الأمة (تفصیلی) - الصفحه 7

والمستكبرين وليس عموم الناس :
«وَ مَا أَرْسَلْنَا فِى قَرْيَةٍ مِّن نَّذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُم بِهِ كَافِرُونَ * وَ قَالُواْ نَحْنُ أَكْثَرُ أَمْوَالًا وَ أَوْلَادًا وَ مَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ» . ۱
فالمستكبرون هم الذين كانوا يجرّون الجماهير المستضعفة وراءهم احياناً :
«يَقُولُ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُواْ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُواْ لَوْلَا أَنتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ» . ۲
وفي أحيانٍ اُخرى كانت الجماهير المستضعفة تدافع عن الأنبياء بوجه المستكبرين ، كما نلاحظ ذلك في قصّة قوم صالح :
«قَالَ الْمَلأَُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُواْ مِن قَوْمِهِ لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُواْ لِمَنْ ءَامَنَ مِنْهُمْ أَتَعْلَمُونَ أَنَّ صَالِحًا مُّرْسَلٌ مِّن رَّبِّهِ قَالُواْ إِنَّا بِمَا أُرْسِلَ بِهِ مُؤْمِنُونَ» . ۳
وقد استطاع الأنبياء في ظلّ دعم هذه الجماهير المستضعفة وحمايتهم ، نشر دين اللّه بين الاُمم .
في ضوء ذلك فإنّ المراد من الاُمم التي دأبت طيلة التاريخ على مجابهة الدين والقادة الدينيّين هم المستكبرون والمتجبّرون .
ثانياً : سبب تشابه الاُمم المستكبرة السابقة في مجابهة الأنبياء هو أنّ خصلة الاستكبار مناهضة للحقّ والعدل اللذَين يُعتبران بمثابة الأساس في دعوة الأنبياء ، وعلى أساس ذلك فهو شيء لا يتنافى مع السمة الفطريّة للدين .
الملاحظة التي تسترعي الاهتمام هي أنّ الأحاديث الشريفة تؤكّد بأنّ ما مرَّ بالاُمم السابقة ، سيمرّ بالاُمّة الإسلاميّة أيضاً :

1.سبأ : ۳۴ و۳۵ و راجع : الأعراف : ۷۶ - ۸۸ .

2.سبأ : ۳۱ .

3.الأعراف : ۷۵ .

الصفحه من 171