البخل (تفصیلی) - الصفحه 12

الإنسان مؤمناً ولكن سيادته وشرفه الذاتيّين يدفعانه إلى السخاء والجود ، كما جاء في الحديث النبويّ :
إنَّ السَّيِّدَ لا يَكونُ بَخيلاً . ۱
وإلى جانب تعزيز الإيمان وكرامة النفس ، فإنّ الدعاء والاستمداد من اللّه ـ تعالى ـ يؤثّران أيضاً في منع هذه الصفة الرذيلة ، ولذلك فقد جاء في روايات عديدة عن أئمّة الإسلام ، أنّهم لجؤوا إلى اللّه المنّان من البخل واستعانوا به ، وبذلك فقد نبَّهوا أتباعهم على أهمية هذا الموضوع ودور الدعاء في الخلاص منه . ۲

9 . البخل الممدوح !

أشرنا فيما مضى إلى أنّ كلمتي البخل والشحّ استخدمتا في النصوص الإسلامية بالمعنى اللغوي ، ولذلك فإنّ هذه الكلمة لا تستخدم في المعاني المذمومة والإمساكات التي لا يستحسنها العقل فحسب ، بل إنّها تستعمل أيضاً في المفاهيم القِيَميّة والإمساكات الحميدة من منظار العقل ، مثل : البخل في الدين ، البخل في حفظ الأسرار ، البخل في إنفاق العمر فيما لا طائل له ، والبخل في إنفاق المال في غير موضعه .
جدير ذكره أنّ كلمتي البخل والشحّ ليس لهما مفهوم قيميّ في القرآن الكريم ، ولكن توجد في الحديث مواضع عديدة استعملت فيها هاتان الكلمتان في المفاهيم القيميّة .

1.راجع : ص ۱۹۴ ح ۸۰۴۱.

2.راجع : ص ۱۹۴ (موانع البخل / الاستعانة باللّه عز و جل) .

الصفحه من 88