ولكنّ فوائد البحر وأدلّة إثبات وجود الخالق لا تقتصر دون شكّ على المواضع المذكورة ، بل إنّ للبحر فوائد لحياة الإنسان إن لم تكن أهمّيتها أكثر من الفوائد المذكورة ، فإنّها دون شكّ ، ليست بأقلّ منها ، مثل : نزول المطر ، تلطيف الجوّ ، تأمين رطوبة الأرض ، وكذلك العناصر الكثيرة التي تستخلص من ماء البحر على إثر تقدّم العلم والتي تستخدم في الصناعات المختلفة وصناعة الأدوية ، مثل : المغنيسيوم ، البوتاسيوم ، البروم وسولفات الصوديوم .
يقول الإمام الصادق عليه السلام ـ في حديثه المعروف في توحيد المفضّل ـ مشيراً إلى هذه الفوائد والأسباب التي لم تكن قد اكتشفت آنذاك :
إِذا أرَدتَ أن تَعرِفَ سَعَةَ حِكمَةِ الخالِقِ ، وقِصَرَ عِلمِ المَخلوقينَ ؛ فَانظُر إلى ما فِي البِحارِ مِن ضُروبِ السَّمَكِ ، ودَوابِّ الماءِ ، وَالأَصدافِ وَالأَصنافِ الَّتى لا تُحصى ولا تُعرَفُ مَنافِعُها إِلَا الشَّيءُ بَعدَ الشَّيءِ ، يُدرِكُهُ النّاسُ بِأَسبابٍ تَحدُثُ . ^۱