البخل (تفصیلی) - الصفحه 5

إرشادات قيّمة جديرة بالتأمّل حول صفة البخل وسنذكرها فيما يلي ، ولكن تجب الإشارة قبلها إلى بعض الملاحظات بشأن الاستنتاج منها :

1 . معنى البخل والشحّ وذمّهما

البخل والشحّ مذمومان من وجهة نظر الكتاب والسنّة ، وهما عبارة عن المنع والإمساك اللذين يعتبرهما العقل قبيحين وذميمين ، ولذلك فقد اعتبر البخل في رواية عن الإمام الصادق عليه السلام ذكر فيها جنود العقل والجهل ، في مقابل السخاء من جنود الجهل :
وَالسَّخاءُ وضِدُّهُ البُخلُ . ۱
وجاء في رواية اُخرى عن الإمام العسكري عليه السلام :
إنَّ . . . لِلاِقتِصادِ مِقدارا فَإِن زادَ عَلَيهِ فَهُوَ بُخلٌ . ۲
وهذا يعني أنّ الإمساك في حدّ الاعتدال ليس مذموماً عقلاً وشرعاً ولا يعتبر بخلاً .
وعلى هذا الأساس ، فإنّ للبخل نوعين من الأضداد : أحدهما الضدّ الذي يُعتبر فضيلة ، وهو الإنفاق في حدّ الاعتدال ؛ ويسمّى السخاء والجود والكرم ، وأعلى مراتبه الإيثار . والآخر الإنفاق خارج حدّ الاعتدال والمشروعية ، ويعدّ إسرافاً وتبذيراً .
وبناءً على ذلك ، فإنّ ما نسب إلى عدد من الباحثين في علم الأخلاق ، وهو أنّ البخل ليس ضدّ السخاء والجود والكرم ، بل هو ضدّ الإسراف ۳ ، لا يبدو صحيحاً .

1.راجع : ص ۱۲۵ ح ۷۷۳۳.

2.راجع : ص ۱۲۵ ح ۷۷۳۴.

3.راجع : دائرة المعارف قرآن كريم (بالفارسيّة): ج۵ ص۳۶۹، دانشنامه جهان إسلام (بالفارسيّة): ف ج ۳ ص ۴۴۲ .

الصفحه من 88