الأمة (تفصیلی) - الصفحه 20

تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا ... » 1 الآيَة ـ :في تَفسيرِ الكَلبِيِّ : لَمّا نَزَلَت هذِهِ الآيَةُ قامَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله فَتَوَضَّأَ وأسبَغَ وُضوءَهُ ، ثُمَّ قامَ وصَلّى فَأَحسَنَ صَلاتَهُ ، ثُمَّ سَأَلَ اللّهَ سُبحانَهُ ألّا يَبعَثَ عَلى اُمَّتِهِ عَذاباً مِن فَوقِهِم ولا مِن تَحتِ أرجُلِهِم ، ولا يُلبِسَهُم شِيَعاً ، ولا يُذيقَ بَعضَهُم بَأسَ بَعضٍ .
فَنَزَلَ جَبرَئيلُ عليه السلام فَقالَ : يا مُحَمَّدُ ، إنَّ اللّهَ تَعالى سَمِعَ مَقالَتَكَ ، وإنَّهُ قَد أجارَهُم مِن خَصلَتَينِ ولَم يُجِرهُم مِن خَصلَتَينِ ؛ أجارَهُم مِن أن يَبعَثَ عَلَيهِم عَذاباً مِن فَوقِهِم أو مِن تَحتِ أرجُلِهِم ، ولَم يُجِرهُم مِنَ الخَصلَتَينِ الاُخرَيَينِ .
فقال صلى الله عليه و آله : يا جَبرَئيلُ ، ما بَقاءُ اُمَّتي مَعَ قَتلِ بَعضِهِم بَعضا ؟ فَقامَ وعادَ إلَى الدُّعاءِ ، فَنَزَلَ : «الم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُواْ أَن يَقُولُواْ ءَامَنَّا وَ هُمْ لَا يُفْتَنُونَ» الآيَتَينِ ، فَقالَ : لابُدَّ مِن فِتنَةٍ تُبتَلى بِهَا الاُمَّةُ بَعدَ نَبِيِّها ، لِيَتَبَيَّنَ الصّادِقُ مِنَ الكاذِبِ ، لِأَنَّ الوَحيَ انقَطَعَ ، وبَقِيَ السَّيفُ وَافتِراقُ الكَلِمَةِ إلى يَومِ القِيامَةِ. 2

۴۳۴۵.الإمام عليّ عليه السلامـ في خُطبَةٍ لَهُ ـ :لَو أرادَ اللّهُ جَلَّ ثَناؤُهُ بِأَنبِيائِهِ حَيثُ بَعَثَهُم أن يَفتَحَ لَهُم كُنوزَ الذِّهبانِ ، ومَعادِنَ العِقيانِ ۳ ، ومَغارِسَ الجِنانِ ، وأن يَحشُرَ طَيرَ السَّماءِ ووَحشَ الأَرضِ مَعَهُم لَفَعَلَ ، ولَو فَعَلَ لَسَقَطَ البَلاءُ ، وبَطَلَ الجَزاءُ ، وَاضمَحَلَّتِ الأَنباءُ ، ولَما وَجَبَ لِلقائِلينَ اُجورُ المُبتَلَينَ ، ولا لَحِقَ المُؤمِنينَ ثَوابَ المُحسِنينَ ، ولا لَزِمَتِ الأَسماءُ أهالِيَها عَلى مَعنىً مُبينٍ ۴ ، ولِذلِكَ لَو أنزَلَ اللّهُ مِنَ السَّماءِ آيَةً فَظَلَّت أعناقُهُم لَها خاضِعينَ ، ولَو فَعَلَ لَسَقَطَ البَلوى عَنِ النّاسِ أجمَعينَ ، و لكِنَّ اللّهَ جَلَّ ثَناؤُهُ جَعَلَ

1.الأنعام : ۶۵ .

2.مجمع البيان : ج ۴ ص ۴۸۷، بحارالأنوار : ج ۹ ص ۸۸ ؛ تفسير القرطبي : ج ۷ ص ۱۰ نحوه .

3.العِقيان من الذهب : الخالص (الصحاح : ج ۶ ص ۲۴۳۳ «عقا») .

4.قال المجلسي قدس سره : «ولا لزمت الأسماء» كالمؤمن والمتّقي والزاهد والعابد (مرآة العقول : ج ۱۷ ص ۲۴).وفي نهج البلاغة : «ولا لزمت الأسماء معانيها» وليس فيه : «على معنىً مبين» .

الصفحه من 171