الأمة (تفصیلی) - الصفحه 10

أمّا المجتمعات المجرّدة عن مثل هذه الخصائص والتي لا حظّ لها من الإسلام سوى الاسم ، فهي فضلاً عن فقدها لمثل هذه الفضائل والخصائص فإنّها تنطبق عليها نبوءة النبيّ العظيمة حيث يقول :
سَيَأتي عَلى اُمَّتي زَمانٌ لا يبَقى مِنَ القُرآنِ إلّا رَسمُهُ ، ولا مِنَ الإِسلامِ إلَا اسمُهُ ، يُسَمَّونَ بِهِ وهُم أبعَدُ النّاسِ مِنهُ ، مَساجِدُهُم عامِرَةٌ وهِيَ خَرابٌ مِنَ الهُدى ، فُقَهاءُ ذلِكَ الزَّمانِ شَرُّ فُقَهاءَ تَحتَ ظِلِّ السَّماءِ ، مِنهُم خَرَجَتِ الفِتنَةُ وإليَهِم تَعودُ . ۱

5 . سرّ تقدّم الاُمّة الإسلاميّة وانحطاطها

لقد استطاعت الاُمّة الإسلاميّة في القرون الاُولى أن تُنشئَ حضارة كبرى على الصعيد العالميّ ، بَيد أنّ بريق هذه الحضارة بدأ بالانحسار والاُفول بالتدريج ، إلى أن آل الأمر إلى ما هي عليه الآن ؛ حيث تعدّ الدول الإسلاميّة من أكثر دول العالم تأخّرا ، وهذا ما يقودنا للتساؤل عن سرّ ذلك التقدّم ، وسبب هذا الانحطاط؟
لقد قُدِّمت بشأن الجواب على هذا السؤال كتابات ومعالجات كثيرة ، ۲ ومن الملفت للنظر ، أنّ قادة الدين حدّدوا عوامل تقدّم الحضارة الإسلاميّة وانحطاطها ، وأشاروا إلى الحوادث المستقبليّة للعالم الإسلاميّ .
أجل ، إنّ الأحاديث والنصوص أشارت إلى عوامل بقاء الإسلام وانتشاره ، ونموّ رقعة المجتمع الإسلاميّ واتّساعه ، وهي عبارة عن : القيادة الصالحة ، وتلاحم الاُمّة ووحدة صفّها ، ووجود النخبة الصالحة ، وتطبيق القيم الخُلقيّة والعمليّة .
وأمّا عوامل تأخّر الاُمّة الإسلاميّة ، بل وحتّى سقوطها ، فهي عبارة عن : تصدّي

1.راجع : ص ۴۳۶ ح ۴۵۸۰.

2.راجع : قصّة الحضارة (تاريخ تمدّن) ، ويل دورانت : ج ۴ (عصر الإيمان ، لماذا تأخّر المسلمون ولماذا تقدّم غيرهم؟) ، أسباب تقدّم الإسلام وانحطاط المسلمين .

الصفحه من 171