى الشّابُّ بِرِسالَةِ داوُدَ عليه السلام ، فَزَوَّجَهُ الرَّجُلُ ابنَتَهُ وأدخَلَها عَلَيهِ ، وأقامَ عِندَها سَبعَةَ أيّامٍ ، ثُمَّ وافى داوُدُ يَومَ الثّامِنِ، فَقالَ لَهُ داوُدُ : يا شابُّ كَيفَ رَأَيتَ ما كُنتَ فيهِ ؟ قالَ : ما كُنتُ في نِعمَةٍ ولا سُرورٍ قَطُّ أعظَمَ مِمّا كُنتُ فيهِ ، قالَ داوُدُ : اِجلِس فَجَلَسَ داوُدُ يَنتَظِرُ أن تُقبَضَ روحُهُ ، فَلَمّا طالَ قالَ : اِنصَرِف إلى مَنزِلِكَ فَكُن مَعَ أهلِكَ ، فَإِذا كانَ اليَومُ الثّامِنُ فَوافِني هاهُنا ، فَمَضَى الشّابُ ، ثُمَّ وافاهُ اليَومَ الثّامِنَ وجَلَسَ عِندَهُ ، ثُمَّ انصَرَفَ اُسبوعا آخَرَ ، ثُمَّ أتاهُ وجَلَسَ فَجاءَ مَلَكُ المَوتِ إلى داوُدَ ، فَقالَ داوُدُ [صَلَواتُ اللّهِ عَلَيهِ] : ألَستَ حَدَّثتَني بِأَنَّكَ اُمِرتَ بِقَبضِ روحِ هذَا الشّابِّ إلى سَبعَةِ أيّامٍ فَقَد مَضَت ثَمانِيَةٌ وثَمانِيَةٌ ! قالَ : يا داوُدُ ، إنَّ اللّهَ تَعالى رَحِمَهُ بِرَحمَتِكَ لَهُ ، فَأَخَّرَ في أجَلِهِ ثَلاثينَ سَنَةً . ۳

1.. التوحيد : ص ۴۴۳ ح ۱ ، عيون أخبار الرضا عليه السلام : ج ۱ ص ۱۸۱ ح ۱ كلاهما عن الحسن بن محمّد النوفلي عن الإمام الرضا عليه السلام ، قصص الأنبياء للراوندي : ص ۲۴۱ ح ۲۸۳ عن عبد الأعلى مولى بني سام عن الإمام الصادق عليه السلام نحوه ، بحار الأنوار : ج ۱۳ ص ۳۸۲ ح ۳ .

2.. فلانٌ رثّ الهيئة، وفي هيئتهِ رَثاثة: أي بَذاذة (الصحاح : ج ۱ ص ۲۸۲ «رثث») .

3.. قصص الأنبياء للراوندي : ص ۲۰۴ ح ۲۶۶ عن الثمالي ، بحار الأنوار : ج ۴ ص ۱۱۱ ح ۳۱ .

الصفحه من 76