البخل (تفصیلی) - الصفحه 31

ج ـ ما رُوِيَ بِلَفظِهِما أو في مَعناهُما

۷۸۱۹.علل الشرائع عن أبي بصير :قُلتُ لِأَبي جَعفَرٍ عليه السلام : كانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله يَتَعَوَّذُ مِنَ البُخلِ ؟ فَقالَ : نَعَم يا أبا مُحَمَّدٍ في كُلِّ صَباحٍ ومَساءٍ ، ونَحنُ نَتَعَوَّذُ بِاللّهِ مِنَ البُخلِ ، يَقولُ اللّهُ : «وَ مَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَائِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ»۱ وسَاُخبِرُكَ عَن عاقِبَةِ البُخلِ .
إنَّ قَومَ لوطٍ كانوا أهلَ قَريَةٍ أشِحّاءَ عَلَى الطَّعامِ فَأَعقَبَهُمُ البُخلُ داءً لا دَواءَ لَهُ في فُروجِهِم .
فَقُلتُ : وما أعقَبَهُم ؟
فَقالَ : إنَّ قَريَةَ قَومِ لوطٍ كانَت عَلى طَريقِ السَّيّارَةِ إلَى الشّامِ ومِصرَ ، فَكانَتِ السَّيّارَةُ تَنزِلُ بِهِم فَيُضَيِّفونَهُم ، فَلَمّا كَثُرَ ذلِكَ عَلَيهِم ضاقوا بِذلِكَ ذَرعا بُخلاً ولُؤما ، فَدَعاهُمُ البُخلُ إلى أن كانوا إذا نَزَلَ بِهِمُ الضَّيفُ فَضَحوهُ مِن غَيرِ شَهوَةٍ بِهِم إلى ذلِكَ ، وإنَّما كانوا يَفعَلونَ ذلِكَ بِالضَّيفِ حَتّى يُنكَلَ ۲ النّازِلُ عَنهُم ، فَشاعَ أمرُهُم فِي القَريَةِ وحَذِرَهُمُ النّازِلَةُ ، فَأَورَثَهُمُ البُخلُ بَلاءً لا يَستَطيعونَ دَفعَهُ عَن أنفُسِهِم مِن غَيرِ شَهوَةٍ لَهُم إلى ذلِكَ ، حَتّى صاروا يَطلُبونَهُ مِنَ الرِّجالِ فِي البِلادِ ويُعطونَهُم عَلَيهِ الجُعلَ ۳ .
ثُمَّ قالَ : فَأَيُّ داءٍ أدأى مِنَ البُخلِ ، ولا أضَرُّ عاقِبَةً ولا أفحَشُ عِندَ اللّهِ تَعالى ؟! ۴

۷۸۲۰.رسول اللّه صلى الله عليه و آله :يا مَعشَرَ الأَنصارِ... كُنتُم فِي الجاهِلِيَّةِ إذ لا تَعبُدونَ اللّهَ، تَحمَلونَ الكَلَّ ۵ وتَفعَلونَ في أموالِكُمُ المَعروفَ ، وتَفعَلونَ إلَى ابنِ السَّبيلِ ، حَتّى إذا مَنَّ اللّهُ عَلَيكُم

1.الحشر : ۹ .

2.النَّكْلُ : هو المنع والتنحية عمّا يريد (النهاية : ج ۵ ص ۱۱۶ «نكل») .

3.الجُعْلُ : وهو الاُجرة على الشيء (النهاية : ج ۱ ص ۲۷۶ «جعل») .

4.علل الشرائع : ص ۵۴۸ ح ۴ ، تفسير العيّاشي : ج ۲ ص ۲۴۵ ح ۲۶ ، قصص الأنبياء للراوندي : ص ۱۱۸ ح ۱۱۸ وليس فيه ذيله من «ثمّ قال» وكلاهما نحوه ، بحار الأنوار : ج ۱۲ ص ۱۴۷ ح ۱ .

5.الكَلُّ : الثِقلُ ، العيال ، اليتيم (المصباح المنير : ص ۵۳۸ «الكل») .

الصفحه من 88